الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هل تصبح الهند مركزاً لتفشي فيروس كورونا؟

هل تصبح الهند مركزاً لتفشي فيروس كورونا؟

إجراءات احترازية في مطار اجرتالا ـ الهند. رويترز

حتى الآن لم تعلن الهند سوى عن 3 حالات إصابة بفيروس كورونا الجديد الذي أصاب أكثر من 83 ألف شخص وقضى على حياة نحو 2850 شخصاً آخرين في جميع أنحاء العالم.

ويثير الرقم الهندي المعلن، الكثير من الأسئلة حول طريقة تعامل السلطات هناك مع الوباء الجديد، خصوصاً أن البلد يعد موطناً لأكثر من 1.3 مليار نسمة، ويعاني قطاع الرعاية الصحية فيه من أزمات كبيرة.

وخلال الأيام الأخيرة، تناولت وسائل إعلام هندية وعالمية، الموضوع، مركزة على هشاشة الوضع الصحي في البلد القارة، ومشيرة إلى عوامل التقارب بين الصين والهند، ما يجعل الأخيرة معرضة لمشاكل جمة في حال تفشي الفيروس داخلها.


وأعلنت الهند تعافي الحالات الثلاث المسجلة لديها مع وضع أكثر من 23 ألف شخص قيد المراقبة الطبية، بسبب مخاوف من انتقال الفيروس إليهم.


وأشار موقع «بلومبيرغ» إلى أن الهند قد تكون تمكنت حتى الآن من السيطرة على الوباء وعلاج الحالات المسجلة، لكنها ما زالت معرضة لاحتمال تفشيه، وذلك لأسباب عدة، من أبرزها كثافتها السكانية الكبيرة ونظام الرعاية الصحية الهش وارتفاع معدل الهجرة بين السكان.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من ظهور حالات جديدة من المرض خارج الصين بشكل أسرع من تلك المسجلة داخل البلد الذي نشأ فيه الفيروس.

وفي هذا السياق، أثار اكتشاف الولايات المتحدة لحالة لا تربط صاحبها صلة بأماكن انتشار المرض، قلقاً من أن ظهوراً مشابهاً لهذا النوع من الحالات في بلد مثل الهند قد يؤدي بالفيروس إلى التغلب بسرعة على نظام الرعاية الصحية المثقل بالمشاكل.

الكثافة الكبيرة



وينقل الموقع عن الأستاذ في جامعة هارفارد كاسيسو ماياجولا قوله إن الهند تمكنت حتى الآن من تطويق انتشار الفيروس، إلا أن هذا لا يعني الانتصار النهائي في المعركة، حيث إن أي تفشٍ للفيروس بجانب الأمراض المعدية الموجودة أصلاً في هذا البلد الضخم، يعد أمراً مثيراً لقلق القطاع الصحي.

وتثير الهند قلقاً خاصاً بسبب كثافتها السكانية، حيث يعيش 420 شخصاً على كل كيلومتر مربع، مقارنة بـ148 في الصين.

ويمثل هذا الواقع تحدياً صحياً كبيراً، إذ إن الاكتظاظ البشري في البلاد يسهل المهمة أمام الفيروس للانتشار بسرعة في أوساط السكان خصوصاً في أحياء على غرار «دهارافي» في مومباي، الذي يعد ضمن أكبر الأحياء الفقيرة في العالم.

الحل الصيني

وعلى شاكلة الصين، تشهد الهند نسبة هجرة داخلية عالية، ففي إحصاء عام 2011، انتقل 450 مليون شخص من منطقة إلى أخرى، داخل الدولة، بحثاً عن فرص عيش أفضل.

ويومياً يتحرك ملايين الأشخاص من قراهم للعمل في المدن، وهذا ما يُصعِّب من مهمة السلطات في احتواء أي تفشٍ للمرض، إلا إذا تم اللجوء للحل الصيني المتمثل في إغلاق إقليم «هوبي» بأكمله.

وحسب خبراء هنود، فإن هذا النموذج ليس سهل التطبيق في الهند، حيث من الصعب التحكم في حركة السكان ومنع تفشي العدوى بينهم.

وتواجه الهند كذلك أزمة في المستشفيات والمرافق الصحية، حيث يعد إنفاق البلد على القطاع الصحي ضمن الأضعف عالمياً، إذ لا يتجاوز 3.7% من الناتج المحلي.

لهذا، يرى الخبير والأستاذ في جامعة «نيو ساوث ويلز» بادمانيسان ناراسيمهان أن فرص تفشي الفيروس في الهند عالية، مشيراً إلى عوامل من قبيل الهجرة الداخلية، والكثافة السكانية، ومحدودية الوصول إلى المرافق الصحية.