الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

دموع صينية.. صفحة مكتشف كورونا «حائط مبكى» على سوشيال ميديا

دموع صينية.. صفحة مكتشف كورونا «حائط مبكى» على سوشيال ميديا

ورود بجوار صور الطبيب لتأبين روحه.(رويترز)

تحولت صفحة الطبيب الصيني لي وينليانغ الذي كان أول من حذر من فيروس كورونا المستجد وتوفي به، إلى حائط مبكى، يذهب إليها الصينيون ويبثون فيها حزنهم ويعبرون عن ألمهم لما فقدوه جراء الفيروس القاتل وامتنانهم لتضحية الطبيب البطل.



وتوفي لي وينليانغ، وهو طبيب في مدينة ووهان الصينية، بعد إصابته بالفيروس التاجي في 6 فبراير عن عمر 34 عاماً. وقبل ذلك بشهر، تواصل مع أصدقائه عبر مجموعة على الإنترنت لتحذير أصدقائه من فيروس غريب ومميت منتشر في مستشفاه، لكنه تعرض للتهديد والإسكات من قبل السلطات الحكومية. وبعد وفاته أصبح بطلاً وشهيداً في عيون الصينيين عندما ثبتت صحة تحذيراته.



وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنه بعد وفاة الطبيب لي وينليانغ، بدأ الناس في زيارة آخر مشاركة له على موقع التواصل الاجتماعي الصيني «ويبو»، لتسجيل حزنهم والبحث عن عزاء للنفس عن فقدان الأحبة، حتى إن البعض أطلق عليها حائط المبكى في الصين.



يأتون ليقولوا «صباح الخير» و «ليلة سعيدة». ويقولون له إن الربيع قد وصل وإن أزهار الكرز تتفتح. يقولون له إنهم وقعوا في الحب أو إنهم تركوا من يحبون أو انفصلوا. يرسلون له صوراً لوجبة الدجاج المقلية، وجبته الخفيفة المفضلة. ويهمسون له بأنهم يفتقدونه.



وبينما قتل الفيروس المميت عشرات الآلاف حول العالم، سيكون لكل مجتمع طريقته الفريدة في التعامل مع الخسارة والحزن. في دولة ملحدة إلى حد كبير ولكنها روحية ذات تقاليد قليلة في الصلاة، يسمح حائط المبكى الرقمي للصينيين بمشاركة حزنهم وإحباطهم وتطلعاتهم مع شخص يثقون به ويحبونه.



هنا يكتب الناس أفكارهم ويغادرون، لا يجادلون أو يتهمون.. عندما يردون على بعضهم البعض يتركون رموز العناق الرقمي والتشجيع في مشهد مؤثر، في مكان يعد ملجأ للأشخاص المصابين بصدمات نفسية، يأتون إليه لأنهم يعتقدون أن الكثير من الناس هنا يتبادلون الشعور ذاته.



لقد كان الدكتور لي مستخدماً نشطاً لـ«ويبو»،، الموقع الذي يعادل تويتر في الصين تقريباً منذ عام 2011. وقد نشر رسالته الأخيرة في 1 فبراير قائلاً «اليوم نتيجة اختبار الحمض النووي إيجابية.. لقد استقر الغبار وتم تأكيد التشخيص أخيراً».



مات بعد 5 أيام.



تحت هذا المنشور ترك مستخدمو «ويبو» أكثر من 870 ألف تعليق. بعض الناس ينشرون عدة مرات في اليوم، ويخبرونه كيف كان صباحهم وكيف مر المساء عليهم. فقط الممثلون ونجوم البوب ​​الكبار في الصين يمكنهم الحصول على هذا الكم من التعليقات، ولكن حتى تلك التعليقات لهؤلاء النجوم لم تكن تحظى بهذا الكم من التفاعل الكبير والعاطفي الذي ظهر عند آخر مشاركة للدكتور لي.



يشعر المستخدمون بالراحة في التحدث إلى الدكتور لي. إنهم يعرفون أنه لن يوبخهم أو يحكم عليهم من خلال ما يقولون. إنهم يعرفون، بعد قراءة أكثر من ألفي مشاركة له، أنه كان روحاً لطيفة وشخصاً طيباً. لقد كان شخصاً عادياً مثلهم تماماً استمتع بالطعام والمرح وأحياناً سئم من العمل في هذه الوظيفة الشاقة. سيفهم بالطبع فضفضتهم إليه.



آلاف التعليقات كتبها مستخدمو الموقع الصيني تعليقاً على منشور لي، الذي أصبح شهيداً وبطلاً، في يوم الـ26 من مارس وهو اليوم السابع من الأسبوع السابع لوفاة الطبيب الصيني الشاب وهو اليوم الذي يعتقد فيه الصينيون أن الروح تغادر فيه الجسد وتتحول إلى روح جديدة.



هو اليوم ذاته (26 مارس) الذي بدأت فيه ووهان السماح لسكانها باستعادة رماد أحبائهم، حيث اصطف الناس في طوابير طويلة أمام أماكن تجهيز الموتى، وأثارت صور هذه الجموع مناقشات على وسائل التواصل الاجتماعي حول النطاق الحقيقي لتفشي المرض ومصداقية عدد القتلى الرسميين في ووهان. وقد تم بعد ذلك فرض رقابة على العديد من الصور.