السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

غزلٌ متبادل وشراكة واتفاقيات.. ماذا وراء التقارب التركي-الفنزويلي؟

غزلٌ متبادل وشراكة واتفاقيات.. ماذا وراء التقارب التركي-الفنزويلي؟

مادورو وأردوغان. (إي بي أيه)

رغم اختلاف أيديولوجياتهما، تبادل قادة تركيا وفنزويلا عبارات الثناء على وقع المصالح الاقتصادية والسياسية المتنامية بينهما. وأكد الجانبان عزمهما إقامة شراكة أوثق، مع توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو عدة اتفاقيات في أنقرة مساء الأربعاء.

وشدد الرئيسان على أهمية تحسين العلاقات الثنائية، حيث وصف مادورو أردوغان في تغريدة بأنه «شقيقه»، بينما أدان الرئيس التركي العقوبات «أحادية الجانب» على فنزويلا، في تغريدة مكتوبة باللغة الإسبانية.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها تعبير «شقيق» بين الجانبين. فقد سبق وأن دعم أردوغان مادورو في اتصال هاتفي، قائلاً له «أخي.. ابق صامداً»، وذلك بعدما أيدت واشنطن زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو عام 2019، رافضة الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلن مادورو فوزه فيها.

وقال مراقبون آنذاك إن أردوغان «يرد الجميل» لمادورو، الذي أعلن عن تضامنه مع الرئيس التركي عام 2016، في أعقاب المحاولة «الانقلابية» الفاشلة في أنقرة. لكنهم يرون أن الأمر لا يتوقف على الدعم السياسي، بل إن التقارب التركي-الفنزويلي يعود أيضاً لأبعاد اقتصادية، تلعب فيها «تجارة الذهب» دوراً محورياً.

تجارة الذهب والمعادن

وتسعى تركيا لتوسيع تجارتها بشكل عام، ويأتي تعميق علاقتها مع فنزويلا في هذا السياق. فحسب معهد الإحصائيات التركي، استوردت أنقرة عام 2018 معادن ثمينة بقيمة 900 مليون دولار من كاراكاس. كما أعلنت الحكومة الفنزويلية في العام نفسه عزمها وقف تنقية معادنها في سويسرا، والاستعاضة عنها بتركيا «لتجنب دفع رسوم دولية».

ومثلما يتفق أردوغان ومادور على مواقفهما المنتقدة للولايات المتحدة الأمريكية، يتشاركان مشاكل اقتصادية، جعلت من الوضع الإنساني المتردي في فنزويلا نتيجة الأزمة المالية دافعاً لحرصها على كسب المساعدات الغذائية التي تقدمها لها تركيا.

وفرضت الولايات المتحدة مجموعة كبيرة من العقوبات ضد القيادة الفنزويلية منذ الانتخابات الأخيرة. كما لم تتم دعوة مادورو، على عكس معظم قادة أمريكا اللاتينية الآخرين، لحضور قمة الأمريكتين في لوس أنجلوس هذا الأسبوع من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن.

كذلك، رفضت الإدارة الأمريكية دعوة زعيمي كوبا ونيكاراجوا إلى القمة، وهي خطوة دفعت الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور والرئيس البوليفي لويس آرسي ورئيس هندوراس شيومارا كاسترو إلى إلغاء مشاركتهم المخطط لها.

اقرأ أيضاً.. «الطاقة الذرية».. أول انتقاد لطهران منذ يونيو 2020

وتشهد فنزويلا أزمة سياسية واقتصادية حادة منذ سنوات، حيث تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود على الرغم من الثروة النفطية الهائلة للبلاد، ما أجبر ملايين الفنزويليين على مغادرة البلاد.