الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

واشنطن تبدأ سحب قواتها من أفغانستان.. وإرهاب داعش قد يكون «نذير شؤم»

واشنطن تبدأ سحب قواتها من أفغانستان.. وإرهاب داعش قد يكون «نذير شؤم»

جنود أمريكيون في أفغانستان. (أ ف ب)

أعلن الجيش الأمريكي، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة بدأت في سحب قواتها من أفغانستان، متخذة خطوة إلى الأمام في اتفاق السلام مع حركة طالبان، في الوقت الذي أشادت فيه أيضاً بوعد الرئيس الأفغاني أشرف غني ببدء إطلاق سراح سجناء طالبان بعد أن ماطل لأكثر من أسبوع.

ووُصِف الاتفاق الأمريكي مع طالبان، الذي تم توقيعه في 29 فبراير الماضي، بأنه مسعى من واشنطن لإنهاء 18 عاماً من الحرب في أفغانستان، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».

كانت الخطوة الحاسمة التالية هي إجراء محادثات بين الأطراف الأفغانية والتي تتفاوض فيها جميع الفصائل بما في ذلك طالبان على خارطة طريق لمستقبل بلادهم.



لكن الرئيس غني وخصمه الرئيس عبدالله عبدالله أدّيا اليمين الدستورية كرئيسين للبلاد في حفلي تنصيب منفصلين يوم الاثنين.

كما ألقى الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم داعش، يوم الاثنين، أثناء المراسم الرئاسية بظلاله على الاتفاق الأمريكي مع طالبان، والذي قد يعكس مدى جدية الحركة في المضي قدماً في عملية السلام، وربما يكون نذير شؤم بالنسبة لمستقبل هذه الصفقة التي تمت بعد جهود مضنية وتنازلات من كلا الطرفين، إضافة إلى الحكومة الأفغانية.

واتهم عبدالله ولجنة الشكاوى الانتخابات بتزوير انتخابات العام الماضي، الأمر الذي رفضته لجنة الانتخابات المستقلة الأفغانية آنذاك.

وألقى حفلا التنصيب الرئاسيين بخطط إجراء محادثات مع طالبان في حالة فوضى، على الرغم من أن غني قال يوم الثلاثاء، إنه قد بدأ في تشكيل فريق للتفاوض.



إن التخبط من جانب الحكومة الأفغانية مؤشر على المهمة الشاقة التي يواجهها المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، بينما يحاول لم شمل القادة الأفغان الخصوم.

وفي تغريدة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، قال خليل زاد إنه يأمل في أن يتمكن الزعيمان (غني وعبدالله) من «التوصل لاتفاق بشأن حكومة شاملة ومقبولة على نطاق واسع. سوف نستمر في المساعدة».

من جهته، قال المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان الكولونيل سوني ليغيت في بيان اليوم، إن الجيش بدأ «خفض عدد قواته إلى 8600 على مدى 135 يوماً».

ويُقدر عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان بنحو 13 ألفاً، منهم 8 آلاف يشاركون في تدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن الأفغانية، في حين يشارك نحو 5 آلاف في عمليات مكافحة الإرهاب، ودعم الجيش الأفغاني عسكرياً عند الطلب.

وكان غني يماطل في إطلاق سراح نحو 5 آلاف سجين من طالبان، وذلك ضمن صفقة «الولايات المتحدة - طالبان». إلا أنه وعد يوم الاثنين، بالإعلان عن قرار الإفراج عن السجناء بعدما أظهرت الولايات المتحدة وكبار الشخصيات الأجنبية دعمها بأحقية غني في رئاسة أفغانستان عن طريق إرسال ممثليهم لحضور حفل تنصيبه.

وأصدر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بياناً يوم الاثنين قائلاً: «نرحب أيضاً بإعلان الرئيس غني أنه سيصدر مرسوماً في 10 مارس بشأن إطلاق سراح سجناء طالبان».

وأضاف بومبيو أنه «يعارض بشدة» تشكيل حكومة موازية في كابول. وأرسل عبدالله عبدالله على وجه السرعة نوابه لشغل المناصب الرسمية يوم الاثنين، قبل خطة غني لإرسال نوابه إلى مكاتبهم يوم الثلاثاء.

وحذَّر المسؤول الأمريكي من «أي استخدام للقوة لحل الخلافات السياسية».

وكلا المرشحين - وبشكل خاص عبدالله - يدعمهما أمراء الحرب مع ميليشيات مدججة بالسلاح، مما يؤكد المخاوف من أنهم قد يستخدمون القوة لدعمهما.

وقالت الولايات المتحدة إن انسحابها الجزئي للقوات على مدى 18 شهراً، المنصوص عليه في الاتفاق، سيكون مرتبطاً بوفاء طالبان بوعودها للمساعدة في محاربة الإرهاب في أفغانستان، ولكن ليس بنجاح المحادثات بين الحركة والحكومة الأفغانية.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن الجماعة المتمردة ملتزمة باتفاقها مع الولايات المتحدة، ودعا واشنطن إلى القيام بدورها للتأكد من إطلاق سراح سجنائهم.

وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع أثناء حفل تنصيب غني رئيساً. كما أعلن التنظيم أيضاً مسؤوليته عن الهجوم الوحشي، الأسبوع الماضي، على تجمع للأقلية الشيعية والذي أسفر عن مقتل 32 شخصاً وإصابة العشرات.

وقالت الولايات المتحدة في اتفاقها إنها تتوقع من طالبان أن تقدم المزيد من المساعدة في محاولة تنظيم داعش الإرهابي.