الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

كوريا الشمالية: هل تقود امرأة الجيل الرابع لسلالة كيم أم تقلب «الذكورية» الموازين؟

كوريا الشمالية: هل تقود امرأة الجيل الرابع لسلالة كيم أم تقلب «الذكورية» الموازين؟

القوية ذات الوجه الملائكي.. تخشاها دوائر الحكم.



سيناريوهات عدة يتداولها المراقبون للشأن الكوري الشمالي لما ستؤول إليه الأوضاع في البلاد، على خلفية التكهنات المثارة حول الحالة الصحية للزعيم كيم يونغ أون، ومن سيخلفه في الحكم.



تتفاوت التحليلات بين مخاوف من فراغ في السلطة قد يؤدي إلى انهيار كامل لكوريا الشمالية، أو احتمالية «قيادة جماعية» تنهي حكم الأسرة، ويرأسها المسؤول البارز تشوي ريونغ هاي، أو احتمال عودة الشقيق الأكبر لكيم، الذي اعتزل العمل السياسي وانزوى عن الأضواء منذ سنوات.



أما التوقعات الأبرز فتدور في فلك الشقيقة الصغرى لكيم، القوية ذات الوجه الملائكي.

وعلى الرغم من تحذير المراقبين من أن «ذكورية» المجتمع الكوري الشمالي المحافظ، قد تقلب الموازين، إذا ما رفض المرأة لقيادته، إلا أنها تبقى المرشحة الأوفر حظاً للحفاظ على سلالة العائلة الحاكمة.



ليست المرة الأولى التي تتركز فيها الأنظار على الشقيقة كيم يو يونغ (31 عاماً).

فقد جذبت أنباء ترقيها واعتلائها سلم السلطة على مدار السنوات الماضية المراقبين إليها. ومع أنباء خضوع شقيقها، رغم صغر سنه (38 عاماً)، لعملية جراحية في القلب والأوعية الدموية، نتيجة معاناته من مضاعفات التدخين والبدانة والإرهاق، عادت إلى الواجهة من جديد.



كان كيم قد غاب بشكل لافت عن احتفال الذكرى السنوية لمولد جده في منتصف أبريل الجاري. ما عزز الشائعات حول احتمالية وفاته، ثم تلا ذلك تسريب أنباء حول إرسال الصين، حليفة بيونغ يانغ، لفريق طبي يقدم المشورة لكيم.

كل ذلك وسط تكتم تام من قبل بيونغ يانغ، التي التزمت الصمت متجاهلة كل تلك الشائعات.



ووسط مخاوف من تفجر صراع على الحكم في الدولة المعزولة التي وأد نظامها كافة أشكال المعارضة على مدار عقود، تتركز الأضواء على شقيقة كيم، التي يعتبر سياسيون ومحللون أمريكيون أنها «تتخذ قرارات سياسية مهمة جداً»، و«تتمتع بنفوذ قوي» جعل دوائر الحكم «تخشاها بشدة».



وفقاً لنص دستور 1972 لكوريا الشمالية، فإن نظام الحكم جمهوري رئاسي اشتراكي. لكن منذ تولي مؤسس الدولة الجد كيم إيل سونغ الحكم، تطبق كوريا الشمالية نظام الحزب الواحد، بل العائلة الواحدة.



وفي عام 2015، أدخلت تعديلات دستورية منحت كيم تغييراً كان يحلم به، فأصبح يحمل رسمياً لقب رئيس دولة كوريا الشمالية والقائد الأعلى لجيشها، بعدما كان يطلق عليه قبل التعديل الدستوري «الزعيم الأعلى».

وكان رئيس الدولة في السابق منصباً شرفياً يتولاه رئيس البرلمان.



وتجمع كوريا الشمالية بين نظام شيوعي لينيني، ونظام خلافة الأسرة، في وضع سياسي فريد، هدفه تمرير حكم الفرد الواحد، بحيث يُسمح «لولي العهد بالخلافة، باعتبار أنه الوريث لفكر أبيه».



لذلك فإن كوريا الشمالية تحكمها، منذ 72 عاماً، 3 أجيال متلاحقة من عائلة كيم، بداية من سونغ الجد، مؤسس الجمهورية، مروراً بكيم يونغ إيل الابن، وصولاً إلى كيم مترأسين جميعاً على التوالي حزب العمال الكوري الحاكم.



كل ما يتعلق بأسرة كيم، سواء أخبار شخصية أو تلك التي تتعلق بتقلد مناصب في السلطة، يحاط عادة بالسرية والغموض، لكن هناك دائماً تسريبات وتقارير تنشرها مراكز أبحاث تابعة لمنشقين، يتخذون من سول أو واشنطن مقاراً لهم.



وترتقي كيم يو يونغ، المرأة القوية بنظر المراقبين، منذ سن المراهقة سلم السلطة، حتى باتت ثاني أهم شخص في البلاد بعد شقيقها، بحسب تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية. وذلك رغم أن القيادي تشوي ريونغ هاي، يحتل المرتبة الثانية رسمياً في التسلسل الهرمي الحالي للسلطة. لكن نظراً إلى أنه ليس من أفراد العائلة، تحوم التساؤلات حول مدى شرعيته.



ومؤخراً، صعَّد كيم شقيقته خلال آخر اجتماع حكومي لتصبح عضواً مناوباً في المكتب السياسي لحزب العمال الكوري الشمالي. وسبق ذلك غيابه عن الساحة بأيام.



وكيم التي أنهت تعليمها الجامعي عام 2000 في سويسرا، قبل أن تلتحق بالجامعة العسكرية في بلادها، درست أيضاً الاقتصاد السياسي وعلوم الكومبيوتر.



ووسط هالة من الغموض تحيط بأفراد العائلة الحاكمة، يتردد أنها تزوجت عام 2015، لكن صحيفة «وول ستريت جورنال» نفت تلك الأنباء، وما صاحبها من شائعات حول حملها.



وظهرت كيم في العديد من المناسبات الاجتماعية إلى جوار شقيقها، بل رافقته في المناسبات السياسية على أعلى مستوى، مثل مؤتمر القمة مع الرئيس دونالد ترامب قبل سنوات، كما كانت مبعوثة بيونغ يانغ إلى كوريا الجنوبية أثناء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، ما بعث دفئاً نادراً في العلاقات بين الغريمتين.



وأشار إليها الرئيس ترامب مؤخراً لدى سؤال صحفي عن معلوماته حول صحة كيم، ليفاجأ المراسلون الصحفيون بنقله دفة الحديث إليها، قائلاً إنه سبق وقابلها خلال القمة الأمريكية الكورية الشمالية عام 2018.