الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

طبيبة بمستشفى ووهان تفضح الدور الصيني في تفشي كورونا.. وكواليس «لن تنساها»

في مسعى جديد لطمس الحقيقة، حاولت سلطات الرقابة الصينية محو مقابلة صحافية لطبيبة في ووهان، فضحت فيها الدور الصيني في تفشي كورونا المتحور، ومحاولاتها إسكات الأصوات الرافضة للتكتم على الفيروس.

تحدثت مديرة الطوارئ بمستشفى ووهان المركزي آي فين، إلى العلن بعد أن شاهدت العديد من زملائها يموتون من فيروس كورونا، منتقدة مسؤولي المستشفى لطمس التحذيرات المبكرة من تفشي المرض، وذلك في مقابلة حاولت الرقابة الصينية محوها من على الإنترنت.

وفي مقابلة مع المجلة الصينية رينيو، قالت الطبيبة آي فين، إنها تعرضت للتوبيخ بعد تنبيه رؤسائها وزملائها إلى الفيروس - شبيه مرض سارس - الذي ظهر على المرضى في ديسمبر الماضي.

والآن وقد أودى الفيروس بحياة أكثر من 3 آلاف شخص داخل الصين، بمن في ذلك 4 أطباء بالمستشفى الذي تعمل به، أحدهم طبيب العيون المبلِّغ عن الفيروس لي وين ليانغ، انضمت آي فين إلى منتقدين آخرين يخاطرون بوظائفهم، فضلاً عن التعرض للحبس، للتحدث عن الأوضاع في ووهان.

وقالت الطبيبة في المقابلة «لو عرفت ما كان سيحدث، لما كنت أهتم بالتوبيخ. كنت أود التحدث عن هذا الأمر إلى أي شخص، وأينما أمكنني».

منذ يوم الثلاثاء، تم نشر مقابلة آي فين، وتم حذفها بسرعة من مواقع التواصل الاجتماعي الصينية. وأزالت مجلة رينيو المقال وتعذّر الوصول إلى الطبيبة عبر الهاتف. وتحرك رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة لحفظ المقابلة ونشر لقطات شاشة منها.

في 30 ديسمبر، بعد مشاهدة العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا ومقاوِمة لطرق العلاج المعتادة، تسلمت الطبيبة آي فين نتائج المختبر لحالة واحدة، والتي تضمنت كلمة «سارس-كورونا فيروس». وأضافت وهي تقرأ التقرير لعدة مرات أنها شعرت بالخوف.

لقد وضعت الطبيبة دائرة على كلمة سارس، والتقطت صورة وأرسلتها إلى زميل سابق بكلية الطب، وهو الآن طبيب بمستشفى آخر في ووهان. وبحلول ذلك المساء، انتشرت الصورة في جميع أنحاء الدوائر الطبية في ووهان، حيث شاركها الطبيب الشهير لي وين ليانغ أيضاً، لتصبح أول دليل على تفشي المرض.

في تلك الليلة، قالت آي فين، إنها تلقت رسالة من مستشفاها تفيد بعدم إفشاء المعلومات حول هذا المرض بشكل اعتباطي لتجنب التسبب بالذعر. وبعد يومين، استدعاها رئيس لجنة التفتيش التأديبية بالمستشفى وقام بتوبيخها بسبب «نشر الشائعات، والإضرار بالاستقرار»، حسبما أخبرت المجلة.

وأضافت أن الموظفين ممنوعون من تمرير الرسائل والصور المتعلقة بالفيروس. كل ما كان بوسعها هو أن تطلب من فريقها ارتداء ملابس وأقنعة واقية - حتى عندما أخبرهم مسؤولو المستشفى بعدم فعل ذلك -أخبرت قسمها بارتداء سترات واقية تحت معاطفهم.

وتابعت بقولها «لقد شاهدنا المزيد والمزيد من المرضى يدخلون المستشفى، وبات انتشار العدوى أكبر»، حيث بدؤوا في رؤية المرضى الذين ليست لهم صلة بسوق المأكولات البحرية، حيث يُعتقد أنه مصدر الحالات الأولى.

وفي الوقت نفسه، «ما زال المسؤولون الصينيون يُصرِّون على أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الفيروس ينتقل بين الناس. كنت أعلم أنه يجب أن يكون هناك انتقال للعدوى بين البشر»، حسبما أفادت الطبيبة.

في 21 يناير الماضي، وهو اليوم الذي أكد فيه المسؤولون الصينيون أخيراً انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، وصل عدد المرضى القادمين إلى قسم الطوارئ بالفعل إلى 1523 شخصاً في اليوم، أي 3 أضعاف الحجم الطبيعي.

وفي المقابلة الصحافية، وصفت آي فين لحظات لن تنساها أبداً؛ رجل مسن يُحدِّق في طبيب يعطيه شهادة وفاة ابنه البالغ من العمر 32 عاماً، أو أب مريض للغاية لدرجة أنه لا يستطيع الخروج من السيارة خارج المستشفى. وبحلول الوقت الذي تحركت فيه نحو السيارة، كان الرجل قد فارق الحياة.