الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

لندن تكشف موقفها بشأن أيرلندا الشمالية

لندن تكشف موقفها بشأن أيرلندا الشمالية

رئيس الوزراء البريطاني. (إي بي أيه)

تكشف الحكومة البريطانية، الثلاثاء، عن نواياها بشأن أيرلندا الشمالية، على خلفية توتر مع الاتحاد الأوروبي حول الضوابط التي فرضت بعد بريكست وتسببت بأزمة في المقاطعة.

وبسبب المأزق السياسي في أيرلندا الشمالية واضطراب التبادل التجاري بينها وبين بقية أنحاء بريطانيا، تريد لندن إعادة التفاوض بالعمق حول البروتوكول الأيرلندي الشمالي المبرم مع الاتحاد الأوروبي.

بعد التلويح بالتهديد باتخاذ خطوات أحادية الجانب للالتفاف على الاتفاق، ستعرض الحكومة البريطانية الثلاثاء «الأساس المنطقي» لنهجها، بحسب ما أعلنت الحكومة على لسان وزيرة الخارجية ليز تراس.

وأوردت الصحافة البريطانية أن هذا قد يأخذ شكل مشروع قانون يتيح للحكومة تعليق بعض بنود البروتوكول الأيرلندي الشمالي بشكل أحادي عبر اللجوء إلى المادة 16.. وقد يستغرق اعتماده أسابيع ويمهد الطريق أمام فترة أزمة طويلة بين الاتحاد الأوروبي ولندن لكن أيضاً في أيرلندا الشمالية.

وقال الوزير البريطاني المكلف شؤون أيرلندا الشمالية براندون لويس لشبكة «سكاي نيوز» إن البروتوكول «لا يسير جيداً بالنسبة للشركات، ولا يسير جيداً بالنسبة لأحد في أيرلندا الشمالية». وأضاف: «سنفعل ما هو ضروري لضمان إمكانية نقل المنتجات إلى أيرلندا الشمالية بالطريقة الواجبة... من بريطانيا في إطار السوق الداخلية لبريطانيا».

بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن التراجع عن هذه الاتفاقية سيعني انتهاك القانون الدولي وسيعرض بريطانيا لرد على شكل تدابير تجارية شديدة.

كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد أوضح أن الحكومة «لا تريد إلغاء» البروتوكول وإنما «إصلاحه». وأعرب عن رغبته بإيجاد حل للتوترات «بالتوافق مع أصدقائنا وشركائنا» في الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار إلى أن المملكة المتحدة تحتاج إلى «ضمانة» تتمثل في «حل تشريعي في الوقت نفسه».

كان جونسون يتحدث خلال زيارة إلى أيرلندا الشمالية حيث حاول إقناع مختلف التنظيمات السياسية بإيجاد تسوية و«العودة إلى العمل».

ومنذ 11 يوماً، تشهد مؤسسات المقاطعة شللاً تاماً بعد الفوز التاريخي لحزب شين فين الجمهوري في انتخابات أيرلندا الشمالية.

ويرفض «الحزب الديمقراطي الوحدوي» المؤيد للمملكة المتحدة، المساعدة في تشكيل إدارة تنفيذية قبل تغيير البروتوكول للتخلص من عمليات التدقيق التجاري بين أيرلندا الشمالية وبَرّ بريطانيا العظمى الرئيسي، والذي يعتقد أنها تهدد وضع المقاطعة ضمن المملكة المتحدة.

ويعتزم الوحدويون المتمسكون بالاتحاد مع المملكة المتحدة الاحتجاج على البروتوكول الأيرلندي الشمالي الموقع بين لندن وبروكسل لحل المسألة الحساسة المتعلقة بالحدود بين أيرلندا الشمالية، المقاطعة البريطانية، وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي بعد بريكست. هذا النص أنشأ حدوداً جمركية بحكم الأمر الواقع مع بريطانيا ويهدد، بحسب قولهم، مكانة المقاطعة في بريطانيا.

وفي صلب هذا الصراع السياسي، زعيم الحزب الوحدوي جيفري دونالدسون الذي طالب بـ«أفعال» لا «أقوال»، وقال الاثنين: «أريد رؤية الحكومة تقر قانوناً يؤمن الحل الذي نحتاج إليه».

اقرأ أيضاً.. استراتيجية «درع السيليكون» تشكل خطراً على تايوان وأمريكا

في المقابل يعارض الجمهوريون من حزب شين فين بشدة مشروع القانون البريطاني. كما أن جمهورية أيرلندا، جارة أيرلندا الشمالية، قلقة أيضاً من تداعيات قرار بريطاني أحادي محتمل.

وكتب رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن في تغريدة الاثنين: «أي عمل أحادي يخلف ضرراً ولا يمكن أن يساعد»، داعياً إلى إيجاد حل عبر التفاوض.

وسبق أن شهدت المؤسسات في أيرلندا الشمالية شللاً على مدى 3 سنوات على خلفية فضيحة مالية، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق أعاد تفعيل الحكومة في يناير 2020.