تشهد المفاوضات الأوكرانية - الروسية، الرامية لوقف الحرب، تقدماً فيما يتعلق بملف الضمانات الأمنية التي تطالب بها أوكرانيا، بينما أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده أرسلت مسودة الضمانات الأمنية إلى بعض الدول، بحسب تقرير نشرته وكالة تاس الروسية، السبت.
مسودة الضمانات الأمنية
وأعلن زيلينسكي أن بلاده تبادلت مسودات الوثائق، بشأن الضمانات الأمنية مع عدد من الدول، وأضاف «نحن بحاجة إلى ضمانات أمنية من الدول الكبرى». وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، لفت الرئيس الأوكراني إلى أن هذا ينطبق على كل من أعضاء حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، والدول غير الأعضاء في الحلف، مضيفاً «نريد تلك الدول التي أرادت أن تنضم إلى ذلك علانية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا». وتابع «لقد حددت فقط تلك الدول التي قالت بالفعل إنها مستعدة لتكون ضامنة، أو تلك التي اتصلنا بها، وقمنا بالفعل بتبادل بعض المسودات الأولية للوثائق المتعلقة بكونها ضامنة، وبين الدول التي عرضت ضمان الأمن لأوكرانيا، إسرائيل وأيرلندا، ونود أن تنضم الصين إليها». في الوقت نفسه، اعترف الزعيم الأوكراني بأن «روسيا بحاجة إلى أن تجد مكاناً في تلك الاتفاقية أيضاً، لأنها ستكون اتفاقية بين أوكرانيا وروسيا، وروسيا بحاجة إلى أن تكون ملزمة بالمعاهدة، لأنها طرف في النزاع».
إقرأ أيضاً..«فريق النمر».. صقور أمريكية لإدارة الحرب الروسية - الأوكرانية
تفاصيل الضمانات الأمنية
ونقلت وكالة تاس الروسية، عن عضو وفد أوكرانيا المفاوض، ألكسندر تشالي، إن بلاده وافقت على تبني وضع محايد وغير نووي إذا تم منحها ضمانات أمنية. وتطرق تشالي إلى تلك الضمانات الأمنية قائلاً «يجب أن تكون الضمانات الأمنية في مضمونها وشكلها مماثلة للمادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلنطي (تعطي للدول الأعضاء حق الدفاع عند تعرض دولة عضو بالحلف لاعتداء)»، وقال إن الضمانات يجب أن تتضمن مساعدة عسكرية، وإنشاء منطقة حظر جوي. ووفقاً لتقرير وكالة تاس، فإن الدول الضامنة يمكن أن تشمل أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي (بما في ذلك روسيا)، وكذلك ألمانيا وإسرائيل وإيطاليا وكندا وبولندا وتركيا.
وأوضح التقرير أن الضمانات الأمنية لن تسري على شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس، حسبما أوضح رئيس الفصيل البرلماني لحزب خادم الشعب الحاكم في أوكرانيا، ديفيد أراخاميه، الذي يشارك في المحادثات. ومن جانبه، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن إن موسكو تدعو إلى توفير ضمانات أمنية لروسيا وأوكرانيا وجميع الدول الأوروبية. وكان الوفدان الروسي والأوكراني، أجريا محادثات يوم الثلاثاء، وجهاً لوجه في إسطنبول بتركيا، وقال رئيس الوفد الروسي في المحادثات، فلاديمير ميدينسكي، بعد الاجتماع مع الوفد الأوكراني، إن موسكو تلقت من كييف مقترحاتها المكتوبة لاتفاق ثنائي مستقبلي.
وأضاف رئيس الوفد الروسي، أنه بعد دراسة المبادرات، ستقدم روسيا مقترحاتها الخاصة، كما تتخذ موسكو خطوتين تجاه كييف، ويقترح عقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني في وقت قريب أكثر مما كان مخططاً له، أو بالتزامن مع توقيع معاهدة السلام بالأحرف الأولى.
إقرأ أيضاً..الغرب يدفع أوكرانيا لنهجٍ «دون كيشوتي».. والدرع الأمريكي عفا عليه الزمن