الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

معركة دونباس تشكل مسار الحرب الروسية - الأوكرانية

معركة دونباس تشكل مسار الحرب الروسية - الأوكرانية

زيلينسكي يطالب الغرب بحماية مجاله وشحن المزيد من المقاتلات والقذائف والصواريخ المضادة للدبابات. (أيه بي)

يقول محللون إن روسيا تحشد قواتها لشن هجوم جديد على إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، مهيئة الساحة لمعركة طويلة من المؤكد أنها ستكبد الطرفين خسائر فادحة في حين يحاول الروس تطويق المقاتلين الأوكرانيين. ويتوجس المحللون العسكريون إزاء فكرة التكهن بالمنتصر في معركة دونباس، معقل أوكرانيا الصناعي، فهي معركة من المتوقع أن تكون شرسة وأن تشكل نهاية المطاف مسار الحرب.

قال كونراد موزيكا مدير شركة روخان للاستشارات ومقرها بولندا "المعركة قد تنهك الطرفين لدرجة لا تسمح لأي منهما بشن هجوم أو هجوم مضاد". وأضاف: "الأوكرانيون سيدافعون عن بلدهم حتى آخر نفس والروس سيتكبدون خسائر جسيمة". وتابع بأن صراعاً صعباً "متجمداً" قد يستمر لشهور مع تهديد موسكو المستمر بشن هجوم جديد. وتصف روسيا حملتها التي بدأتها في فبراير بأنها عملية خاصة تهدف إلى تقليص القدرات العسكرية الأوكرانية واجتثاث القوميين الخطرين.

ومن شأن أي معركة طويلة الأمد أن تقضي على آمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إعلان فوز كبير بحلول التاسع من مايو، ذكرى انتصار روسيا على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، الذي تحييه موسكو بعرض عسكري ضخم يحضره زعيم الكرملين كل عام. وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الغرب مساعدته في إنقاذ بلاده. وهو يريد من حلف شمال الأطلسي حماية مجالها الجوي ومن الغرب شحن المزيد من المقاتلات والقذائف والصواريخ المضادة للدبابات.

وبدأت موسكو في سحب قواتها من مناطق قريبة من كييف ومن مناطق في شمال أوكرانيا في أواخر الشهر الماضي من أجل التركيز على السيطرة على دونباس. وقال نيك رينولدز محلل الحروب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن إنه حتى رغم عدم وصول تعزيزات في الوقت الراهن، دفع التصعيد الروسي مقاتلي أوكرانيا إلى الوراء رويدا رويدا في بعض مناطق دونباس وأحكم سيطرته على نحو 90% من منطقة لوجانسك. وصمدت القوات الأوكرانية بقوة أكبر في منطقة دونيتسك التي تشكل مع لوجانسك إقليم دونباس الناطق بالروسية الذي سيطر عليه انفصاليون مدعومون من روسيا في 2014. وتتمركز وحدة أوكرانية كبيرة هناك منذ ذلك الحين.

إقرأ أيضاً..اليورانيوم الروسي.. ورقة مؤجلة في مواجهة أمريكا والغرب

اختراق الجبهة الشرقية

وقال المحللون إن موسكو قد تحاول اختراق الجبهة الشرقية الأوكرانية خلال تقدمها بالقوات والدبابات والمدرعات من الشمال والجنوب في تشكيل كماشة لتطويق ومحاصرة القوات الأوكرانية من الخلف.ورجح المحللون أن تحاول أوكرانيا تجنب المعارك المفتوحة بالدبابات وأن تستخدم المدفعية لاستهداف خطوط الإمداد وإرسال فرق تهاجم القوافل العسكرية وخطوط الإمدادات اللوجستية.وتفاديا لتطويق قواتهم، سيتعين على استراتيجيي أوكرانيا أن يجروا تقييما مستمرا لتحديد ما إذا كان يتعين عليهم سحب المقاتلين لتجنب تقهقر سريع يتسم بالفوضى ويتسبب في تشرذمهم أو تعريضهم لنيران المدفعية والسلاح الجوي. قال رينولدز "المشكلة ستكون في الانفصال... عن الخط الأمامي. هذا أحد الأمور التي يتعين على الأوكرانيين بحثها".

أتصمد ماريوبول؟

على الطرف الجنوبي من إقليم دونيتسك المطل على بحر أزوف، تبدو روسيا متأهبة لفرض سيطرتها الكاملة على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة التي يستبسل مشاة البحرية الأوكرانية المنهكون للحفاظ عليها، حسبما قال رينولدز. وأضاف "ما لم يفقد التقدم الروسي قوة دفعه لوجستياً ومعنوياً، أعتقد أن ماريوبول سينقضي أمرها للأسف... وإذا سقطت ماريوبول، فسيكون بمقدور عدد كبير من الجند الانضمام لمحاولات التقدم (الروسي) في أجزاء أخرى". وقال موزيكا إن روسيا قد تشن هجومها الجديد على دونباس قريباً ربما في نهاية هذا الأسبوع أو في الأسبوع المقبل عندما تصل التعزيزات من روسيا وروسيا البيضاء، وكذلك من كييف وتشيرنيهيف وسومي في أوكرانيا. وأصدرت شركة ماكسار الأمريكية الخاصة صوراً التقطتها الأقمار الصناعية يوم الجمعة تظهر رتلاً عسكرياً روسياً تمتد فيه المدرعات والدبابات والشاحنات التي تجر مدفعية لثمانية أميال شرقي مدينة خاركيف الأوكرانية ويتحرك جنوباً باتجاه دونباس. ومن المرجح أن يتحرك تشكيل الكماشة الروسي الشمالي باتجاه الجنوب من بلدة إزيوم التي تقع في مكان استراتيجي على الطريق المتجه إلى بلدتي سلوفيانسك وكراماتورسك الخاضعتين لسيطرة الأوكرانيين. وقال حاكم دونيتسك أمس الثلاثاء إن روسيا تبدو في المرحلة الأخيرة من إعادة حشد القوات وإنها تقصف المنطقة على مدار الساعة. وقال موزيكا "سنشهد معركة طويلة على دونباس. أمام روسيا فرص للسيطرة عليها بتفوقها في السلاح والعتاد والرجال، لا بتفوقها في العمليات".