الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

بوتين: روسيا القوية ستضع قواعد النظام العالمي الجديد

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ، اليوم الجمعة، إن روسيا تدخل نظاماً عالمياً جديداً بوصفها «دولة قوية وحديثة».

وقال بوتين في ختام خطاب استمر إلقاؤه 73 دقيقة أمام هذا التجمع السنوي إن «الواضح» أن قواعد النظام العالمي الجديد ستضعها «الدول القوية وذات السيادة».

فشل الهجوم الاقتصادي

قال بوتين إن العقوبات الغربية على بلاده فشلت في أن يكون لها تأثير.

موضحاً أن: «الهجوم الاقتصادي لم يكن له فرصة للنجاح من البداية، نحن شعب قوي، ويمكننا التأقلم مع أي تحدٍّ».

ووصف بوتين العقوبات التي فرضتها الدول الغربية رداً على الهجوم الروسي على أوكرانيا بـ«غير العاقل» و«المتهور». وقال إن التدابير العقابية تؤثر أيضاً على الاتحاد الأوروبي بشدة. وقال إن تكلفة الأضرار التي لحقت بأوروبا تُقدر بـ400 مليار دولار.

وفي كلمته أمام ممثلي الشركات، وجه بوتين أيضاً المزيد من الانتقادات للغرب. وقال إن الولايات المتحدة تتصرف مثل «رسول الرب على الأرض». وأضاف أن الغرب يريد أن يستعمر أجزاءً أُخرى من العالم.

عرقلة صادرات الحبوب

قال فلاديمير بوتين إن بلاده ليست مسؤولة عن عرقلة صادرات الحبوب الأوكرانية، وإن اللائمة لا تقع عليها في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وأضاف في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ «لسنا من قام بتلغيم الموانئ». وقال إنه إذا أزالت كييف الألغام البحرية فإن روسيا ستضمن سلامة الصادرات.

ومع ذلك، أوضح بوتين أيضاً أن شحنات الحبوب الأوكرانية كانت ضئيلة على المستوى العالمي. وأضاف أن أوكرانيا تصدر نحو 5 إلى 6 ملايين طن من القمح وكمية مماثلة من الذرة، مشيراً إلى أن هذه الكمية ليست مهمة للاقتصاد العالمي.

وقال بوتين إن الذي يؤثر فعلاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية هو العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وحذّر من أن الحظر المفروض على الأسمدة على وجه الخصوص يعرض المحاصيل للخطر في المستقبل.

واتهم بوتين الولايات المتحدة وأوروبا كذلك بزيادة وارداتهما من المواد الغذائية؛ ما يجعل الظروف أكثر تنافسية في الأسواق العالمية. وزعم بوتين أن هذه العملية بدأت قبل فترة طويلة من الحرب الأوكرانية، واصفاً ذلك باسم «العملية العسكرية الخاصة في دونباس».

تطبيع العلاقات مع أوكرانيا

قال الرئيس الروسي إن روسيا تتوقع استعادة العلاقات مع أوكرانيا بعد انتهاء «العملية العسكرية الخاصة» في ذلك البلد.

وأضاف بوتين، خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف «عاجلاً أم آجلاً، سيعود الوضع إلى طبيعته».

قرار صعب لكنه ضروري

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قرار روسيا شن ما تسميه موسكو «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا صعب، لكنه ضروري.

وتقول روسيا إنها أرسلت قوات إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير لنزع سلاحها وتخليصها من القوميين الذين يهددون المتحدثين بالروسية هناك. وتقول أوكرانيا والدول الغربية إن مزاعم روسيا ما هي إلا ذريعة لا أساس لها لتبرير الهجوم.

العملية الروسية ليست سبب التضخم العالمي

أكد الرئيس الروسي أن الهجوم الذي تشنّه بلاده في أوكرانيا ليس له أي علاقة بالصعوبات الاقتصادية العالمية، ولا سيما تضخم أسعار الطاقة، محملاً مسؤوليتها للغرب و«سياسته الاقتصادية الخاطئة».

وقال بوتين: «نسمع جميعاً عن (تضخم بوتين) المزعوم، خطواتنا لتحرير دونباس لا علاقة لها بذلك».

وتابع الرئيس الروسي منتقداً: «الأخطاء المنهجية للإدارة الأمريكية والبيروقراطية الأوروبية عمليتنا تمثل لهم طوق نجاة لتعليق كل شيء على ظهورنا»، كما وجه سهام انتقاده «للسياسة الاقتصادية الخاطئة» التي تتبعها الدول الغربية.

وأضاف «لقد طبعوا ووزعوا النقود واشتروا كل البضائع من أسواق الدول الأُخرى باستعمال تلك الأموال».

تواجه الولايات المتحدة والدول الأوروبية تضخماً متسارعاً وصل إلى 11% في المملكة المتحدة، وهو مدفوع خصوصاً بارتفاع أسعار الوقود. وروسيا ليست استثناءً، إذ سجلت زيادة في الأسعار بنسبة 16,7% خلال عام واحد.

واستمرت أسعار الغاز في الارتفاع الجمعة مدفوعة بمواصلة شركة غازبروم الروسية العملاقة خفض إمداداتها إلى أوروبا في سياق الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الغربية ضد موسكو.

العلاقات مع الصين ليست موسمية

قال فلاديمير بوتين إن علاقات روسيا القوية مع الصين لا ترتبط بالأحداث الجيوسياسية.

وقال بوتين، الذي أدلى بتصريحاته بعد قليل من إلقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ خطاباً مسجلاً بالفيديو أمام المنتدى، إن تعاون روسيا مع بكين تحركه إمكانيات الصين، وليس «الأحداث الجيوسياسية الأخيرة».

وسعت روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع الصين بعد أن فرض الغرب عقوبات على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا يوم 24 فبراير.

الاقتصاد الروسي سيتغلب على العقوبات

قال بوتين اليوم إن بلاده سوف تتجاوز العقوبات الغربية التي وصفها بأنها” طائشة ومجنونة”.

استهلّ بوتين خطابه في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي بإدانة مطوّلة للدول التي أكد أنها ترغب في إضعاف روسيا، بما فيها الولايات المتحدة.

وأضاف بوتين أن الولايات المتحدة” أعلنت النصر في الحرب الباردة وفي وقت لاحق جاؤوا ليعتقدوا أنهم رسل الله إلى كوكب الأرض”.

وقال بوتين ”إنها (العقوبات) لم تفلح، الشركات الروسية والسلطات الحكومية تعمل بطريقة هادئة ومهنية”.

وأضاف الرئيس الروسي” نحن نعمل على تطبيع الوضع الاقتصادي. حققنا الاستقرار في الأسواق المالية والنظام المصرفي والنظام التجاري”.

كما أشار بوتين إلى أن معدل التضخم المتوقع في روسيا تراجع بشكل طفيف، لكن التوقعات الحالية البالغة 16.7% سنوياً ما زالت مرتفعة للغاية.

زيادة الاستثمار الداخلي

حث الرئيس الروسي الشركات الروسية على زيادة استثماراتها المحلية للمساعدة في تحقيق «الإمكانات الضخمة» للبلاد وتحدي ما وصفه بمحاولات الغرب لتدمير الاقتصاد الروسي.

وهاجم بوتين خلال كلمة في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي السنوي الغرب لفرضه عقوبات غير مسبوقة على روسيا.

وقال إن بعض العملات العالمية «تنتحر» في إشارة إلى التجميد غير المسبوق لنحو 300 مليار دولار من احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية.

وأضاف بوتين أن موسكو ستتمسك «بسياسة اقتصادية شاملة تتسم بالمسؤولية» وذلك على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية والركود الذي يلوح في الأفق، والذي من المتوقع أن يصبح أكبر انكماشاً تشهده روسيا منذ ما لا يقل عن 20 عاماً.

الاتحاد الأوروبي فقد "السيادة السياسية"

قال فلاديمير بوتين إن الاتحاد الأوروبي فقد «سيادته السياسية»، وذلك في خطاب اتسم بلهجة عدائية ألقاه في المنتدى الاقتصادي السنوي الروسي.

وانتقد بوتين السياسات الاقتصادية للاتحاد مثل «طباعة النقود» لمعالجة ارتفاع التضخم.

هجوم سيبراني

قال الكرملين إنه بسبب هجوم سيبراني، خلال منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، تم تأجيل الخطاب المقرر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إنه تم تأجيل الخطاب الرئيسي، الذي كان مقرراً في الساعة 1100 بتوقيت غرينتش، ساعة واحدة، بسبب «توقف الخدمة» بسبب هجوم إلكتروني.

وخطاب بوتين هو الحدث الأبرز السنوي لاجتماع المنتدى، وكان الكرملين قد أعلن سابقاً عن خطاب تاريخي من الرئيس.