على بُعد أقل من شهر على موعد تنظيم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أشعلت قضية منح الحكم الذاتي لجزيرة كورسيكا الفرنسية النقاش بين مرشحي الرئاسة، بعدما أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، عن استعداد الحكومة الفرنسية لمنح الحكم الذاتي للجزيرة على خلفية احتجاجات اندلعت عقب الاعتداء على ناشط مؤيد لاستقلالها.ويتم تنظيم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما تجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، في وقت سابق.
أعمال عنف
وشهدت جزيرة كورسيكا الفرنسية، الواقعة في البحر المتوسط، منذ 2 مارس الجاري، احتجاجات وأعمال عنف، بعد الاعتداء على الناشط المؤيد لاستقلال الجزيرة، إيفان كولونا، على يد سجين آخر مدان بالإرهاب، ما تسبب في غيبوبة لكولونا، المدان على خلفية مشاركته في اغتيال المسؤول الإقليمي في كورسيكا، كلود إيرينياك، عام 1998.وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، في بيان أرسله إلى وكالة فرانس برس، أنه سيتوجه إلى كورسيكا يومي الأربعاء والخميس، لبدء محادثات مع جميع المسؤولين المنتخبين، والقوى الناشطة في الجزيرة.
مناورة انتخابية
وانتقد المرشحون للانتخابات الرئاسية الفرنسية بشدة توقيت الإعلان، إذ رد عليه مرشح حزب «الاسترداد»، اليميني المتطرف إريك زمور، في بيان صحفي، بالقول إنه «مناورة انتخابية متدنية في خدمة ترشيح إيمانويل ماكرون»، مضيفا: «نعم للهوية الفخورة لكورسيكا القوية في فرنسا القوية، وأن كورسيكا كبيرة عندما تكون داخل فرنسا قوية».ومن جهتها، أعلنت مرشحة حزب «التجمع الوطني»، اليمينية المتطرفة مارين لوبن، على تويتر: أنها ترفض أن تتسبب المحسوبية لإيمانويل ماكرون في تكسير وحدة الأراضي الفرنسية، وأن كورسيكا يجب أن تظل فرنسية".
رئيس يائس
و قالت مرشحة حزب «الجمهوريين»، فاليري بيكريس، إن «ماكرون سيدفع ثمن ازدرائه للأراضي الفرنسية، وأنه رئيس يائس، ويستسلم للعنف، وأن ذلك أمر غير صحي، وأنه يجب إعادة النظام إلى كورسيكا قبل بدء المفاوضات»، بحسب ما قالته على الإذاعة الفرنسية «فرونس إنتر». و أكد مرشح حزب «البيئة والخضر»، يانيك جادو، أنه يدافع لأشهر عن فكرة الحكم الذاتي الكامل في كورسيكا، منتقدا الوضع الحالي في الجزيرة بالقول: «يجب أن تحدث مأساة، كما اعتدنا خلال الولاية الرئاسية الحالية، قبل البدء في رؤية الحلول».
الاستقلال التشريعي
وعلى إذاعة «أوروب 1»، أعربت مرشحة الحزب «الاشتراكي»، آن هيدالغو، عن أسفها تجاه أزمة لم تتم إدارتها على الإطلاق«، مضيفة:»ننتظر عشرة أيام قبل أن يتوجه وزير الداخلية إلى كورسيكا، لمحاولة إعادة الحوار، ووقف هذا العنف غير المقبول"، مبرزة أن قضية كورسيكا ليست جديدة، وأنه يتعين مناقشة التحرك نحو الاستقلال التشريعي، وأن كل ذلك يمكن القيام به دون مس الجمهورية، وما يربط الفرنسيين.
