الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«عنصرية آزوف» و«وحشية الشيشان».. قصة الرصاص المغموس بدهن الخنزير

إحباطُ محاولة اغتيالٍ للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.. خبرٌ عادي لكنه كشف بين طياته عن مجموعة من المعادلات القتالية المتشابكة في خريطة الصراع الروسي - الأوكراني الدائر.

رغم نأي الأوروبيين والأمريكيين بأنفسهم عن جبهات القتال، فإن الصراع لا يدور ببساطة بين الجيشين الروسي والأوكراني. بل إن لكلٍ مقاتليه أو مليشياته أو مرتزقته. تعددت الأوصاف والعنف واحد.

ذكر تقرير لقناة «فوكس نيوز» أنه تم القضاء على فرقة الاغتيال الشيشانية التي تم إرسالها لاغتيال زيلينسكي. ونقلت عن وزير الأمن القومي ومجلس الدفاع أوليكسي دانيلوف قوله إن «تحرك (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لإرسال مقاتلين شيشانيين للانضمام إلى الغزو قد يكون له نتائج عكسية».

وأوضح المسؤول رفيع المستوى أن «فرقة موت» شيشانية من نخبة الكوماندوز أُرسلت إلى أوكرانيا لتعقب واغتيال زيلينسكي، قبل أن يتم «القضاء عليها» على يد قوات الأمن. وأشار إلى أن القوات الأوكرانية حصلت على معلومات استخبارية عن هجوم مخطط له على زيلينسكي فدمرت الفرقة. وقال دانيلوف إن هذه الفرقة الخاصة كانت تتبع مباشرة لرئيس جمهورية الشيشان (شبه المستقلة) رمضان قاديروف، وهو حليف لبوتين.

مقاتلون شرسون

وصف تقرير «فوكس» أفراد هذه القوات بأنهم «مقاتلون شرسون وذوو مهارات عالية». كما أنهم معروفون بمحاربة حركات التمرد، باستخدام تكتيكات وحشية هزت روسيا نفسها خلال حربين في التسعينات ضدهم. وتم بعد ذلك توظيف الشيشان لمطاردة الإرهابيين في سوريا، واستخدمتهم روسيا للقتال بعد ذلك في أماكن أخرى، بما في ذلك في جورجيا. كما حاربوا الأوكرانيين في دونباس عندما بدأت الأعمال العدائية في عام 2014. أما موقع «أوراسيان تايمز» فوصفهم بأنهم فرقة «مرعبة» و«سيئة السمعة».

كان زيلينسكي قد أعلن في خطاب متلفز الأسبوع الماضي أن القوات الروسية صنفته باعتباره «الهدف رقم 1» وعائلته «الهدف رقم 2» من العملية العسكرية. ومنذ تلك اللحظة، أصبح الممثل السابق رجل دولة وبطلاً قومياً في واجهة الصراع الروسي الأوكراني، رافضاً عرض واشنطن لإجلائه، ومفضلاً البقاء بشجاعة في عاصمته المحاصرة.

مرتزقة فاجنر

وقال تقرير نشرته مجلة «بيبول» الأمريكية، إنه لاحقاً، بدأت الشائعات تطارد زيلينسكي بأنه غادر أوكرانيا، لكنه رد على ذلك ببث فيديوهات حية له من قلب العاصمة وهو يقول «أنا هنا. نحن لا نلقي السلاح. سندافع عن بلادنا، لأن سلاحنا هو الحقيقة، وحقيقتنا هي أن هذه أرضنا وبلدنا وأطفالنا. سندافع عن كل هذا. المجد لأوكرانيا». كما غرد زيلينسكي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «القتال هنا، أحتاج إلى ذخيرة وليس إلى رحلة».

ومنذ اندلاع الصراع في 24 فبراير الماضي، ظهرت عدة تقارير عن محاولات لاغتيال زيلينسكي. وذكرت صحيفة «تايمز أوف لندن» أن مجموعة «فاجنر»، المليشيا الروسية الخاصة المتحالفة مع الرئيس فلاديمير بوتين، أرسلت 400 من المرتزقة إلى العاصمة كييف لاغتيال زيلينسكي، مقابل «مكافأة مالية جيدة».

وبحسب موقع «إكسبريس» الإخباري البريطاني، فإن بوتين لديه «قائمة استهداف» لـ23 فرداً، تضم إلى جانب زيلينسكي، رئيس الوزراء الأوكراني، وعمدة كييف الملاكم السابق فيتالي كليتشكو. كما أنه إلى جانب المقاتلين الشيشان، يوجد مرتزقة من النخبة تم إرسالهم من أفريقيا، حيث يقوم الجنود الروس بتدريبهم في دول مختلفة، وهم معروفون بالعمل مع قوات فاجنر.

طباخ بوتين

وأضاف التقرير أن ما وصفه بـ«الجيش المأجور» يديره الأوليغارشي يفغيني بريغوزين، الحليف المقرب من الرئيس الروسي، الملقب بـ«طباخ بوتين». وأوضح أنه كان قد تم نقل هؤلاء المأجورين قبل 5 أسابيع مقابل مبالغ ضخمة. ويترقب هؤلاء المأجورون، في حالة تأهب دائمة، الضوء الأخضر من موسكو للانقضاض على أهداف يحددها لهم الكرملين.

رصاص بدهن الخنزير

في المقابل، لفت التقرير إلى وجود «النازيين الجدد» الأوكرانيين بين المقاتلين، وهم الذين سبق أن تحدث عنهم بوتين كهدفٍ للاجتثاث في عمليته العسكرية. وأوضح التقرير «استعد النازيون الجدد الأوكرانيون لقتال الجنود الشيشان المسلمين بغمس الرصاص في دهن الخنزير تحضيراً للمعركة». وكان مقطع فيديو نشره الحرس الوطني الأوكراني على موقع «تويتر» قد أظهر مقاتلي آزوف، وهم يشحمون الرصاص بدهن الخنزير، لاستخدامه ضد الشيشان المسلمين المنتشرين في بلادهم.

وقال الرجل، مخاطباً المقاتلين الشيشان، «إخواني المسلمين الأعزاء. في بلادنا لن تذهبوا إلى الجنة. لن يسمح لك بالدخول إلى الجنة. اذهب للمنزل من فضلك. هنا، ستواجه مشكلة. شكراً لاهتمامكم، وداعاً».

مقاتلو آزوف

والمعروف أن آزوف هي وحدة مشاة عسكرية يمينية قومية متطرفة بالكامل، ومتهمة بتبني أيديولوجية النازيين الجدد وخطاب كراهية يدعو لتفوق العنصر الأبيض. قاتلت الكتيبة العسكرية لأول مرة إلى جانب الجيش الأوكراني في شرق البلاد عام 2014 ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، ومنذ ذلك الحين تم دمجهم في قوات الجيش الأوكراني.

ويصفهم تقرير لموقع «واشنطن إكسبلينر» بأنهم مكروهون «لدرجة أن موقع فيسبوك حظر عام 2019 أي منشورات تمدحهم، لكنه رفع الحظر الآن لأنهم يقاتلون لإنقاذ بلدهم». وأشار إلى أن هؤلاء المقاتلين «اغتصبوا وعذبوا الروس في حرب دونباس 2014».