الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

اليوم العالمي لحرية الصحافة.. مطالب بإنقاذ الصحفيين في إيران وتركيا واليمن

اليوم العالمي لحرية الصحافة.. مطالب بإنقاذ الصحفيين في إيران وتركيا واليمن

اليونسكو تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة الاحد.(أرشيفية)

تحيي منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، غداً الأحد، اليوم العالمي لحرية الصحافة، في ظل ظروف صعبة يمر بها العالم جراء انتشار جائحة كورونا، بينما يناضل الصحفيون للعمل وسط مخاطر الفيروس الذي أودى بحياة مئات الآلاف وأصاب الملايين حول العالم.

ويأتي الاحتفال هذا العام فيما لا يزال صحفيون يقبعون فيه خلف القضبان وآخرون يواجهون التقييد والملاحقة من قبل أنظمة عرفت بأنها الأسوأ في مجال الحريات وعلى رأسها إيران وتركيا.

وأعربت منظمة «مراسلون بلا حدود» في بيان اليوم السبت عن قلقها بشأن مصير عدد من الصحفيين في إيران، وتركيا وحذرت من الاعتداءات عليهم بالإشارة إلى سجل هذه الأنظمة القمعية في الاعتداء على النشطاء والصحفيين.

وأكد حقوقيون تحدثوا لـ«الرؤية» أن القمع والمصادرة لحرية العمل الصحفي سمة جمعت نظام الملالي في إيران، وميليشيات الحوثي في اليمن.

وقال رئيس المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، حكيم الكعبي، إن حرية الصحافة في إيران منعدمة، وإن هذا الوضع يعيشه الشعب الإيراني منذ عهد الشاه، وازداد صعوبة بعد سيطرة النظام الحالي على زمام الأمور.

وأضاف لـ«الرؤية» أن السلطات الإيرانية صادرت عدداً كبيراً من الصحف، ونكلت بالصحفيين المعارضين، ومن المحظورات لديها أن تُنشر كلمة واحدة تختلف مع توجهات النظام الحاكم.

وأشار إلى أنه في مناطق الشعوب غير الفارسية في إيران مثل الأكراد أو الأحواز، يزداد الأمر صعوبة، فقد صادرت السلطات صحيفة أحوازية ناطقة بالعربية، وأخرى ناطقة باللغتين العربية والفارسية، مؤكداً أن السجون الإيرانية تضم أكبر عدد من النساء الصحفيات المعتقلات حول العالم، وأنه لا يوجد حصر دقيق لعددهن.

وأوضح أن محكمة إيرانية واحدة تحوي ملفات 250 صحفياً حكم عليهم بالسجن بسبب آرائهم المعارضة لنظام الملالي، وأن منطقة الأحواز العربية ليس بها قناة تلفزيونية واحدة أو جريدة واحدة تعبر عن أهل الإقليم، حتى الذين لجؤوا للكتابة في مدونات عبر الإنترنت أو مواقع التواصل تعرضوا للملاحقة والاعتقال، مُطالباً مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالضغط على السلطات الإيرانية للإفراج عن الصحفيين، والسماح بإصدار الصحف وعدم مصادرتها وملاحقة العاملين بها.

وفي اليمن، أكد رئيس مركز حقي لحقوق الإنسان، هاني الأسودي، أن حرية الصحافة أصبحت ضرباً من الخيال، خاصة منذ دخول الحوثي إلى صنعاء نهاية عام 2014، وسيطرته على كل وسائل الإعلام فيها.

وقال لـ«الرؤية» إن الميليشيات الانقلابية سيطرت على 8 قنوات تلفزيونية رسمية، وأغلقت نحو 240 صحيفة ومطبوعة، واضطرت بعض القنوات إلى الهجرة والبث من مصر والسعودية، هرباً من الملاحقات المتكررة والخوف من الاعتقال أو القتل العشوائي.

وأوضح أن الحوثيين اعتقلوا نحو 200 مراسلاً وصحفياً من الذين لا يدينون بالولاء للميليشيات الانقلابية، مؤكداً أنهم رفضوا أيضاً، الإفراج عن أي منهم بعد اتفاق ستكهولم الذي نص صراحة على إطلاق سراح المعتقلين.

وأشار إلى أن هناك 4 صحفيين في صنعاء يواجهون الموت، بعد حكم بالإعدام من محكمة سياسية غير دستورية اتهمتهم بالخيانة والتعاون مع التحالف العربي لدعم الشرعية، مؤكداً ضرورة التدخل الدولي من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للضغط على الحوثي لإنقاذ حياة الصحفيين المحكومين بالإعدام.

بدوره، اعتبر الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين، في الأردن، نضال منصور، أن حرية الإعلام في عالمنا العربي أيضاً تواجه تحديات وقيود شديدة جداً في بعض الأحيان، وانتهاكات متعددة الأشكال، تبدأ من عدم الوصول للمعلومات وحجب المعلومات والتضييق على الصحفيين ومنعهم من التغطية في مناطق الاحتجاجات وتصل للاعتداءات الجسدية عليهم أيضاً.

وقال لـ«الرؤية» إن التقارير الوطنية والإقليمية والدولية، ترصد الخروقات التي تمارس في حق الصحفيين، الآن في ظل جائحة كورونا، والتي تزايدت بشكل ملحوظ، في ظل قوانين الطوارئ وحظر التجول في بلدان عربية كثيرة.

وأشار إلى أن هذه القيود، حدت من قدرة الصحفي على العمل أو الوصول للمعلومة، وأن قوانين الطوارئ تنتهك المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وفي القلب منها المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الخاصة بحرية الرأي والتعبير.

وأكد أن القوانين الاستثنائية يجب أن تكون تناسبية وشرعية، وتتعامل مع مبدأ الضرورة، إلا أن كثيراً من البلدان لا تلتفت إلى هذه المعايير، مُشدداً على ضرورة تقصي وحصر الانتهاكات الواقعة في حق الصحفيين في ظل جائحة كورونا.