الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مئات الآلاف من الأفغان في دائرة خطر كورونا بسبب إيران

مئات الآلاف من الأفغان في دائرة خطر كورونا بسبب إيران

نازحون أفغان في طريقهم إلى أفغانستان عبر حدود إيران. (من المصدر)

حذرت صحيفة «نيويورك تايمز» من أن إيران قد تكون السبب في موجة تفشي لفيروس كورونا المتحور داخل أفغانستان، نتيجة لتدفق عشرات الآلاف من النازحين الأفغان عبر الحدود من إيران، التي سجلت أكبر عدد إصابات وفيات في العالم.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن بعض العائدين من إيران مصابون بالتأكيد بالفيروس أثناء تواجدهم فيها، ويتجمعون كتفاً إلى كتف في حشود كبيرة على جانبي المعبر، حيث توجد مراحيض بدائية والصابون ومياه الشرب شحيحة.

وفي وقت لاحق، صعدوا على متن سيارات الأجرة والحافلات المحملة فوق طاقتها في رحلة تستغرق ساعتين إلى مدينة هرات، غرب أفغانستان المزدحم والمكتظ، حيث ينامون في بيوت مزدحمة وغرف ضيقة خلف المطاعم.

ومن هرات، استقل عشرات الآلاف من الوافدين الجدد حافلات وشاحنات محملة فوق طاقتها في طريقها إلى العاصمة كابول. ومن هناك، عادوا إلى منازلهم المزدحمة في كابول أو سافروا بعد ذلك إلى المقاطعات النائية - وهي ناقلات محتملة لنشر الفيروس بجميع أنحاء البلاد.

وعاد أكثر من 115 ألف أفغاني من إيران في الفترة ما بين 8 و21 مارس الجاري، وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية.

وقالت الوكالة إنه حتى إذا تم إغلاق المعبر الحدودي، فإن الأفغان الذين يريدون العودة إلى منازلهم يمكنهم إيجاد طريقة بسهولة، بالنظر إلى مدى سهولة اختراق الحدود.

وقال حاكم ولاية هرات عبدالقيوم رحيمي، إنه في بعض الأيام، تم قياس درجات حرارة نحو 10% فقط من الوافدين.

وأضاف أنه تم اختبار حفنة من الناس للفيروس، ولا يوجد في المحافظة عدد كافٍ من العاملين بالمجال الصحي أو القفازات أو الأقنعة أو أجهزة قياس الحرارة.

ومدينة هرات، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف شخص، هي مركز الفيروس في أفغانستان، لكن الحياة استمرت فيها بشكل طبيعي هذا الأسبوع.

وتجمع الناس في الأسواق المزدحمة والمساجد والحدائق، وهم يُحيُّون بعضهم البعض عن طريق العناق والقبلات التقليدية على الخد. كما أن بعض العائدين لم يكونوا في أفغانستان لمدة 10 أو 15 عاماً، لذلك تجولوا في المدينة في مجموعات كبيرة، لمشاهدة المعالم السياحية.

من جهته، قال وزير الصحة الأفغاني فيروز الدين فيروز، يوم الثلاثاء: «نخشى أن تتحول هرات إلى ووهان أخرى»، في إشارة إلى المدينة الصينية التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى.

وفرض محافظ هرات إغلاقاً للمدينة، وطلب من السكان التعاون مع قوات الأمن، مضيفاً أنه سيتم استثناء الأشخاص الباحثين عن الطعام أو العلاج.

لكن خلال عيد النوروز الفارسي، الذي بدأ من الجمعة وحتى الأحد الماضي، تحدى الآلاف من سكان هرات أمراً أصدره رئيس البلاد أشرف غني بحظر جميع التجمعات للعطلات، واحتفلوا في حشود كبيرة ونظموا نزهات عائلية في الأماكن العامة.

وقالت وزارة الصحة إن هرات أبلغت عن 58 حالة من أصل 80 حالة إصابة مؤكدة في أفغانستان، كما تم الإبلاغ عن وفاة شخصين فقط بالفيروس في جميع أنحاء البلاد، وتعافى 3 مرضى.

وقال وزير الصحة إن الوزارة تتوقع أن نصف سكان أفغانستان الذين يقدر عددهم ما بين 32 و34 مليون شخص سيصابون بالفيروس، وأن أكثر من 110 آلاف شخص سيموتون على الأرجح ما لم يتم فرض إجراءات إبعاد اجتماعي صارمة.