الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

خسائر بايدن حال الاجتياح الروسي لأوكرانيا

خسائر بايدن حال الاجتياح الروسي لأوكرانيا

الرئيس الأمريكي جو بايدن- صورة من (epa)

يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز عالمياً وفي داخل أمريكا

يزيد المخاوف بشأن خسارة الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس

يقلص فرص تأييده لإعادة ترشحه لفترة ولاية ثانية

إذا أقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على غزو أوكرانيا، فإن ذلك الغزو سيؤدي إلى خسائر أطراف عدة، وفي مقدمتها الرئيس الأمريكي جو بايدن وحزبه الديمقراطي، وفقاً لتقرير نشرته شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية.

خسائر عدة لبايدن

وأوضح التقرير أن في مقدمة الخسائر التي سيتعرض لها بايدن، هي تأثر هيبته داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى أنه سيتسبب في زيادة أسعار النفط والغاز في العالم، وفي داخل أمريكا، ما سيثير غضب الأمريكيين، والذين يعانون بسبب زيادة التضخم لمستوى غير مسبوق منذ عقود، وقد يكون من الأسباب في انصراف الجمهور الأمريكي عن بايدن وحزبه الديمقراطي، قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس خلال العام الحالي، بل إن بايدن نفسه قد لا يتمكن من إعادة الترشح لفترة ولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024.

وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن لجأت إلى سلاح العقوبات المشددة، كوسيلة للضغط على الرئيس الروسي، من أجل منعه من الإقدام على غزو أوكرانيا، كما أن بايدن ومسؤولي إدارته يبذلون جهداً واضحاً في الأزمة الأوكرانية.

أضرار خارج حدود أوكرانيا

كما لفت التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية لن ترسل جنوداً إلى أوكرانيا لمساندتها في مواجهة التهديدات الروسية، خاصة أن كييف ليست ضمن عضوية حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، ولذلك فإن المواجهة المباشرة ما بين أمريكا وروسيا لن تقع، إلا أن إدارة بايدن، أرسلت عدة آلاف من الجنود إلى دول أوروبا الشرقية، الأعضاء في الناتو، كرومانيا وبولندا، لردع أي مغامرة لروسيا، وهي الخطوة التي أثارت غضب بوتين.

واعتبر التقرير أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، من شأنه أن يقوّض مبادئ الديمقراطية، وهي القضية التي توليها إدارة بايدن أولوية واضحة ضمن سياساتها الخارجية، وإذا وقع الغزو، فربما يشجع ذلك دولاً أخرى على الإقدام على نفس الخطوة، ومنها الصين التي قد تقدم على غزو تايوان وضمها إليها بالقوة، ما يعني أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يشعل العديد من الأزمات والتي قد تجد أمريكا أنها مضطرة للتدخل العسكري فيها، ليصبح العالم على مشارف حرب بين الدول العظمى، أي إن الأزمة الأوكرانية قد تخرج إلى خارج حدود أوكرانيا.

انتخابات الكونغرس

واعتبر التقرير أن خسائر بايدن لن تقتصر فقط على المجال الخارجي، بل ستطوله داخلياً أيضاً، حيث إن الغزو سيكون له تداعيات اقتصادية كبيرة، حيث سيزيد من المشكلات الاقتصادية الأمريكية وبالتالي تضر ببايدن وحزبه الديمقراطي وسيكون لها تداعيات سلبية ستظهر بوضوح في نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في شهر نوفمبر المقبل.

فقد أوضح التقرير أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز عالمياً، وفي داخل الولايات المتحدة أيضاً، أي إن كل المواطنين الأمريكيين سيتأثرون سلباً به، ما سيضر كثيراً بشعبية بايدن، خاصة أن أسعار الغاز مرتفعة بالفعل حالياً، وتصل إلى 3.48 دولار للوحدة، وفقاً لجمعية السيارات الأمريكية، ما كان له دور في تراجع شعبية بايدن، في وقت يعصف التضخم بالولايات المتحدة، وقد وصل إلى مستويات قياسية لم تشهدها البلاد منذ عقود، حيث زاد بنسبة 7.5%، وهي الأرقام التي لم تشهدها أمريكا منذ عام 1982.

وقد يتسبب الغزو الروسي أيضاً في كارثة للأسهم، بطريقة ستغير تصورات الناخبين بشأن الأمن الاقتصادي والازدهار الذي وعد به بايدن، ما يؤدي إلى زيادة المخاوف بشأن خسارة الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس، لصالح الجمهوريين والذين قد يفوزون بالأغلبية بمجلسَي النواب والشيوخ.

مكاسب الجمهوريين

كذلك فإن بايدن أصبح عرضة للانتقادات اللاذعة من منافسيه الجمهوريين، وفي مقدمتهم الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي يصف بايدن بأنه «ضعيف»، وبأن الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، قد شجع بوتين، وأكد ترامب في تصريحات يوم السبت، أن إدارته كانت أكثر صرامة في التعامل مع بوتين.

هجوم ترامب أشعل انتقادات الجمهوريين، لتلاحق بايدن، خاصة في حال وقوع الغزو الروسي المحتمل على أوكرانيا، فقد استمر الجمهوريون في وصم بايدن بأنه ضعيف وعديم الكفاءة، وأن العالم فقد احترامه للولايات المتحدة برحيل الرجل القوي ترامب.

ومن جهة أخرى، فإن الجمهوريين يحمّلون بايدن مسؤولية ارتفاع أسعار البنزين والسلع الأساسية، في الولايات المتحدة، بينما أن السبب قد يكون تداعيات جائحة كورونا، إلا أن الجمهوريين يحاولون تصوير سياسات إدارة بايدن الاقتصادية على أنها «كارثة».

شعبية بايدن تترنح

وأكد التقرير أن شعبية الرئيس بايدن تتراجع حالياً بالفعل، حيث بلغت نسبة التأييد له حالياً 41% فقط، حسبما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة (CNN)، و(SSRS)، خلال الأسبوع الماضي، وبالتالي فإن أي غزو روسي لأوكرانيا، سيؤدي إلى تراجع إضافي كبير في شعبية بايدن، ويشير التاريخ دوماً إلى أن الرؤساء الذين لا يحظون إلا بشعبية متراجعة، يخسر حزبهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، خلال ولاياتهم الأولى.

كما أن بايدن شخصياً قد يكون ضحية للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، حيث من الممكن أن لا يجد تأييداً لإعادة ترشحه لفترة ولاية ثانية، فقد وجد استطلاع الرأي أيضاً والذي أُجري في شهرَي يناير وفبراير، أن 45% فقط من الناخبين ذوي الميول الديمقراطية، أرادوا من الحزب إعادة ترشيح بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، بينما فضّل 51% منهم أن يختار الحزب مرشحاً آخر.