الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

ترامب ضد بايدن..أمريكا نحو تكرار سيناريو «الانتخابات المريرة»

ترامب ضد بايدن..أمريكا نحو تكرار سيناريو «الانتخابات المريرة»

بايدن وترامب - صورة من (AFP)

استطلاع «وول ستريت جورنال»:

45% من الناخبين يؤيدون بايدن

45% من الناخبين يؤيدون ترامب

في الوقت الذي لم ينسَ فيه الأمريكيون والعالم، مرارة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والاستقطاب والانقسام الشديد، ما بين أنصار كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب (الرئيس السابق)، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن (الرئيس الحالي)، ومهزلة اقتحام الكونغرس، والاتهامات بتزوير نتائج الانتخابات، يبدو أن أمريكا مقبلة على نفس الانتخابات المريرة مجدداً، حيث يصر كل من ترامب وبايدن، على خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، بحسب تقرير نشرته صحيفة «ذا هيل» الأمريكية.

طوفان المشكلات

وأوضح التقرير أن ترامب، هو الشخصية المهيمنة داخل الحزب الجمهوري، على الرغم من طوفان المشكلات، ويقترب شيئاً فشيئاً أكثر من إعلان ترشحه للرئاسة، فقد نظم ترامب مسيرة على غرار الحملة الانتخابية، السبت الماضي في ساوث كارولينا، وسيعقد مسيرة أخرى في خلال أسبوعين في جورجيا.

وفي الجهة المقابلة، فإن بايدن لا يبدي أي تراجع عن محاولة الفوز بولاية ثانية، رغم أنه سيكون -في حال فوزه- قد بلغ 82 عاماً مع بداية الولاية الثانية، وكرر بايدن أكثر من مرة، الإعلان عن نيته الترشح للانتخابات، ما يقلل من التكهنات بأنه سيبتعد عن الساحة، ويترك نائبة الرئيس كامالا هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي.

الانقسامات مستمرة

وفي ظل إصرار كل من بايدن وترامب على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن استطلاعات الرأي كشفت عن استمرار حالة الانقسام في المجتمع الأمريكي تجاهها، تماماً كما كانت عليه الحال بالنسبة لنتائج الانتخابات الرئاسية السابقة، والتي فاز فيها بايدن بفارق طفيف.

فقد أظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، أن 45% من الناخبين المسجلين يؤيدون بايدن، و45% أيضاً يؤيدون ترامب، في سؤال افتراضي حول إذا كانت الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، ستجري بينهما.

مشاكل وفرص ترامب

إلا أن ترامب لن يكون طريقه مفروشاً بالورود لخوض الانتخابات القادمة، فالرئيس السابق واجه محاولات لعزله من منصبه عندما كان سيد البيت الأبيض، مرة بسبب تعاملات مشبوهة مع أوكرانيا، والمرة الثانية لدوره في التحريض على أعمال الشغب 6 يناير واقتحام الكونغرس، بينما ما زال يكرر مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات، وتم حظره من منصات التواصل الاجتماعي.

وبرغم كل ذلك، فإن ترامب يسعى بكل ما لديه من قوة، للترشح في الانتخابات من أجل الثأر، والفوز على بايدن، الذي هزمه في الانتخابات السابقة، رغم أن ترامب لا يحظى بكل الدعم والتأييد داخل حزبه الجمهوري، ورغم أن استطلاعات الرأي، التي أجريت على الناخبين الجمهوريين، تظهر أن أغلبية ساحقة منهم يؤيدون ترشح ترامب، ويأتي خلفه محافظ فلوريدا رون دي سانتيس في المرتبة الثانية.

والغريب أن الأشخاص الموجودين في دائرة ترامب، يصرون على أنه بات حالياً في وضع أقوى مما كان عليه من انتخابات 2016، والتي فاز بها ترامب رغم كل التوقعات بهزيمته.

مشاكل وفرص بايدن

وفي المعسكر الديمقراطي فإن الصورة ليست أفضل بكثير، وإن بايدن يواجه هو الآخر العديد من المشكلات، أولها أنه من المعتقد أن الحزب الجمهوري سيستعيد السيطرة على مجلس النواب على الأقل، في انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس في نوفمبر المقبل، وهو تحول مهم، سيعيق بايدن خلال النصف الثاني من ولايته الأولى.

كما أن المشاكل تتضمن ملفات أخرى عديدة، بداية من الأزمة الروسية- الأوكرانية، والتضخم المرتفع، وأزمات سلاسل التوريد، وجائحة كوفيد-19 الذي تضاءلت إلى حد ما ولكنها ظلت موجودة ولم تنتهِ.

واعتبر التقرير أن بايدن حاول أن يروج لبعض الإنجازات التي حققها منذ توليه منصبه، مثل نمو الوظائف، والتحسن في مواجهة جائحة كورونا، وبالطبع فإنه إذا تراجع معدل التضخم، وتراجعت معه الجائحة، فيمكن أن يتغير المشهد السياسي بالكامل.

وفي النهاية، فإنه لا يمكن التنبؤ بقدرة كل من ترامب وبايدن، على الوصول إلى الفوز بترشيح حزبه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإذا نجح كل منهما في ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، والعالم بأكمله، سيكون على أبواب انتخابات تتسم بالانقسام والاستقطاب الشديد.