الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«ميونيخ للأمن»: الاتفاقيات الإبراهيمية رسائل مشجعة للسلام الإقليمي

«ميونيخ للأمن»: الاتفاقيات الإبراهيمية رسائل مشجعة للسلام الإقليمي
الإمارات:

الاتفاقيات الإبراهيمية أهم التطورات الاستراتيجية في المنطقة

موقفنا ثابت من القضية الفلسطينية والمتغير رؤيتنا للحوار مع إسرائيل


نمتلك قوة عسكرية محترفة قادرة على حماية بلدنا وشعبنا


البحرين:

حققنا الكثير.. واتفاقيات للتعاون في مجالات سياسية واقتصادية

تعاون استخباراتي وأمنى مع إسرائيل لتحقيق مزيد من الاستقرار والسلام

إسرائيل:

الشراكات الجديدة تعيد بناء المنطقة.. والسلام تم تحقيقه على أيادي قادة شجعان

في الحرب الفائز يخسر أيضاً لكن في السلام كلنا فائزون


خصص مؤتمر ميونيخ للسلام في آخر أيامه، أمس، جلسة لمناقشة الاتفاقيات الإبراهيمية الموقّعة بين دول عربية وإسرائيل، وذلك بمشاركة مسؤولين وسياسيين من الإمارات وإسرائيل والبحرين، عبر تقنية الفيديو، كما شارك في الجلسة التي امتدت لمدة ساعة كاملة، عدد من السياسيين والبرلمانيين العالميين، وأكد المتحدثون أن الاتفاقيات الإبراهيمية بمثابة رسائل مشجعة للسلام الإقليمي.



كسر الحواجز النفسية

قال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إنه سعيد بالمشاركة ولو عن بعد، ويعتقد أن هذه الاتفاقيات واحدة من أهم التطورات الاستراتيجية في المنطقة منذ سنوات، وإن الوقت سيثبت ذلك.

وشدد على أن الإمارات حاولت تطوير 3 أشياء عبر هذه الاتفاقية؛ أولها: كسر الحواجز النفسية التي وُجدت في المنطقة منذ سنوات، ولا سيما أن المنطقة بحاجة لأجندة متنوعة، ثانياً: إن الإمارات قررت أن تتبع بعد الأعوام الصعبة لـ«الربيع العربي» أجندة خاصة، لتحقيق الاستقرار والرخاء، واستخدام الاقتصاد والاستثمار كأداة لتفيد المنطقة كلها.

وتحدث عن قادة ألمان مثل روبرت شومان، الذين أحدثوا طفرة في أوروبا بسياسة جديدة عبر الرؤى الاقتصادية، وأن العلاقات الاقتصادية والتجارية للإمارات مع إسرائيل حالياً تعد مهمة جداً.

ولفت إلى أن العلاقات التجارية مع إسرائيل، منذ بدء الاتفاقية، وصلت إلى 1.5 مليار دولار، وهناك 123 ألف سائح إسرائيلي إلى دبي فقط، غير باقي المدن الإماراتية. وأضاف أن النقطة الثالثة المهمة للاتفاقية، أنها ستساهم في تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، مشيراً إلى أنها ليست أداة لتحقيق المعجزات، ولكن يمكن من خلالها تحقيق إنجازات على هذا الصعيد، لذلك فهو يرى الاتفاقية كاستراتيجية لبداية حدوث الكثير من الأشياء الجيدة القادمة.

القضية الفلسطينية

وحول الموقف من القضية الفلسطينية، قال قرقاش «الاتفاق يأتي لمنطقة عانت منذ سنوات من رؤية الأمور بمنظور الأبيض والأسود فقط، فنحن نساند القضية الفلسطينية، وما فعلته مصر والأردن منذ سنوات بالحوار مع إسرائيل، والاتفاق الإبراهيمي الآن يقدم رؤية واقعية أكثر، ولا بد من التنوع في المنطقة، وخلق وظائف جديدة ودعم الحريات والاستقرار والتنمية.

وأشار قرقاش إلى أن موقف الإمارات من القضية الفلسطينية ثابت، ولكن ما تغير هو رؤيتنا للحوار مع إسرائيل.

التهديد الإيراني

عبّر قرقاش عن شكره لإسرائيل وغيرها من الحلفاء، للوقوف بجانب الإمارات، قائلاً: إن الإمارات لديها قوة عسكرية محترفة، وقادرة على حماية بلدنا وشعبنا، مضيفاً: الأسلحة الإيرانية صوبنا تعد تهديداً للمنطقة كلها، وهو شيء لن نقبله، وسنتحرك لضمان أمننا بكل تأكيد».

خطة عمل قادمة

من جهته قال وكيل وزارة الخارجية البحرينية، عبدالله بن أحمد الخليفة، إنه منذ الاتفاقية تغير الكثير، حيث فتحنا حواراً لمصلحة الشعبين في المنطقة، وحققنا الكثير منذ وقتها، حيث الاتفاقيات للتعاون في مجالات مختلفة؛ سياسية واقتصادية، وفتح المجال الجوي بين البلدين، بالإضافة لخطة عمل قادمة تشمل التعاون في مجال الصحة والتكنولوجيا.

كما عبّر عن إيمانه في أن ذلك سيساهم كركيزة لتحقيق الرخاء والاستقرار في المنطقة، وأنه يشجع الآخرين لفعل ما فعلته البحرين.

مساندة القضية الفلسطينية، وفي سؤال للمسؤول البحريني عن الانتقادات التي تعرضت لها بلاده بعد الاتفاقية، قال «البعض ساند، والبعض رفض لأنها تتعارض مع أجندتهم، والأغلبية التزموا الصمت، إما شكاً أو نوعاً من التفاؤل الحذر، والتحدي الحقيقي يكمن في حصولنا على أكبر قدر من الدعم».

وأشار إلى أن البحرين موقفها واضح دوماً بمساندة القضية الفلسطينية، وإنشاء علاقات مع إسرائيل لا يعني التخلي عن ذلك، فنحن مع حل الدولتين، ونرى أن هذه الاتفاقية وعلاقتنا مع إسرائيل ستقربنا خطوة في هذا الاتجاه، لأننا نعلم جيداً أن الحوار والاحترام المتبادل يمكّنهما من تحقيق ذلك.

ورداً على تسليم إسرائيل وسائل تجسس للبحرين، قال المسؤول البحريني: «بالطبع هناك تعاون استخباراتي وأمني مع إسرائيل، لتحقيق مزيد من الاستقرار والسلام والمساهمة في إنقاذ حياة الناس».

كما وجّه الشكر لألمانيا لأنها كانت من أوائل الدول التي ساندت الاتفاقية الإبراهيمية، وأثنى على اقتراح قدمته ألمانيا بإنشاء برنامج شبابي يجمع الشباب من البحرين وإسرائيل وألمانيا لتعميق العلاقات.



لحظة مهمة للسلام

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس «إنها لحظة مهمة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والشراكات الجديدة تعيد بناء شكل المنطقة، والسلام تم تحقيقه على أيادي قادة شجعان مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وعاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس.

ووجّه غانتس الشكر للإدارة الأمريكية السابقة والحالية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتيناهو، والشركاء الأوروبيين، على مساعدة إسرائيل في تعميق وتوسيع علاقاتها بالمنطقة، والاستثمار في أمن الشرق الأوسط عبر توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية.

وأكد غانتس أن يد إسرائيل ممدودة بالسلام لقادة شجعان جدد في الشرق الأوسط، ممن هم على استعداد لتنمية العلاقات مع إسرائيل، وقال «في الحرب الفائز يخسر أيضاً، ولكن في السلام كلنا فائزون».

وتحدث غانتس عن الأزمة الأوكرانية، مطالباً الأطراف كافة بالعمل، وبذل الجهود، حتى إن كانت هذه هي اللحظات الأخيرة، لضرورة منع إراقة الدماء».

لحظة حرجة

كما شنّ هجوماً كبيراً على إيران، قائلاً: «نحن في لحظة حرجة للأمن العالمي، فالعداء الإيراني يزداد في المنطقة والانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان تتصاعد».

كما عبر عن قلقه من الاعتداءات الإيرانية على شركاء إسرائيل في المنطقة، والتدخل الإيراني في دول عدة، مثل لبنان وسوريا والعراق.

ووجّه رسالة لحزب الله اللبناني، قائلاً: «إسرائيل لن تتردد إذا اضطُرت للدفاع عن نفسها في فعل أي شيء لضمان أمنها وسلامتها».

كما طالب بضرورة التعاون مع دول المنطقة، لمواجهة التحديات الإيرانية ولضمان ألا تتحول طهران لقوة نووية.

كما قال: «نحن- القادة- لدينا واجب في أن يكون لدينا إيمان بالسلام، والشراكة بين شعوبنا، وأن نهدم الجدران بيننا لضمان السلام والأمن لشعوبنا».

ورداً عن سؤال حول ما إذا كان الخوف من إيران قد جمعه مع الشركاء في المنطقة، قال غانتس: «إيران لا تهدد إسرائيل فقط، بل السعودية والإمارات أيضاً، فالهدف الأكبر هو العلاقات الاستراتيجية لإسرائيل مع شركائها في المنطقة».

ورداً عن سؤال حول صعوبة عقد اتفاق مع الفلسطينيين رغم اتفاق إسرائيل مع دول عدة في المنطقة، قال غانتس: «الاتفاق الإبراهيمي يقوي العلاقات في المنطقة، ونحن ندرك أنه لا يمكن أن ننكر حق الفلسطينيين في الوجود، وهم يجب عليهم ألا ينكروا حقنا أيضاً، وأتمنى يوماً ما أن نتمكن من بناء واقع جديد، وقد التقيت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس مرتين، ولا بد من الحفاظ على العلاقات والحوار، وإن كانت الخطوات ببطء، ولكن بكل تأكيد لا بد من أن نصل لحل يشمل كيانين، ويضمن حقوقنا وأمننا ولا يُغفل حقوق الفلسطينيين».

وشاركت في الجلسة هانا نويمان رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي، وقالت إن رؤية إسرائيل مع دولة عربية في نفس الغرفة شيء مشجع للسلام، وإنها استقلت الطائرة من أبوظبي إلى الدوحة العام الماضي، وتتطلع هذا العام لأن تستقل الطائرة من أبوظبي إلى تل أبيب.

وعبرت عن أمنيتها في أن تستقل- يوماً ما- طائرة من أبوظبي إلى طهران، ولكنها تتفهم أنه طريق صعب وسيستغرق وقتاً.