الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

الكونغرس الأمريكي متحدٌ في الحروب تقليدياً.. منقسمٌ إزاء أوكرانيا

الكونغرس الأمريكي متحدٌ في الحروب تقليدياً.. منقسمٌ إزاء أوكرانيا

نانسي بيلوسي زعيمة مجلس النواب. (أ ب)

يسود تقليد قديم في السياسة الأمريكية يقضي بتوحد الديمقراطيين والجمهوريين عندما تلوح أزمة في الخارج، وذلك مهما كانت الخلافات التي تهيمن على الأجندة المحلية.

لكن تهديد الحرب في أوكرانيا يختبر بجدية الدور التقليدي للكونغرس كشريك للبيت الأبيض في السياسة الخارجية، على خلفية الانقسامات العميقة في صفوف المشرعين التي تحول دون تشكيلهم جبهة موحدة.

حاول الجمهوريون في مجلس النواب هذا الأسبوع إذلال الرئيس الديمقراطي جو بايدن بنشر صورة له على تويتر وهو يبتعد عن المنصة بعد إعلانه فرض عقوبات على روسيا. وجاء في تعليق على الصورة «هذا ما يبدو عليه موقف ضعيف على الساحة الدولية».

وهذا التعليق يؤكد أن القول المأثور «السياسة تقف عند الضفة» أصبح من مخلفات أمة كانت أقل انقساماً قبل التدخلات في أفغانستان والعراق وليبيا ودول أخرى.

وتأكيداً على غياب التوافق، أمضى أعضاء مجلس الشيوخ شهراً في محاولة غير مثمرة للاتفاق على تشريع من شأنه أن يضر بالاقتصاد الروسي ويحرر الأموال لدعم قدرات أوكرانيا الدفاعية.

في مجلسي النواب والشيوخ، حث السياسيون من كلا الفريقين الرئيس جو بايدن على اتخاذ موقف حازم من عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، حليف الولايات المتحدة.

لكن العديد من الجمهوريين حاولوا استغلال الفرصة وهاجموا بايدن لكونه «ضعيفاً» في مواجهة الأزمة، بينما اقترحوا في الوقت نفسه أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تتدخل.

وقالت كارلي كوبرمان الخبيرة في السياسة الأمريكية إن «الكونغرس لم يعد يضع جانباً الخلافات المحلية من أجل تشكيل جبهة موحدة قوية من الخارج. وهذه السياسة سيئة للغاية». وأضافت «هذا يجعلنا نبدو ضعفاء ويعزز موقع بوتين ويضر بديمقراطيتنا».

أثارت كوبرمان والمؤلف المشارك داغلاس شون قضية الانقسامات الداخلية التي تقوض السياسة الخارجية للولايات المتحدة في كتابهما الأخير «أمريكا: الاتحاد أو الموت».

وصرح شون مستشار الحملات الذي كان من بين عملائه مايكل بلومبرغ وبيل كلينتون بأنه «من الصواب القول إن العديد من أعضاء الكونغرس تخلوا عن أدوارهم التقليدية في السياسة الخارجية». وأضاف «إنه تطور فظيع يضر بالديمقراطية الأمريكية ويضر بمصالحنا الوطنية».

في حين كان بايدن واضحاً أنه لن يكون هناك جنود أمريكيون على الأرض في أوكرانيا، استغل بعض الجمهوريين المخاوف بشأن اتساع النزاع الأوروبي لطرح شعار الرئيس السابق دونالد ترامب «أمريكا أولاً» مجدداً.

حتى إن ترامب نفسه - الذي لا يزال الزعيم الجمهوري الفعلي - أشاد بـ«عبقرية» بوتين في الاعتراف بمنطقتين انفصاليتين في أوكرانيا.

كان الجمهوريون العاديون يتوقعون حضوراً قوياً للولايات المتحدة على الساحة الدولية في مؤتمر ميونيخ حول الأمن في نهاية الأسبوع الماضي، لكن معسكر «أمريكا أولاً» دفع باتجاه انعزالية أكبر.

وكتب عضو الكونغرس عن ولاية أريزونا بول غوسار على تويتر «يجب أن نطلق على أنفسنا اسم أوكرانيا، وعندها ربما يمكننا حمل حلف شمال الأطلسي على التدخل وحماية حدودنا».

قال جاي دي فانس مؤلف كتاب «هيلبيلي إيليجي» وهو من أنصار ترامب ويتنافس على مقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، إنه غير مهتم بما يحدث في أوكرانيا.

وقال في تصريح عبر الفيديو: «ما يهمني حالياً هو أن السبب الرئيسي للوفيات في مجتمعي للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً هو مادة الفنتانيل المكسيكية التي تهرب عبر الحدود الجنوبية».

كانت المواقف المشككة أكثر حذراً والنقد أكثر اعتدالاً.

وأعلن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان شجع بوتين بينما اتهم ليندسي غراهام حليف ترامب رغم كونه من المحافظين في السياسة الخارجية، بايدن «بمغازلة» بوتين.

في واشنطن، تتجه النخب في مجال السياسة الخارجية لأن تكون أكثر دعماً للدور النشط لأمريكا على الساحة الدولية من الرأي العام عموماً.

لكن 54% من الأمريكيين يؤيدون قرار بايدن تعزيز الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي، وفقاً لاستطلاع أجرته جامعة كوينيبياك الأسبوع الماضي. وبهامش يقارب اثنين إلى واحد، قال المستطلعون إن روسيا تشكل تهديداً عسكرياً على الولايات المتحدة.

في الجانب الديمقراطي، كانت الانتقادات للبيت الأبيض معتدلة والتساؤلات حول رد الإدارة الأمريكية للأزمة في أوكرانيا أقل حدة.

وأثارت زعيمة مجلس النواب نانسي بيلوسي أسئلة قالت إن أعضاءها يطرحونها - بما في ذلك دور القوات الأمريكية في أوروبا الشرقية. وقالت «أحد التحديات التي نواجهها هو التوصل إلى اتفاق حول ما يمكن للرئيس أن يفعله. ما هو الإطار؟ ما هي الجغرافيا؟ ما هو الجدول الزمني لكل ذلك؟». وأضافت «غالباً ما كان ذلك مثيراً للجدل».