الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

حوار | محلل سعودي: الاتفاق النووي إذا لم يقيد إيران سيطلق سباق التسلح

حوار | محلل سعودي: الاتفاق النووي إذا لم يقيد إيران سيطلق سباق التسلح
الإدارة الأمريكية الحالية تريد إتمام الاتفاق بأي شكل للتفرغ لقضيتها مع الصين

الاتفاق النووي يضر بالمصالح الروسية ويقرب طهران من المعسكر الغربي

الاتفاق يحل أزمة الطاقة الأمريكية ويعيد الحياة إلى الاقتصاد الإيراني


روسيا أخرجت نفسها من المعادلة الدولية بالعملية العسكرية في أوكرانيا


قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الفيصل بالسعودية، الدكتور خالد باطرفي، إن محادثات فيينا إذا لم تخرج باتفاق نووي يشمل الحد من أنشطة إيران في الخليج والمنطقة العربية، فسيكون اتفاقاً ضعيفاً وهشاً، وسيؤدي استمراره خلال فترة إلى مزيد من الأزمات في المنطقة، خاصة أن طهران ستتوفر لها الأموال الناجمة عن مبيعات النفط والغاز وفك الأموال المجمدة. وأضاف باطرفي في حوار لـ«الرؤية»، أن الاتفاق النووي قد شارف على الانتهاء، وهناك أمور تجري في الكواليس قد تسفر عن إنهائه سريعاً، مشيراً إلى أن الاتفاق إذا لم يشمل تقييد يد إيران في المنطقة فسيفتح المجال لسباق تسلح كبير بين إيران وجيرانها.



كيف ترى مفاوضات فيينا حتى الآن؟ هل سنصل لاتفاق نووي سريع أم ما زال الأمر في حاجة لوقت؟

أعتقد أنها اقتربت من النهاية، خاصة أن المتبقي هو خلافات بينية بين الولايات المتحدة وإيران، وكلا الطرفين في حاجة لبعضهما، فضلاً عن أن الإدارة الأمريكية الحالية تريد هذا الاتفاق بأي شكل للتفرغ لقضيتها مع الصين، فكلا الطرفين يريدان حلاً سريعاً. أمريكا تريد أن تحل مشاكلها مع إيران لتزيد الإنتاج النفطي في العالم وتواجه النقص الحادث حالياً، لذلك نتوقع أن يتم هذا الأمر قريباً بغض النظر عن المخاوف وقلق حلفائها في المنطقة، كل ما يهم الولايات المتحدة حالياً هو مصالحها الخاصة بالطبع.

كيف سيكون موقف روسيا من هذه المفاوضات، خاصة أنها تعرقل الوصول لاتفاق؟

لنفس الأسباب التي تدعو أمريكا للتعجيل بالوصول لاتفاق تجد روسيا أنه ليس من مصلحتها هذا الاتفاق في الوقت الراهن، لأنها بذلك ستقرب إيران إلى المعسكر الغربي أكثر، وتساهم في حل أزمة الطاقة الحالية سواء للنفط أو للغاز، وتعتبر إيران من أكبر الدول التي تمتلك احتياطات للغاز وتحتاج لاستثمارات غربية لتطوير حقول الغاز والنفط فيها، وهي أيضاً من أكثر الدول قدرة على تصدير كميات الغاز في وقت قصير، لذلك روسيا قد تسعى لتعطيل الاتفاق، ولكنها لا تملك الآن أوراقاً كثيرة، فالدول الأخرى في موقف مختلف؛ روسيا أخرجت نفسها من المعادلة الدولية بالعملية العسكرية في أوكرانيا، وبالتالي لا تملك أن تقف في وجه اتفاق نهائي مع المجموعة، وحتى لو اعترضت عليها فتأثيرها محدود على إيران في الوقت الراهن.

إذاً في ظل تأثيرها المحدود لماذا تتوجس أمريكا من اعتراضات روسيا ومطالبها في هذا الشأن؟

لا أعتقد أن مطالب روسيا تتوقف عند هذا الشرط فقط، فكما سمعنا من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، هناك ضمانات أو مطالب أخرى لروسيا، موسكو الآن ليست في موقف برجماتي، بقدر ما هي في موقف عاطفي ومتوتر وقلق مما يحدث، وهي تريد أن تحصد مقابلاً لموافقتها يتجاوز مسألة التجارة مع إيران لأمور أخرى قد تفصح عنها الأيام المقبلة.

أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قال إنه يُحمِّل أمريكا أمر تعقيد مباحثات فيينا.. كيف ترى ذلك؟

الإيرانيون يدعون أن أمريكا تُعقِّد الاتفاق، وكلما اقتربوا من التوقيع ادعوا أن هناك مقاومة واعتراضات ومشاكل، مصداقية الإيرانيين صفر على الشمال، وما يفعلونه جزء من أسلوبهم في التفاوض، وبالتالي لا يؤخذ بجدية أبداً، هم لهم مطالب غير طبيعية وغير مقبولة، من بينها تغريم الولايات المتحدة على كل الخسائر التي خسرتها إيران بسبب العقوبات، وهذا لن يحدث، يطالبون أيضاً بضمان أن الرئيس القادم لن يلغي هذا الاتفاق، وهذا بالطبع غير معقول، فهناك طلبات غير معقولة، حتى روسيا في وقت من الأوقات كانت تقنع إيران بأن طلباتها غير معقولة وغير مقبولة، وإذا كانت ما زالت تطرحها على الطاولة، فسترفضها أمريكا، ولكن رغم كل هذا الغبار فإن هناك شيئاً يحدث في الكواليس حالياً، وقد نسمع في أي وقت قريب أنه تم الاتفاق.

كيف ترى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على مفاوضات فيينا؟

الحرب الروسية الأوكرانية لها تأثير كبير على مفاوضات فيينا؛ لأنه عندما كان هناك توافق بين رعاة الاتفاق، كانت روسيا تلعب دوراً إيجابياً مع إيران، وعندما تضع طهران مطالب غير معقولة كانت روسيا هي التي تتفاوض معها وتقنعها بإلغاء هذه المطالب، الآن اختلف الأمر، لم تعد الدول الراعية على قلب رجل واحد، ولم تعد متفقة على منتجات هذا الاتفاق، والسبب في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها، وتداعيات العقوبات الغربية على روسيا.

هل أمريكا لديها رغبة حقيقية في الوصول لاتفاق قوي، أم مجرد اتفاق سريع من الممكن التراجع عنه؟

بالتأكيد الوصول لاتفاق قوي سيكون خبراً سعيداً، الاتفاق القوي يعني أن يشمل هذا الاتفاق حماية لمخاوف وقلق دول الخليج والمنطقة من التدخلات الإيرانية، وإشعالها للفتن والاضطرابات في الدول العربية والخليجية، ودعمها للمليشيات، وأيضاً برنامجها الصاروخي، فإذا لم يشمل هذا الاتفاق ذلك، وكانت هناك نقاط ضعف تسمح بفروقات جديدة لهذا الاتفاق، ولم يمدد هذا الاتفاق لما بعد 2025، فإننا أمام اتفاق ضعيف وهش، مخاطره أكثر من فوائده، لأنه سيطلق يد إيران، ويمنحها مليارات الدولارات المجمدة، ومبيعات النفط والتجارة الدولية، وربما يرفع عنها أيضاً عقوبات اقتصادية، وعقوبات تتعلق بالتسلح، وهنا سنكون أمام كارثة حقيقية على المنطقة العربية.

كيف ترى تأثير الوصول لاتفاق نووي على المنطقة العربية؟

إيران ترفض العودة لنفس النقاط والبنود التي كانت في الاتفاق السابق، فهي ترفض أن يشمل الاتفاق بنوداً جديدة تتعلق بالبرنامج الصاروخي وسياساتها في منطقة الشرق الأوسط، وإذا تم ذلك فنحن أمام اتفاق ضعيف، ومحرض ومشجع لإيران على مواصلة مسيرتها وأعمالها وأنشطتها التخريبية في المنطقة.

ما أبرز النقاط والبنود التي يسفر عنها الاتفاق النووي في نظرك؟

لا أعتقد أن النقاط والبنود ستختلف كثيراً عن الاتفاق السابق الذي كان ينص على أن ينتهي في 2025، وتطلق يد إيران في مشروعها النووي، والآن لم يتبقَّ سوى 3 سنوات على نهاية الاتفاق، وإذا لم يتم تمديده فستواجه إيران نفس المشكلة، فلذلك أعتقد أنه إذا تم الاتفاق فلن يبتعد كثيراً عن البنود والشروط السابقة.

هل الوصول لاتفاق سيفتح باب التسلح في المنطقة؟

الاتفاق إذا لم يشمل تقييد يد إيران في المنطقة فسيفتح المجال لسباق تسلح كبير بين إيران وجيرانها، خاصة أن إيران ستمتلك الكثير من الأموال عبر إيرادات النفط والغاز، وأيضاً من الأموال المجمدة خاصة بعد رفع العقوبات عنها.

ما المكاسب التي تتحقق لإيران من الاتفاق النووي؟

إيران بحاجة إلى هذا الاتفاق، لأن اقتصادها الذي نسميه الاقتصاد المقاوم في حالة يرثى لها، وأصبح على شفا انفجار نتيجة للتضخم العالي، الذي أدى إلى زيادة نسبة الفقر والبطالة، والعديد من المشاكل الاقتصادية منها تعطل التنمية ومشاريعها في البلاد، وتعطل التجارة الخارجية، وخروج إيران من النظام المالي الدولي، والمقاطعة والعقوبات المفروضة عليها، كل شيء يشكل أزمة كبيرة في الداخل، ويقف أمام طموحات إيران ومشاريعها المستقبلية، فإذا استطاعت إيران أن تحصل على الاتفاق الذي يعيد لها أموالها المجمدة في الغرب، ويسمح لها ببيع نفطها والغاز، بالأسعار الجديدة، ويسمح لها بالتجارة البينية، وشراء الأسلحة، فستكون قد حققت مآربها من هذا الاتفاق.

ما المكاسب التي يحققها الاتفاق النووي مع إيران لأمريكا في الوقت الحالي خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية؟

أمريكا تحل أزمة الطاقة التي نجمت عن الحرب الروسية الأوكرانية، وتأمل أن اتفاقاً وشيكاً مع إيران، سيطلق النفط والغاز الإيراني، ويغطي النقص الحادث، ويخفض من أسعار الطاقة بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.