الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

تشكيك بأرقام وفيات الصين.. بعد خسائر كورونا في أوروبا

تشكيك بأرقام وفيات الصين.. بعد خسائر كورونا في أوروبا

في بداية تفشي الفيروس التاجي الجديد المعروف باسم فيروس كورونا أو كوفيد -19 في الصين، استمرت لجنة الصحة الوطنية في الصين بالنفي لقرابة الثلاثة أشهر، عن وجود أي إصابات أو فيروسات.

وبسبب تفشي كورونا ووصوله إلى أوروبا، دفع أنظمة الرعاية الصحية في العالم الغربي إلى نقطة الانهيار.

ونشأ الفيروس في مقاطعة ووهان الصينية في الخريف الماضي، وتحديداً في سوق المأكولات البحرية الذي يتم فيه بيع حيوانات غريبة كالخفافيش وغيرها.



واجتازت الصين الأزمة الصعبة وتمكنت من احتواء الفيروس، وسجلت مؤخراً مايقارب 39 إصابة مستوردة، ولكن هل ستجتاز أوروبا هذه الجائحة بعدما أصبحت مركز المرض.

أبلغت الحكومة الصينية في ذروة اندلاع الفيروس عن قرابة 81 ألف إصابة مؤكدة، وتوفي منهم مايقارب 3248 حالة.

بينما إيطاليا ولا سيما المنطقة الشمالية منها، أكثر الدول الأوروبية والعالمية تضرراً من الفيروس، إذ وصل عدد الإصابات إلى 53 ألفاً بينما بلغ عدد الوفيات حوالي 5 آلاف حالة.

وفي أقل من 24 ساعة سجلت إيطاليا 627 حالة وفاة، وتطور الأمر ليصل عدد الوفيات في اليوم الواحد إلى 800 حالة.

أما الولايات المتحدة هي الأفضل حالاً، وعلى الرغم من قلق علماء الطب من أن البلاد تسير على نمو مماثل لمسار إيطاليا، بلغ عدد الإصابات بها حتى اليوم مايقارب 29 حالة، مقابل 400 حالة وفاة.

ودفعت نسبة هذه الفوارق في الأرقام بين الصين والدول الغربية إلى الشك في المسؤولين الأمريكيين بأن البلاد تخفي أعداد الوفاة الحقيقية.

ولكن أصابع الاتهام تتجه بشكل أكبر إلى الصين التي يحكمها حزب شيوعي يفرض على المواطنين نظاماً قمعياً من ناحية الحرية السياسية، كما تسيطر الحكومة على جميع جوانب الاتصال.

ولكن واجهت الحكومة الصينية اتهامات لم يحسبوا لها حساباً، فقد تستر الحزب الشيوعي الحاكم على الأرقام الحقيقية للوفيات لتجنب الانتقادات.

وجدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الجمعة، مطالبة الصين بأن «تتقاسم مع العالم بأسره» المعلومات التي لديها عن وباء كورونا المستجد، مكرراً انتقاده بكين لعدم شفافيتها عند بداية ظهور الفيروس.



وقال بومبيو في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إن «حماية الناس أمر واجب، إن الشفافية وتقاسم المعلومات في الوقت المناسب أمر حيوي للغاية، إنها ليست قصة ألاعيب سياسية أو تدابير انتقامية».

وبحسب موقع The national intrest الأمريكي أخفت الحكومة الصينية أعداداً لا تحصى من الوفيات الذين توفوا جراء الإصابة بفيروس كورونا لتفادي إحراج النظام الحاكم، ونتج عن ذلك قمع خطورة المرض للعالم الخارجي، وهذا لا يزيد الخطر على الصحة العامة فحسب، بل يقوض أيضاً الثقة في المؤسسات التي نعتمد عليها لمكافحة الفيروس.

وهو مانشاهده حالياً في إيطاليا من ناحية عدد الوفيات.

وإضافة إلى العالم الغربي الذي كان ضحية القمع الصيني، الدكتور لي ون ليانغ كان أيضاً أحد الضحايا الذين حاولوا إظهار الحقائق.

والدكنور ليانغ كان يعمل طبيباً في ووهان، وحذر زملاءه في جميع أنحاء الصين في ديسمبر، من خطورة المرض، وتم اعتقاله في أوائل يناير من قبل السلطات الصينية التي أجبرته حينها على توقيع بيان يقر به بأن ادعاءاته التي تشكل تهديداً على الأمن القومي هي مجرد أكاذيب، وتوفي الطبيب في أوائل فبراير بسبب كورونا.

إلا أن السلطات الصينية اعترفت بشكل مباشر بتكتمها عن الحقائق في بداية تفشي الفيروس التاجي الجديد، حيث قامت السلطات بتبرئة الدكتور ليانغ من اتهامات ادعاء تفشي الفيروس، وهو ما اعتبره البعض اعترافاً مذهلاً من قبل الحزب الشيوعي بحسب نيويورك بوست.

وأصدرت السلطات اعتذاراً رسمياً لعائلته، وأصدرت عقوبات تأديبية بحق الضباط الذين قاموا باعتقاله.

ولم يكن ليانغ هو الضحية الوحيدة، فقد حذرت السلطات أيضاً 8 أطباء آخرين من نشر المعلومات التي اعتبرتها كاذبة، وواصل الحزب الحاكم تشديد قبضته على المعلومات حول تفشي المرض.

وهي ليست المرة الأولى التي يقوم بها الحزب الشيوعي الحاكم بالصين بخداع الرأي العام بمعلومات معينة حول الكوارث والأزمات، ففي عام 2003 عند تفشى السارس، وعندما حصلت عملية تلوث إمدادات المياه وحليب الأطفال بالمواد الكيميائية في عام 2005 واجه الحزب اتهامات مماثلة بالسلوك المخادع والقمعي.

ومن ناحية أخرى وجهت الخارجية الصينية اتهامات لأمريكا تفيد بأن الجيش الأمريكي هو من صنع الفيروس التاجي وقام بنشره في ووهان، إلا أنه لا يوجد أي دليل على ذلك.

وتواجه السلطات الصينية مخاوف من الغضب العام بشأن الفشل في احترام تضحيات العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية.



وبحسب world magazine فإن عدداً من المواطنين والمثقفين والصحافيين الصينيين ينتقدون الموقف البطولي التي تعيشه الحكومة الصينية في مكافحة الفيروس، والتغاضي عن أخطائها، معتبرين أنه من الواجب على السلطات تقديم الشكر والامتنان لسكان ووهان ولآلاف العائلات الذين فقدوا أحباءهم، ويجب شكر أكثر من 40 ألفاً من العاملين الطبيين الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ المصابين.

وكتب عدة صحافيين صينيين ينتقدون فيها الحكومة الصينية بالتستر على شدة الفيروس، واستخدام الإجراءات الصارمة لمنع السكان من مغادرة منازلهم وقول الحقائق، إلا أن المراقبين سرعان ما يقومون بحذف هذه المقالات.

ودعا هؤلاء إلى إجراء تحقيق عن كيفية بدء تفشي المرض والأخطاء التي ارتكبتها الحكومة التي لم تؤثر فقط على الصينيين، بل على الدول الأخرى التي تجاهلت التعامل مع الفيروس بسبب إخفاء السلطات لحقيقة خطورته.