الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

دراما مسرح الجريمة بعد تشييع ضحايا مذبحة تكساس

دراما مسرح الجريمة بعد تشييع ضحايا مذبحة تكساس

زوج إحدى الضحايا يفارق الحياة متأثراً بنوبة قلبية فرضتها عليه «لوعة الحزن»

طفلة ناجية استعارت دماء جثة زميلتها لإيهام الجاني بأنها لقت مصرعها أيضاً

رسالة نصية في محل حلاقة ساهمت في إخلاء الأطفال من «المدرسة المنكوبة»

تقاطعت قصص درامية حول ضحايا مذبحة مدرسة «روب» في تكساس مع انتقادات عنيفة، اتهم فيها أبناء عائلات الضحايا شرطة الولاية بالتباطؤ في التعامل مع الجاني سلفادور راموس، أو التقاعس في اعتراض طريقه قبل الوصول إلى المدرسة الابتدائية وتنفيذ الجريمة. وبعد تشييع جثمان زوجته، ووضع إكليل من الزهور على شاهد قبر يحمل اسمها، توفي المواطن الأمريكي جو غارسيا البالغ من العمر 48 عاماً إثر إصابته بنوبة قلبية حادة بعد يومين فقط من مقتل زوجته إيرما غارسيا البالغة من العمر 46 عاماً، وهي معلمة في مدرسة «روب» الابتدائية. وعزا أطباء أسباب النوبة التي أودت بحياة جو غارسيا إلى «إنكسار القلب وحالة الحزن العميقة التي أصابته بعد فراق رفيقة الدرب»، لا سيما أن الزوجين كانا يعتزمان الاحتفال بعيد زواجهما الـ25 خلال بضع أسابيع، وفقاً لما نقلته «لوس أنغيلوس تايمز» عن أقارب الزوجين وأصدقاؤهما. ومن خلال استعراض صفحتها الشخصية على موقع «تويتر»، كتبت الزوجة غارسيا قبل أيام من مقتلها تقول: «أحب الشواء مع زوجي، والاستماع معه إلى الموسيقى، والقيام برحلات بحرية إلى كونكان».

موت محقق

وعبر تطليخ ملابسها بدماء إحدى زميلاتها، نجت الطفلة مياه سيريللو البالغة من العمر 11 عاماً من موت محقق بعد زحفها نحو طفلة أخرى لقيت مصرعها، واستعارت بكفها بعض دماء رفيقتها القتيلة لإيهام الجاني سلفادور راموس بأنها لقت حتفها هى الأخرى.

وقالت الطفلة التي تعاني أزمة عصبية حادة جراء تعرضها للحادث المروع، إنها لمحت عيون راموس وهى ترقب حركتها، لكنها نجحت في خداعه وأوهمته بأنها واحدة من بين القتلى بفضل دماء زميلتها القتيلة. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الطفلة سيريللو وصلت إلى المدرسة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء لانشغالها بموعد مع الطبيب، وبعد ساعة كانت تحاول النجاة من إطلاق نار داخل الفصل الرابع في مدرسة «روب» الابتدائية في ولاية تكساس؛ وبعد إطلاق النار على صديقتها، رقدت سيريللو فوق الفتاة - التي كانت لا تزال تتنفس في ذلك الوقت - لتتظاهر بموتهما.

كبح الدموع

أما الطفلة غلاديس كاستيلون التي نجت هى الأخرى من مأساة «الفصل المنكوب»، فعانقت والدتها خلال تشييع جثامين ضحايا المجزرة، ولم تستطع كبح دموعها وهى تروي أمام مجموعة من المراسلين كيفية نجاتها من المحنة. وحسب كاستيلون، وجهت إدارة المدرسة التلاميذ إلى الاختباء في إحدى الغرف المظلمه بعد لحظات من سماع صوت إطلاق النار، وتفادياً لإصابتها بالذعر، أخبرها المعلم وزملاؤها في الفصل بأن ما سمعوه مجرد صوت ألعاب نارية؛ ولكن بعد وقت قصير أخبرتهم إدارة المدرسة بالخطر الذي يتعرضون له. وأضافت: «فتحوا الأبواب وقالوا لنا إن هناك مسلحاً داخل المدرسة، ثم قادوا تلاميذ الصف الثاني إلى حافلات مدرسية قريبة من المدرسة، ثم تلاميذ الصف الثالث، وأخيراً الأطفال الأكبر سناً».

أما الطفل جايدن بيريز البالغ من العمر 10 سنوات، فقال إنه فوجئ بالحادث، وفي اللحظة التي سمع فيها ورفاقه صوت إطلاق النار، قامت إحدى المعلمات بإغلاق الباب وطلبت من التلاميذ «الاختباء والتزام الهدوء». ونتيجة للأزمة النفسية التي بات يعانيها، يرفض بيريز حتى الآن العودة إلى المدرسة، نظراً لخوفه من إمكانية تكرار المأساة مرة أخرى.

تقاعس وتراخٍ

وفيما فرغ أبناء عائلات الضحايا من تشييع جثامين قتلى المذبحة، إلا وتعالت الانتقادات الموجهة لشرطة ولاية تكساس، وأبدى الأهالي تذمراً إزاء ما وصفوه بتراخي عناصر الشرطة في مواجهة القاتل أو منع دخوله مقر المدرسة، لا سيما وأنه أطلق النار تجاه شخصين أمام مسرح الجريمة. وفي حين قالت الشرطة إنها بذلت قصارى جهدها في تقليص مدة بقاء الجاني في المدرسة، أفاد شهود عيان بخلوِ محيط المدرسة من أي شرطي، وهو ما مكَّن الجاني من اقتحام المدرسة وتنفيذ الجريمة.

وحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، أبدى أهالي الضحايا سخطاً بعد ثبوت تأخر شرطة ولاية تكساس لمدة ساعة قبل الوصول إلى مسرح الجريمة، بالإضافة إلى عدم التزام المدرسة بقوانين التأمين والسلامة، خاصة الحرص على إحكام غلق الأبواب الرئيسية، وكذلك أبواب غرف صفوف الدراسة على مدار اليوم الدراسي. ونقلت الصحيفة عن مدير أمن المدرسة شون بيرك: «انتظار الشرطة لمدة تزيد عن ساعة قبل الوصول إلى مسرح الجريمة يعد تقاعساً وتراخياً في أداء الواجب. إذا تبين أن هذا صحيح، فهذه حقيقة مثيرة للاشمئزاز».

إقرأ أيضاً..
الحرس الثوري يحتجز ناقلتَيْ نفط يونانيتين ..وأثينا تستدعي السفير الإيراني

رسالة الإنقاذ

ورغم تواتر الحديث عن تقاعس الشرطة ومسؤوليتها في بقاء الجاني متحصناً في المدرسة لمدة 45 دقيقة، دحض ضابط متقاعد في الجمارك ودوريات الحدود الأمريكية الاتهامات. وفي سياق لقاء مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، قال الضابط المتقاعد جاكوب البارادو إنه تلقى رسالة نصية من زوجته تريشا وهى معلمة في الصف الرابع، تفيد أنها محتجزة في أحد مراحيض المدرسة، وأن مسلحاً يطلق النار على الأطفال.

كان البارادو قد وصل للتو إلى محل الحلاقة المتاخم للمدرسة، وفور تلقي رسالة زوجته قفز من نافذة المحل بعد استعارة بندقية من الحلاق، ووصل في غضون ثوانٍ إلى مسرح الجريمة. وهناك لاحظ انتشار عناصر القوات الخاصة التابعة لشرطة ولاية تكساس حول المدرسة. وفي حين تأهبت العناصر الشرطية لاقتحام المدرسة، نسَّق هو وضباط آخرين جهود إخلاء التلاميذ من المدرسة.

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن سيزوران مقر المدرسة في مدينة أوفالد بولاية تكساس الأحد القادم للقاء عائلات الضحايا، وإجراء حوار مع الدوائر الاجتماعية والدينية في المكان.