الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الأرجنتين: قفزة التضخم تضع 40% من السكان تحت خط الفقر

الأرجنتين: قفزة التضخم تضع 40% من السكان تحت خط الفقر

يُعد التضخم مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم، حيث أصبحت الأشياء أكثر كلفة بسبب جائحة كورونا، وما تبعها من الحرب الأوكرانية، ما أدى لارتفاع أسعار الطاقة والأغذية الأساسية بالعالم، فضلاً عن وصول معدلات التضخم إلى معدلات قياسية كما هي الحال مع الأرجنتين التي وصل التضخم بها إلى 55%، فضلاً عن معاناتها من انخفاض قيمة العملة لفترة طويلة.

وأكد تقرير لـ«تاغس شاو» الألماني على أن التضخم لطالما كان جزءاً من الحياة اليومية في الأرجنتين لدرجة انتشار «النكات» حوله، منها أن رجلاً يرى مصباحاً في نافذة المحل مقابل 10 بيزو. وعندما يسأل في المحل، تكون كلفته 12 بيزوًا، ثم 14 بيزو عند ماكينة الدفع، وعندما يغادر يكون سعيداً بصفقته الممتازة، لأن المصباح يكلف بالفعل 20 بيزو.

وأكد التقرير أن التضخم الحالي يجعل من كلفة المصباح البسيط ضعف كلفة أكبر ورقة نقدية متداولة في الأرجنتين وهي ألف بيزو، و التي تعادل حالياً 8 يورو، مشيراً إلى أنه لا عجب في عدم ثقة المواطنين في العملة الوطنية بعد الآن، وأنهم يقومون بالادخار بالدولار الأمريكي.

غياب الدولار

وأضاف التقرير أنه حتى الدولار أصبح عملة نادرة الآن؛ لأن الدولة الأرجنتينية التي يتعين عليها سداد قدر كبير من الدين الخارجي، تحتاج إلى احتياطاتها الخاصة لذلك قيدت التبادل، وأصبحت العملات متاحة حالياً في السوق السوداء فقط بسعر صرف يصل إلى ضعف السعر الرسمي.

ونوه الموقع بأن السكان يطلقون على الدولار أسم «الدولار الأزرق»، ويتم نشر أخباره في النشرات كل يوم مباشرة بعد أخبار الطقس. وأنه حتى الأشخاص الذين لم يحملوا أي عملة أجنبية في أيديهم يعرفون أنه إذا ارتفع الدولار فكل شيء يرتفع من أسعار الخبز والبنزين والمصابيح و اللحم المشوي الذي بالكاد يستطيع أي شخص تحمل كلفته على أي حال.

التهام الأجور

وتطرق التقرير إلى أنه في الوقت نفسه يلتهم التضخم الأجور والمساعدات الاجتماعية الحكومية المتواضعة. وأنه يعيش أكثر من 40% في فقر من بين 35 مليون شخص هم إجمالي عدد السكان، ويعتمد الفقراء على شبكات مساعدات الجيران في الأحياء ومطابخ تعرف باسم «مطابخ الفقراء» التي تمولها الحكومة لتقدم الأطعمة للفقراء.

اقرأ أيضاً.. البحر الأسود.. ثروات اقتصادية هائلة وصراعات مستمرة

وأصبحت الطبقة الوسطى مهتمة بقوة بالعملات الجديدة، حتى أصبحت العقارات تباع وتشترى بعملة البيتكوين. وارتفعت الإيجارات بمعدل 57% مؤخراً، ولذلك تنص معظم عقود الإيجار الجديدة على زيادة إيجار الشقة كل ستة أشهر بنحو 30%. وأكد التقرير على أن هناك قناعة بين الناس بأن الوضع لن يتحسن قريباً، والبعض يصفه «بالتضخم الخالد الذي يحيا دوماً بالبلاد».