الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

ألمانيا تتجه إلى شراء 35 مقاتلة أمريكية «إف 35»

ألمانيا تتجه إلى شراء 35 مقاتلة أمريكية «إف 35»

يشكّل القرار قطيعة مع نهجها في كبح قدراتها العسكرية

الصفقة تطرح تساؤلات حول مستقبل المقاتلة الأوروبية التي يتم تطويرها


ترصد 55 مليار دولار للإنفاق العسكري في موازنة 2022

تعتزم ألمانيا شراء 35 مقاتلة أميركية من طراز «إف 35» و15 مقاتلة «يوروفايتر»، في إطار سعيها لتحديث قواتها المسلّحة، وفق ما أفاد مصدر برلماني الإثنين. وأكد المصدر صحة تقارير إعلامية أشارت إلى أن ألمانيا تعتزم شراء مقاتلات «إف 35» التي تصنّعها شركة لوكهيد مارتن لكي تحل محل أسطولها المتقادم من مقاتلات «تورنيدو».ومقاتلات «تورنيدو» الوحيدة من بين طائرات أسطول سلاح الجو الألماني القادرة على حمل رؤوس نووية أمريكية مخزّنة في ألمانيا في إطار آليات قوّة حلف شمال الأطلسي للردع. وتعد مقاتلات «إف 35» الأكثر تطوراً على صعيد الطائرات القتالية في العالم، ويصعب على الرادارات رصدها بسبب شكلها والمواد المستخدمة في تصنيعها، أما مقاتلات «يوروفايتر» التي تعتزم ألمانيا شراءها ويصنّعها ائتلاف شركات يضم إيرباص، فتشير تقارير إلى أنها ستستخدم في عمليات أخرى بما فيها مهام مواكبة والحرب الإلكترونية على غرار التشويش على أنظمة الدفاع الجوي لدى العدو.

ويشكّل القرار قطيعة مع نهج اعتمدته لعقود ألمانيا التي تعد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا وآثرت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وخصوصاً بسبب شعور بالذنب، كبح قدراتها العسكرية. وعُرض الاثنين مشروع موازنة عام 2022 الذي عكس توجّه السلطات لزيادة إنفاقها العسكري، ويرصد مشروع الموازنة، الذي سيناقشه البرلمان في الأيام القليلة المقبلة، أكثر من 50 مليار يورو (55 مليار دولار) للإنفاق العسكري هذا العام، وفق ما أفاد مصدر حكومي، واصفاً الرقم بأنه «قياسي».إلى ذلك تخطط الحكومة لإنشاء «صندوق خاص» بقيمة 100 مليار يورو لتحديث قوات ألمانيا المسلّحة في السنوات المقبلة.



مستقبل المقاتلة الأوروبية

ويطرح شراء مقاتلات «إف 35» تساؤلات عدة حول مستقبل المقاتلة الأوروبية التي يتم تطويرها بالتعاون مع إسبانيا وفرنسا في إطار منظومة القتال الجوي المستقبلي. ومنظومة القتال الجوي المستقبلي هي حجر الزاوية للمشروع الدفاعي الأوروبي غير أنها تواجه صعوبات منذ أشهر بسبب التنافس في توزيع العمل بين شركتي «داسو» الفرنسية و«إيرباص» التي تمثل المصالح الألمانية والإسبانية، وسعى شولتس إلى تبديد هذه المخاوف أواخر فبراير، موضحاً أن مشروع الطائرة الأوروبية هو «أولوية مطلقة» على المدى البعيد، لكنه شدّد على ضرورة استبدال الجيش الألماني في المدى القصير أسطوله من مقاتلات «تورنيدو» الموضوعة في الخدمة منذ 40 عاماً والتي أصبحت «متقادمة».

لكن هذه الطلبية الألمانية المرتقبة لن تكون نبأ مفرحاً لشركة «بوينغ» الأمريكية التي كانت مقاتلاتها من طراز «إف 18» تعد الأوفر حظاً لكي تحل محل «تورنيدو». غير أن طائرات «إف 18» الأقل كلفة من مقاتلات «إف 35» تتطلّب تعديلات لتمكينها من حمل رؤوس نووية، والتحوّل المعلن في التوجّه لافت جداً نظراً إلى تشكيلة الحكومة الألمانية الحالية، فبعد 16 عاماً على تولي المحافظين الحكم في ألمانيا، انتقل الحكم إلى الاشتراكيين الديموقراطيين مع شولتس المنتمي إلى يمين الوسط والذي يرأس حكومة ائتلافية مع الخضر والليبراليين. وبعد أيام قليلة على التصعيد الروسي في أوكرانيا، قالت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان ماري-أغنيس شتراك-زيمرمان إن قضية مقاتلات «تورنيدو» يجب أن تحل بشكل عاجل. ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن النائبة المنتمية إلى الحزب الليبرالي قولها إن الحرب في أوكرانيا بيّنت أن «الهجمات تُشنّ جواً ويجب الرد عليها بالشكل المناسب».وسبق أن واجه برنامج تطوير مقاتلات «إف 35» صعوبات بسبب كلفته المرتفعة والمشاكل التقنية، لكن طلب حلفاء الولايات المتحدة على الطائرة المتطوّرة المتعدّدة المهام ازداد مذّاك.