السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

لماذا لم تعلن أوكرانيا الحرب على روسيا؟

لماذا لم تعلن أوكرانيا الحرب على روسيا؟

أثار الدمار التي خلفتها غارة روسية على مول تجاري في مدينة ماريوبول الأوكرانية. أ ف ب

من اللافت أن أوكرانيا، لم تعلن الحرب على روسيا، رغم أن تلك الحرب تقترب من مرور نحو شهر، مما كان لغزاً كبيراً أمام الكثيرين، بينما كشفت صحيفة روسية، عن سر ذلك اللغز، مشيرةً إلى أن السبب في ذلك هو الغاز الروسي. فقد أشارت صحيفة نيزافيسيمايا الروسية، إلى أن سلاح العقوبات الغربية ضد روسيا، لم يمتد – حتى الآن- بكل قوته إلى قطاع الطاقة الروسي، بجناحيه النفط والغاز، نظرا للتداعيات السلبية الشديدة لذلك.

إقرأ أيضاً سكان يبحثون عن أقبية بعد تسربٍ يلوث شرق أوكرانيا.. ما هو غاز الأمونيا ؟

سر عدم إعلان الحرب

ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات الأوكرانية، وبرغم مرور نحو شهر على بدء الحرب في أوكرانيا، فإنها لم تعلن الحرب على روسيا، رغم أنها أعلنت الأحكام العرفية في البلاد. ونقلت الصحيفة عن رئيس قسم السياسة العالمية، بجامعة موسكو الحكومية، أندري سيدوروف، قوله «الوضع الحالي يجعل من الممكن لأوكرانيا الحفاظ على نقل الغاز الروسي عبر أراضيها، ولو قامت كييف بإعلان الحرب على روسيا، ففي تلك الحالة، سيتوقف عبور الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية».

وأضاف «الوضع الحالي يضمن استمرار ضخ الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية، ليصل إلى الدول الأوروبية، ولو أعلنت كييف الحرب على موسكو، وتوقف مرور الغاز، فإن الدول الأوروبية ستحرم من الغاز الروسي وهو مشكلة كبيرة لتلك الدول، وبالطبع فإن أوكرانيا لا تريد أن تدخل في صدام مع كل من النمسا وألمانيا والمجر».

إقرأ أيضاً..الصراع في أوكرانيا.. فرصة لإعادة تشكيل نظام عالمي جديد

خسارة مزدوجة

كما لفت سيدوروف إلى نقطة هامة فيما يتعلق بأوكرانيا والغاز الروسي، موضحاً أن أوكرانيا تحتاج وبشدة إلى إمدادات الغاز الروسي، كما أن كييف لا تشتري الغاز مباشرة من شركة غازبروم الروسية، عملاق إنتاج الغاز، ولكن أوكرانيا تشتري الغاز من دول الاتحاد الأوروبي، وبأسعار السوق، ولذا فإن اعتماد أوكرانيا يكون على ما تحصل عليه من روسيا نظير مرور الغاز عبر أراضيها، ومن ثم فإنه إذا توقف مرور الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية، فإن كييف ستخسر خسارة مزدوجة؛ ستخسر عائدات مرور الغاز عبر أراضيها، ولن تجد مصادر للحصول على الغاز".

عواقب العقوبات

وعلى صعيد متصل، نقلت الصحيفة عن المحلل الروسي مكسيم شاين قوله «أوروبا ليست في عجالة من أمرها للتخلي عن الغاز والنفط الروسي، كما أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يبدو أنهم لم يدركوا العواقب الاقتصادية الشديدة التي يمكن أن تحدث لأوروبا، بسبب العقوبات التي فرضتها على روسيا، خاصة في ظل الحديث عن موجات جديدة من العقوبات، إلا أن سكان أوروبا سيبدؤون بالمعاناة من عواقب العقوبات مع اقتراب موسم الخريف المقبل». ويبدو أن بعض الجهات في أوروبا، تدرك مخاطر وقف تدفق الغاز الروسي عبر خط (نورد ستريم 1) من روسيا إلى أوروبا، فقد حذرت الشركات الألمانية الكبرى، من وقف ضخ الغاز، مع الإشارة إلى أن أي قيود جديدة قد تؤدي إلى التعجيل بحدوث الركود العالمي.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الاتحاد الألماني لنقابات العمال، راينر هوفمان، قوله أن الأزمة الأوكرانية، تشكل خطراً على العالم بأسره، فقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من أن أسعار الغذاء العالمية قد ترتفع بنسبة تتراوح ما بين 8-22٪، مؤكدة أن روسيا وأوكرانيا من بين كبار منتجي الغذاء العالميين، بالإضافة إلى ذلك، تعد روسيا أكبر مصدر للأسمدة النيتروجينية، وثاني أكبر مورد لأسمدة البوتاسيوم والفوسفور.