مع مرور أكثر من 3 أشهر على الصراع الروسي- الأوكراني، والمساعدات العسكرية الأمريكية والغربية لأوكرانيا، بخلاف حزم العقوبات المشددة على روسيا، تخشى الدوائر الأمريكية من شن موسكو لهجوم إلكتروني ضد البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة، يمكن أن يؤدي إلى قطع الكهرباء على الفور، وتعطيل إمدادات المياه النظيفة، بحسب تقرير نشرته مجلة «ناشونال انترست» الأمريكية، الاثنين.
واعتبر التقرير الدوائر السياسية في واشنطن تناقش حالياً، كيفية تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع الأوضاع الاقتصادية في بلاده والحرب في أوكرانيا، في ظل افتراض يقوم على أنه يشعر بالغضب، ويواجه هزيمة قريبة، ما قد يدفعه إلى الرد بقوة، ونقل المواجهة الحالية مع الغرب، من خانة الحرب الباردة الجديدة، إلى ساحة المعركة الإلكترونية، حيث تتمتع روسيا بقدرات كبيرة، وشن هجوم إلكتروني ضخم ضد الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الهجوم الروسي قد يأتي بشكل غير متوقع كما أنه قد يأتي قريباً.الهجمات الروسية الإلكترونية
واعتبر التقرير أن روسيا مسؤولة عن شن بعض الهجمات الإلكترونية العدوانية والواسعة النطاق، مثل إيران وكوريا الشمالية، وأشار التقرير إلى بعض الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها أمريكا ويعتقد أن روسيا هي المسؤولة عنها، مثل الهجوم في عام 2007 والذي استمر لمدة 22 يوما، بدعم من الدولة الروسية، عندما استهدفت وحدة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU) أجهزة السيرفر التجارية والحكومية والأنظمة المصرفية عبر الإنترنت.
كذلك، وفي عام 2008، وكجزء من الحرب وسط احتلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، قامت روسيا بتشويه المواقع الإلكترونية الحكومية الجورجية، كذلك وفي عام 2015، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، هاجمت مجموعة من (GRU) تدعى (Sandworm) شبكة الطاقة الأوكرانية وحرمت أكثر من 200 ألف شخص من الكهرباء لمدة ست ساعات.
أما في عام 2017، كان هناك هجوما ضد أوكرانيا وأسفر عن تأثير غير مسبوق على الشركات الغربية الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة، وأصاب آلاف الشبكات بالشلل، وبلغت التكلفة العالمية التي تسببت بها البرمجيات الخبيثة حوالي 10 مليارات دولار، وهو ما جعله أكبر هجوم سيبراني في التاريخ. وقبل شهر واحد فقط، حاولت روسيا مهاجمة شبكة الطاقة الأوكرانية ببرامج ضارة متقدمة.سيناريو الهجوم الروسي الإلكتروني
ونقل التقرير عن خبراء الأمن السيبراني، توقعهم لمجموعة من الأحداث في سيناريو الهجوم الروسي الإلكتروني، حيث قد تحاول روسيا مهاجمة البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة، وإيقاف شبكة الكهرباء، واستهداف تشغيل أجهزة الصراف الآلي وأنظمة بطاقات الائتمان، وتعطيل النقل وإمدادات شبكة المياه النظيفة، واستهداف مرافق التصنيع لشركات الأدوية وشبكات الكهرباء وخطوط الأنابيب.
اقرأ أيضاً.. الهجوم التركي على سوريا رهن «ضوء أخضر» أمريكي
مؤشرات لاستبعاد الهجوم الروسي
إلا أن التقرير سرد بعض المؤشرات في إطار استبعاد شن روسيا لهجوم سيبراني واسع ضد أمريكا، حيث شكك في القدرات الروسية الالكترونية، مشيرا إلى أن التقديرات حول القوات المسلحة الروسية كانت كبيرة، لكن أوضاع وسير المعارك في أوكرانيا، أظهر عكس ذلك، حيث توقعت وكالات المخابرات الأمريكية سقوط كييف في غضون أيام، لكن كشفت الحرب عن نقاط ضعف في القوات المسلحة الروسية وترسانتها العسكرية وقيادتها الاستراتيجية، ولهذا فليس من المستبعد أن الغرب قد بالغ أيضا في تقدير الكفاءة السيبرانية الروسية.
كذلك، فمن غير المرجح أن تشن روسيا هجوما إلكترونيا على أمريكا بسبب الخوف من الانتقام، خاصة وأن المجتمع الروسي يعاني بالفعل من تداعيات العقوبات الاقتصادية الغربية، وفي حالة وقوع هجوم إلكتروني روسي، فإن الانتقام السيبراني الأمريكي سيطال الجمهور الروسي، وقد يؤدي إلى حرمان الناس من الماء والكهرباء مما قد يثير سخط الرأي العام بشكل واسع.
ويمكن أن يتحول هذا الاستياء إلى غضب، وهو أمر لا يحتاجه الرئيس الروسي في الوقت الراهن، بمعنى أن الانتقام الأمريكي قد يكون أكثر قوة، ولذا فإن الخوف قد يمنع بوتين بالفعل من شن الهجوم السيبراني ضد أمريكا. إلا أن التقرير أثار تساؤلات حول احتمال إقدام بوتين على شن الهجوم الإلكتروني من خلال التدخل في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي في شهر نوفمبر المقبل.