الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

الصين تستخدم آلتها الدعائية لبث الكراهية ضد الأجانب في خضم أزمة كورونا

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن آلة الدعاية الحكومية الصينية تسلط الضوء على أخطاء الدول الأخرى، وتعذي الغضب والكراهية تجاه الأجانب والمنتقدين المحليين على حد سواء، وذلك في محاولة لصرف الانتباه عن أخطاء الداخل.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الإعلامي تريفور نواه مقدم برنامج «ذا ديلي شو»، قد حظي بالإشادة على الإنترنت الصيني بسبب نقده اللاذع لسوء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأزمة وباء فيروس كورونا، وكذلك فعل جيري كوال، وهو أمريكي يصنع مقاطع فيديو باللغة الصينية تروي الوضع الصعب في نيويورك.

إن استجابة الصين للفيروس لها منتقدوها في الداخل، حيث عانى أحد سكان مدينة ووهان المنكوبة بالفيروس، ويكتب تحت اسم فانغ فانغ، من هجمات على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب توثيقه حالة اليأس والشقاء في الحياة اليومية في مذكرات على الإنترنت.

كما أن كثيراً من الأشخاص الذين يثنون على نواه، كانوا ينتقدون فانغ فانغ، لقوله الحقيقة عن الصين.

هذا، واختفى 3 صحافيين مواطنين بعدما نشروا مقاطع فيديو من ووهان في الأسابيع الأولى من تفشي الفيروس، ويُعتقد على نطاق واسع أنهم محتجزون لدى الحكومة.

استخدمت وسائل الإعلام الصينية كلمات مثل «البرزخ» و«نهاية العالم» لوصف مشاهد المستشفيات المأساوية في إيطاليا وإسبانيا، لقد نشروا صوراً للعاملين بالمجال الطبي في بريطانيا والولايات المتحدة وهم يرتدون أكياس القمامة كملابس وقاية.

حدثت الكثير من المآسي نفسها في الصين، لكن هذه التقارير كانت تسمى «إشاعات» وتم حظرها.

بالنسبة للحزب الشيوعي الحاكم، كان الحفاظ على صورة إيجابية للجمهور الصيني لفترة طويلة جزءاً مهماً في الحفاظ على شرعيته، لكن تم تحطيم هذه الصورة الزائفة أثناء تفشي الفيروس في أواخر يناير وفبراير الماضيين، حيث غمر المرضى المحتضرون المستشفيات وتوسل العاملون في المجال الطبي على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على معدات وقاية.

وبدأ بعض الناس يتساءلون عن سبب حجب الحكومة للمعلومات في وقت مبكر ومن يتوجب عليه محاسبتها.

دفعت وفاة لي وين ليانغ، الطبيب الذي حذر من كورونا في مدينة ووهان، بؤرة تفشي الفيروس في 6 فبراير الماضي، العديد من الصينيين للمطالبة بحرية التعبير، أصبحت المشاعر عبر الإنترنت أكثر تشككاً، وتحدى العديد من الشباب بشكل صريح رسالة الحزب.

باستخدام شفافية الغرب والتدفق الحر للمعلومات، أظهرت وسائل الإعلام الحكومية مدى سوء إدارة الآخرين للأزمة. رسالتهم: يجب على تلك الدول نسخ نموذج الصين، ولحسن الحظ، كثفت آلة الدعاية هجماتها على أي شخص تجرأ على التشكيك في طريقة تعامل الحكومة مع الوباء.

بالنسبة للعديد من الناس في الصين، يستخدم بعض الشباب مزيجاً من الأكاذيب والحقائق المجتزأة، ويشنون هجمات عبر الإنترنت ضد الأفراد والدول التي تتعارض مع إيمانهم باستجابة الصين المتفوقة في التعامل مع الوباء.