الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

الانتخابات الفرنسية.. مستقبل الجيش بين التوسع وإغلاق القواعد

الانتخابات الفرنسية.. مستقبل الجيش بين التوسع وإغلاق القواعد

إريك زمور زيادة القوات الفرنسية المتمركزة في الخارج

مارين لوبان، تطالب بزيادة الميزانية العسكرية لـ55 مليار يورو سنوياً

يانيك جادوت يرغب في «كتاب أبيض» جديد حول الدفاع

تتباين آراء مرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، حول مستقبل جيش بلادهم؛ في ما يخص ميزانيته، وعدد جنوده، وقوات الاحتياط، وكذا التدخلات العسكرية الفرنسية في الخارج؛ بين من يدعو إلى إنهائها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومن يدافع عن زيادة القوات الفرنسية المتمركزة في الخارج، للدفاع عن مصالح فرنسا في العالم، في حين يشترط آخرون موافقة منظمة الأمم المتحدة، أو البرلمان الفرنسي، أو الشعب الفرنسي، قبل تدخل الجيش في الخارج، إلى جانب محاربة الإرهاب خارج الحدود، والدعوة إلى مغادرة فرنسا لحلف شمال الأطلنطي «الناتو»، وحلِّه.

زيادة القوات بالخارج

وفي الجانب المتعلق بتدخل الجيش الفرنسي في الخارج، يريد المرشح اليميني المتطرف، إريك زمور، زيادة القوات الفرنسية المتمركزة في الخارج، للدفاع عن مصالح فرنسا في العالم.

محاربة الإرهاب

ومن جانبه، يدعو نيكولا ديبون-إينيان، عن حزب «انهضي فرنسا»، إلى محاربة الحركات الإرهابية خارج الحدود الفرنسية، إذ يريد تكثيف الحرب ضد تلك الحركات؛ لا سيما في منطقة الساحل، كما يقترح، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، التعاون مع الدول، التي تسعى إلى تحقيق نفس الهدف، بما في ذلك سوريا، وإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق.

تفويض الأمم المتحدة

وفي المقابل، يرفض جان لوك ميلنشون، عن حزب «فرنسا الأبية»، أي تدخل عسكري فرنسي في الخارج بدون تفويض من منظمة الأمم المتحدة، ويرغب في تقويتها، وإعادة التأكيد على أنها الهيئة الشرعية الوحيدة لضمان الأمن الجماعي.

مغادرة «الناتو»

ومن جهته، يريد فابيان روسيل، عن الحزب «الشيوعي الفرنسي»، ترك حلف «الناتو»، والمطالبة بحلِّه، ووضع حد للعمليات العسكرية الفرنسية الخارجية، وإغلاق قواعد الجيش الفرنسي خارج البلاد.

تصويت البرلمان والاستفتاء

ويريد جان لاسال، عن حزب «لنقاوم»، طرح مشاركة القوات الفرنسية في صراع، أو انسحابها، للتصويت في البرلمان، أو للاستفتاء من قِبل الفرنسيين، لاتخاذ قرار بشأن ذلك.

بينما يريد فرانسوا أسلينو، عن حزب «الاتحاد الشعبي الجمهوري»، إلى إيقاف كل تدخل في الخارج، وكل تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويدعو إلى سياسة عقوبات عالمية في إطار منظمة الأمم المتحدة.

ومن جانبه، يريد فيليب بوتو، عن «الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية»، سحب القوات العسكرية الفرنسية من أفريقيا، لوضع حد للسياسة الإمبريالية الفرنسية.

زيادة ميزانية الجيش

كذلك فإن الانقسام بين المرشحين كان أيضاً حول ميزانية الجيش، التي تبلغ حالياً 40 مليار يورو سنوياً، حيث تدعو اليمينية المتطرفة-مرشحة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبان، إلى زيادتها إلى 55 مليار يورو سنوياً، ابتداء من عام 2027، بينما يريد زمور زيادتها إلى 60 مليار يورو سنوياً، ابتداء من عام 2025، ثم إلى 70 ملياراً بحلول عام 2030، كما يريد أيضاً زيادة رواتب الجنود والاحتياطيين بنسبة 20 %.

ومن جانبه، يدعو إينيان، إلى زيادة الميزانية إلى 2.5 % من الناتج المحلي الإجمالي، بدلاً من 2 % في الوقت الحالي، وتجنيد 40 ألف جندي، خلال فترة 5 سنوات (مدة حكم الرئيس في فرنسا)، لتعويض التخلف والتأخر على مستوى المعدات، وزيادة رواتب الجيش.

كما يريد، يريد أسلينو زيادة ميزانية الجيش إلى ما لا يقل عن 3 % من الناتج المحلي الإجمالي، على مدار فترة الخمس سنوات، كما يريد إجراء إصلاح شامل للكتاب الأبيض للدفاع (تم إقراره في عام 2013، في عهد الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، بعد سلسلة من الاعتداءات هزت فرنسا وأوروبا)، من خلال إعادة التأكيد على الدور الحاسم للجيش.

بينما يرغب يانيك جادوت، عن حزب «البيئة والخضر»، في وضع «كتاب أبيض» جديد حول الدفاع، وإعداد قانون جديد للبرمجة العسكرية، لتكييف إستراتيجية فرنسا الدفاعية بشكل أفضل مع التحديات، التي يفرضها تغير المناخ، وتقليل اعتماد الجيوش على الوقود الأحفوري.

وفي هذا السياق، يدعو لاسال إلى إنشاء فيلق جيش احتياطي، إذ يرغب في إنشاء حرس وطني، لتزويد الجيش النظامي بقوة مساعدة.

ومن جهتها، تريد عمدة مدينة باريس-مرشحة «الحزب الاشتراكي»، آن هيدالغو، مراجعة قانون البرمجة العسكرية 2019-2025، من أجل مراعاة أفضل للتهديدات الجديدة؛ لا سيما في ما يتعلق بالفضاء والأمن السيبراني.

كما تخطط هيدالغو لتعزيز المراقبة الديمقراطية للبرلمان على العمليات العسكرية الفرنسية في الخارج، ومنح المزيد من الموارد للجيوش.

كما يريد ميلنشون وضع قانون جديد للبرمجة العسكرية، لاستعادة استقلال فرنسا، والتكيف مع تغير المناخ.