الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أستراليا تخصص 2.6 مليار دولار لتحديث صواريخ مقاتلاتها

أستراليا تخصص 2.6 مليار دولار لتحديث صواريخ مقاتلاتها

إطلاق صاروخ (JASSM) من إحدى الطائرات الأمريكية

تعتزم أستراليا إنفاق نحو 2.6 مليار دولار، من أجل تحديث صواريخها التي تزود بها الطائرات المقاتلة، والسفن البحرية، وذلك في ظل تغير الأوضاع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بحسب تقرير نشرته شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية.وأوضح التقرير أن خطة أستراليا لتحديث صواريخها، بحيث تزيد من مديات الصواريخ على السفن الحربية والطائرات المقاتلة، تأتي في الوقت الذي قالت فيه أستراليا، إنها ستشارك في تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كجزء من صفقة (AUKUS) التي وقعتها الدول الثلاث خلال العام الماضي، لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية لأستراليا. وفي مقابلة مع «سكاي نيوز»، قال وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون «عندما ترى ما يحدث في أوكرانيا، بخلاف احتمال حدوث صراع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فنحن بحاجة إلى أن نكون واقعيين، في كيفية ردع أي عمل عدواني». وأوضح بيان أصدره مكتب وزير الدفاع الأسترالي داتون، إن بلاده ستسرع من خطوات امتلاك صاروخ (JASSM)، لاستخدامه في طائراتها المقاتلة من طراز (F/A-18) هورنت، وكذلك مقاتلات (F-35A)، كما سيكون هو الصاروخ الرئيسي في قواتها البحرية المزودة به سفنها البحرية لحماية موانئها.

وأوضح بيان وزارة الدفاع الأسترالية، أنه من المتوقع أن تصبح الصواريخ الجديدة جاهزة للعمل بحلول عام 2024، كما أن صواريخ (JASSM Extended Range)، هو صاروخ كروز بتصميم أمريكي، بقدرات تجعله يتميز بالقدرة على التخفي، وتصحيح مساره أثناء الطيران، ومن خلال تزويد المقاتلات الأسترالية به، سيكون لديها القدرة على إصابة أهداف على بعد 900 كم. وأوضح أيضاً أن الصاروخ البحري (Naval Strike Missile) هو ذو تصميم نرويجي، ويتميز بقدرته على المناورة في البحر، ويمكنه إصابة أهداف، تقع على مدى يصل إلى 185 كم، أي أكثر من ضعف المدى الحالي للصواريخ المزودة بها السفن الحربية الأسترالية. وقال داتون «يجب أن تكون القوات الأسترالية، قادرة على جعل القوات المعادية المحتملة، وبنيتها التحتية، معرضة للخطر من مسافة أبعد». ومن المعروف أن الجيش الأمريكي يستخدم تلك الصواريخ، وأوضح وزير الدفاع الأسترالي إن حصول بلاده على تلك الصواريخ سيساعدها على المساهمة في عمليات التحالف في المحيط الهادئ.

المخاوف من الصين


ولفت وزير الدفاع الأسترالي إلى أن زيادة النشاط العسكري الصيني، في المحيطين الهندي والهادئ، هو الدافع وراء برنامج تحديث أستراليا لقدراتها من الصواريخ، مضيفاً «نحن نشعر بالقلق للغاية، من عسكرة الصين للجزر في بحر الصين الجنوبي، وزيادة الوجود البحري الصيني بالقرب من المياه اليابانية في بحر الصين الشرقي، ولا نريد أن نرى أي عدوان تجاه تايوان». وانتقد وزير الدفاع الأسترالي، مسودة اتفاق أمني وقعته الصين مع جزر سليمان الواقعة شمال شرق أستراليا في بحر المرجان، الشهر الماضي، باعتبار أن ذلك الاتفاق يفتح الباب أمام احتمال توسيع بكين لوجودها العسكري في المنطقة، بينما نفت جزر سليمان أن يؤدي اتفاقها مع الصين إلى إقامة قاعدة عسكرية صينية على أراضيها.


ردود الصين

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، إن أستراليا ولندن وواشنطن، هم من أشعلوا التوتر في المنطقة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وين بين «الشراكة الأمنية الثلاثية بين الولايات المتحدة وأستراليا، هي خدعة قديمة للتحالف الأنجلو ساكسوني، الذي لا يمكنه القضاء على عقلية الحرب الباردة وسياسة التكتلات، وإثارة المواجهة العسكرية».

صواريخ أسرع من الصوت

وتأتي تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصيني، رداً على إعلان أستراليا، الثلاثاء، أنها ستساعد في تطوير صواريخ، تفوق سرعتها سرعة الصوت، وكذلك طائرات بدون طيار، تعمل تحت البحر، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وقال وانغ «أستراليا وشركاؤها يسارعون في سباق التسلح في المنطقة، ودول آسيا والمحيط الهادئ يجب أن تكون في حالة تأهب قصوى». ولم يذكر بيان وزارة الدفاع الأسترالية أي جدول زمني أو تفاصيل بشأن تطوير الصواريخ، لكن بالنسبة للطائرات المسيرة التي تعمل تحت سطح البحر، لفت إلى أن التجارب ستأتي في المستقبل القريب. وكان البيان المشترك الصادر عن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قال «تتعاون دولنا في إنشاء طائرات مسيرة تعمل تحت سطح الماء، والتي ستكون قوة مضاعفة كبيرة لقواتنا البحرية، ومن المخطط أن تُجرى التجارب الأولية عام 2023». وأشار البيان إلى أن الحرب الحالية في أوكرانيا، تؤكد أهمية شراكتهم، وأشار قادة مبادرة (AUKUS) إلى إحراز تقدم في خطة تزويد البحرية الأسترالية بغواصات تعمل بالطاقة النووية، ونقل تلك التكنولوجيا إلى أستراليا، لكن لم يتم تحديد موعد نهائي للتسليم النهائي للغواصات.