الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

بروفايل | راسموس بالودان... متطرف يضرم النيران في «حرية التعبير»

بروفايل | راسموس بالودان... متطرف يضرم النيران في «حرية التعبير»

مظاهرات غاضبة في السويد احتجاجاً على الإساءة للقرآن.

فرض المتطرف السياسي والمحامي الدنماركي راسموس بالودان نفسه على واجهة الأخبار العالمية من جديد، بعد أن قام بحرق نسخة من القرآن الكريم، وهي ليست المرة الأولى التي يقوم خلالها بهذا التصرف الذي أثار غضباً في كافة دول العالم الإسلامي، وكذلك الدول الأوروبية، بما فيها السويد، فهو يحمل الجنسيتَين الدنماركية والسويدية. وبدا بالودان وكأنه يسجل هدفاً ذاتياً في مرمى «حرية التعبير» التي يتخذها ذريعة للإقدام على ما يفعله، إلا أن الفارق الأساسي بينه، وبين اللاعب الذي يسجل هدفاً ذاتياً في مرماه أنه يفعل ذلك عن طريق الخطأ، ولكن بالودان يفعلها عامداً متعمداً، إلى الحد الذي يجعله لا يحظى بقبول حتى في بلاده.

بدورها أكدت رئيسة وزراء السويد ماجدالينا أندرسون أن ما يفعله بالودان رسالة كراهية بغيضة، يحاول أن يضع لها المبررات، ويدافع عنها، الأمر الذي تسبب في اندلاع أعمال عنف، وإصابة 40 شخصاً في أعمال شغب اندلعت في جنوب السويد في أعقاب مسيرة يمينية متطرفة مناهضة للمسلمين، وقال المتحدث باسم الشرطة السويدية إن نحو 26 شرطياً و14 من المواطنين أصيبوا، مضيفاً أن الشرطة اعتقلت 26 شخصاً في جنوبَي البلاد، وأضاف المتحدث أنه سيكون هناك «المزيد في التحقيقات»، بينما تقوم الشرطة بتحليل اللقطات.

وقد اندلعت أعمال الشغب في العدد من مدن الجنوب السويدي بعد حرق المصحف من جانب راسموس بالودان، زعيم حزب سترام كورس «الخط المتشدد»، وهو حزب يميني متطرف، وكان بالودان قد خطط ونفذ المظاهرة المناهضة للمسلمين، ونشر صورة لنفسه على وسائل التواصل الاجتماعي ومعه مصحفاً محترقاً، وأعلن نيته حرق المزيد.

إقرأ أيضاً..إدانات عربية واسعة لحرق متطرفين نسخة لـ«المصحف» في السويد

لست مسؤولاً

لا يعتقد راسموس بالودان أنه يتحمل أي مسؤولية عن أعمال الشغب التي أعقبت زيارته للسويد، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة إكسبريسن واسعة الانتشار في السويد، التي أضافت: «يعتقد بالودان أنه لا يتحمل أي مسؤولية عن أعمال العنف التي أعقبت إحراقه نسخاً من القرآن، ويخطط للعودة الأسبوع المقبل للسويد، بل إنه يعتبر نفسه أكثر الأشخاص المعرضين للخطر في البلاد، مضيفاً أنه يعتقد أنه من الصعب أن تحميه الشرطة السويدية». وقالت أندرسون: «على الرغم من حقيقة أنها رسالة كراهية بغيضة يدافع عنها بالودان، فمن غير المقبول وغير المبرر وغير القانوني الرد على هذا العنف الخطير».

من هو بالودان؟

راسموس بالودان من مواليد الدنمارك في 2 من يناير 1982، أي إنه يبلغ 40 عاماً، وهو خريج جامعة كوبنهاجن في تخصص القانون، ويعمل محامياً، وزعيماً لحزب سياسي يميني متطرف يسمى حزب «هارد لاين – الخط المتشدد»، وهو من أشد الممانعين للهجرة غير الأوروبية لبلاده، وخاصة من يعتنقون الإسلام. يرى بالودان أن المهاجرين المسلمين أساس المشكلات التي تتمثل في تغيير الهوية الدنماركية، وقام في أكثر من مرة بتنظيم مظاهرات معادية للمسلمين في مناطق سكنهم، فضلاً عن قيامه بحرق القرآن أكثر من مرة، الأمر الذي جعله يتعرض لأحكام بالسجن مع إيقاف التنفيذ، وسحب رخصة ممارسة المحاماة منه لفترات محددة بلغت 3 سنوات، وتم منعه من دخول السويد أكثر من مرة.