الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

نيويورك تايمز: اضطرابات إيران هي الأسوأ منذ 40 عاماً

نيويورك تايمز: اضطرابات إيران هي الأسوأ منذ 40 عاماً

إيرانيون يسيرون بجوار بنك تم إحراقه خلال الاحتجاجات. (رويترز)

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاضطرابات السياسية الضخمة التي شهدتها إيران وقابلتها بحملة قمع شديدة، هي الأكثر دموية منذ الثورة الخمينية التي اندلعت قبل 40 عاماً، حيث تسببت في مقتل ما لا يقل عن 180 متظاهراً.

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير مطول على موقعها اليوم الأحد، إن الاحتجاجات المنسقة انتشرت في أكثر من 29 محافظة إيرانية من أصل 31 محافظة، وتمت مهاجمة 50 قاعدة عسكرية إيرانية، وخرجت مدن عن السيطرة، وهو ما شكل صدمة للنظام الإيراني، بحسب ما أقر به وزير الداخلية الإيراني.

وأضافت الصحيفة أن المظاهرات العارمة قبل أسبوعين بسبب الزيادة المفاجئة في أسعار البنزين، تحولت في غضون 3 أيام إلى اضطرابات في المدن الكبيرة والصغيرة، ودعت إلى إسقاط النظام، وهو ما رد عليه النظام بحملة قمعية شديدة أدت إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، علاوة على اعتقال الآلاف من المحتجين.

وردت قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين العزل، ومعظمهم من الشباب العاطلين عن العمل أو ذوي الدخل المنخفض الذين تراوح أعمارهم بين 19 و26 عاماً، وفقاً لشهادات الشهود ومقاطع الفيديو.

وذكرت "نيويورك تايمز" أنه في مدينة ماهشهر جنوب غربي البلاد وحدها، أكد شهود وعاملون طبيون، أن أعضاء الحرس الثوري الإيراني أطلقوا النار على 100 متظاهر معظمهم من الشباب غير المسلحين بعد أن تمت محاصرتهم.

ونقلت الصحيفة عن أوميد ميمريان نائب مدير مركز حقوق الإنسان في إيران، ومقره نيويورك، قوله "إن استخدام القوة المميتة مؤخراً ضد المحتجين في جميع أنحاء البلاد لم يسبق له مثيل، حتى بالنسبة لإيران وسجلها في العنف".

وكانت آخر موجة ضخمة من الاحتجاجات في إيران في عام 2009، التي انطلقت رفضاً لنتائج الانتخابات آنذاك، وواجهتها السلطات الإيرانية أيضاً بحملة قمع شديدة خلفت 72 قتيلاً على مدى 10 أشهر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات الأخيرة تظهر حجم الإحباط الكبير لدى الإيرانيين من قادة النظام، وكذلك صعوبات الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي يواجهونها، في ظل العقوبات الشديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بخلاف الاستياء المتزايد من الجيران تجاه إيران بسبب سلوكها في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن معظم الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد تركزت في الأحياء والمدن التي تسكنها عائلات من الطبقة العاملة، وذات الدخل المنخفض، مشيرة إلى أن الرد العنيف من جانب السلطات على الاحتجاجات يكشف عن حجم الخلاف الحاد بين قادة إيران والشعب الإيراني البالغ عدده 83 مليون نسمة.