الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

بايدن في مواجهة الكونغرس.. مخاوف أمريكية من نفاد لقاحات كورونا

بايدن في مواجهة الكونغرس.. مخاوف أمريكية من نفاد لقاحات كورونا

الجمهوريون يرفضون مطالب الرئيس الأمريكي خوفاً من الآثار المالية المترتبة على تمويلات اللقاحات

إدارة بايدن تطالب بإعادة توجيه 10 مليارات دولار لشراء لقاحات كورونا

واشنطن أنفقت 5 تريليونات دولار على علاجات كورونا منذ بداية الوباء

تخطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإعادة توجيه نحو 5 مليارات دولار من الأموال الحالية نحو شراء لقاحات جديدة لفيروس كورونا حال إتاحتها، وسط رفض كبير من الكونغرس، وفقاً لمسؤول في الإدارة، تحدَّث لـ«واشنطن بوست» بشرط عدم الكشف عن هويته. وقال المسؤول إن الحكومة تعتزم أيضاً إعادة تخصيص 5 مليارات دولار أخرى من المساعدات المصرح بها مسبقاً حتى تتمكن من تأمين الوصول إلى باقي العلاجات، بما في ذلك حبوب منع الحمل.

ويخشى مسؤولو البيت الأبيض من أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على الحصول على لقاحات جديدة أو علاجات أخرى، لا سيما في مواجهة أية زيادة محتملة من فيروس كورونا في الخريف أو الشتاء؛ نظراً لارتفاع الطلب العالمي. ومع ذلك قد لا تكون إجراءات الطوارئ التي اتخذتها إدارة بايدن كافية لتأمين اللقاحات لكل أمريكي في حالة وصول نسخة جديدة من الجيل التالي إلى السوق، وفقاً لما ذكره مساعد ثانٍ في البيت الأبيض. وأضاف المسؤول أن هذه التحركات تحمل كلفة إضافية، لأن الجمهوريين في الكابيتول منعوا مراراً وتكراراً حزمة المساعدات القوية التي سعت إدارة بايدن للحصول عليها منذ أشهر.

10 مليارات دولار

وتخطط الحكومة الفيدرالية للحصول على ما يقرب من 10 مليارات دولار من البرامج التي من المفترض أن تساعد في إتاحة الاختبارات وإنتاجها محلياً، بالإضافة إلى المبادرات التي تهدف إلى المساعدة في تخزين معدات الحماية وأجهزة التهوية، وفقاً للمسؤول. يأتي هذا وسط أسابيع من التحذيرات المتزايدة من إدارة بايدن من أن البلاد ليست مستعدة لارتفاع آخر في الإصابات أواخر العام، التي بدأت بالفعل في الظهور هذا الصيف. وارتفعت الحالات بنحو 38% على الصعيد الأمريكي في الأسبوع الماضي، ويعتقد الخبراء أن هذه النسبة أقل من الواقع بسبب عدد الاختبارات السريعة في المنزل التي يتم إجراؤها.

رفض الكابيتول

وتواجه دعوة البيت الأبيض رفضاً صارخاً من الكابيتول، حيث بدا أن الشهية السياسية لتبنّي جولة جديدة من تمويل فيروس كورونا تتضاءل حتى قبل أن يركز المشرّعون على العنف المميت الذي يجتاح البلاد.

وراء الكواليس، ما زال كبار مساعدي البيت الأبيض يجاهدون لجذب انتباه المشرعين، على أمل إعادة طرح القضية وكسر المأزق السياسي المكلف بشكل متزايد. وطلبت إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة على جولة أخرى من المساعدات في مارس، واعتماد 22.5 مليار دولار للمساعدة في شراء الاختبارات واللقاحات والعلاجات. رغم تحذيرات كبار مساعدي الرئيس من أن ذلك لن يكون كافياً، مشيرين إلى مخاوفهم المتعلقة بالتمويل حتى قبل وصول نسخة جديدة أكثر قابلية للانتقال من البديل أوميكرون.

مخاوف من آثار الإنفاق

ويرفض الجمهوريون مطالب الرئيس الأمريكي خوفاً من الآثار المالية المترتبة على الإنفاق، حيث أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 5 تريليونات دولار منذ بداية الوباء. ويطالب الجمهوريون الديموقراطيين بإيجاد طرق لدفع أي إنفاق جديد على الوباء بالكامل بدلاً من اقتراض الأموال. ويقول البيت الأبيض إن معدل الإصابات بكورونا قد يرتفع وسط تقاعس الكونغرس عن اتخاذ أي إجراء جادة لوقف انتشار الوباء. وفي شهر مايو قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشارلز إي شومر (ديمقراطي من نيويورك) إن الغرفة ستتصرف بمجرد تلقيها مشروع قانون من مجلس النواب، والذي توقع العديد من المشرعين في الحزب أن يشمل التمويل البالغ 22.5 مليار دولار الذي سعت إليه إدارة بايدن في البداية. ومع ذلك، وبحلول شهر يونيو، لم تصل إلى مجلس النواب هذه الخطة، حتى أن بعض كبار الديمقراطيين في الغرفة قالوا الأربعاء إن مجلس الشيوخ هو من يحتاج إلى التحرك أولاً، ما يشير إلى أزمة طويلة الأمد.

عواقب وخيمة

في غضون ذلك، سعى كبار مسؤولي البيت الأبيض إلى تسليط الضوء على عواقب تقاعس الكونغرس عن اتخاذ أي إجراء. وفي حديثه إلى المراسلين في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، أعرب آشيش جها، كبير منسقي الاستجابة للوباء في أمريكا، عن قلقه من أن البلاد «ستنفد اللقاحات والعلاجات والاختبارات، لا سيما في أواخر الخريف حتى الشتاء»، وأضاف: «ليست لدينا الموارد لشراء هذه الأشياء. وتحتاج هذه المشتريات إلى أن تتم الآن، ويقلقني حقاً أن لدينا الأدوات اللازمة لفصل الصيف. لكن لن تكون لدينا الأدوات لفصلي الخريف والشتاء، ما لم يتخذ الكونغرس جهوداً ويمولنا».