الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

احتجاجات في اليابان ونيوزيلندا تطالب بالتغيير وتندد بوفاة فلويد

احتجاجات في اليابان ونيوزيلندا تطالب بالتغيير وتندد بوفاة فلويد

خرج المئات من المحتجين في مسيرة سلمية في أحد متنزهات العاصمة اليابانية طوكيو اليوم الأحد رافعين لافتات مكتوب عليها «حياة السود مهمة» في تأكيد لحالة الغضب العارمة إزاء مقتل جورج فلويد حتى في بلد غالباً ما يوصف بأنه متجانس وبعيد تماماً عن المشكلات العرقية.

متسواكي شيدارا وقف ضمن حشد في متنزه يويوغي بارك، ويقول إن اليابان بها الكثير من مشكلات التمييز، لكن يتم التغاضي عنها.

قال شيدارا وهو يضع قلادة مرسوم عليها حروف كلمة «حب» باللغة اليابانية، والتي يعتبرها كلمته المفضلة: «في البداية نحن جميعاً بشر، لكننا منقسمون بسبب الجنسية والنوع والدين ولون البشرة».

وأضاف شيدارا الذي يعمل في أحد المطاعم: «ما يجري في الولايات المتحدة يبرز أن العنصرية ما زالت مستمرة بعد 400 عام».

ميو كوساكا، مشاركة أخرى في الاحتجاجات قالت إنها كانت عرضة للتمييز أحياناً وهي تكبر في بيجين وطوكيو، لأنها ولدت لأبوين من الصين واليابان.

قالت كوساكا التي تدرس التصميم في كلية أمريكية: «أعتقد أنه من الخطأ التمييز بناء على المظهر، وأريد أن أبعث برسالة مفادها أن الشعب الأمريكي حليف لليابان.. بعض الناس لا تعرف حتى ما هو التمييز، يجب رفع الوعي».

وتواصلت الاحتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة وأيضاً في أوروبا بما في ذلك بلجيكا وألمانيا وبريطانيا وكذلك في أستراليا حيث يسعى الشعب لمواجهة العنصرية ويطالب بالتغيير.

خرج المتظاهرون للشوارع في الـ25 من مايو، بعد مقتل جورج فلويد، وهو رجل من أصول أفريقية قال إنه لا يستطيع التنفس، بعدما وضع شرطي أبيض ركبته على عنقه في مينيابوليس لمدة قاربت على التسع دقائق.

في نيوزيلندا، احتج الآلاف في أوكلاند وويلينغتون الأحد. بدأ احتجاج أوكلاند في ساحة أوتي المركزية وانتهى أمام القنصلية الأمريكية، حيث وقف المتظاهرون دقيقة صمت تكريماً لفلويد.

قالت الناشطة الاجتماعية جوليا وايبوتي «عندما لفظ جورج فلويد أنفاسه الأخيرة، سمح لنا ذلك بالتنفس»، في إشارة إلى آثار قضية العنصرية والقمع الذي يتعرض له الكثيرون.

وأضافت وايبوتي أنه بينما كان النيوزيلنديون يظهرون تضامناً مع الأمريكيين، فإن إبراز التمييز في الداخل أمر بالغ الأهمية.

في ويلينغتون، عاصمة نيوزيلندا، سار المتظاهرون من ساحة سيفيك إلى مقر البرلمان، ورددوا «حياة السود مهمة» وحملوا لافتات بشعارات بما في ذلك «العنصرية وباء، فلنحاربها!»

أبرزت نسبة الإقبال في طوكيو الأحد كيف كانت اليابان متحفظة تاريخياً في التعامل مع التنوع، وهي تحاول الآن فهم حركة «حياة السود مهمة» والتعامل مع تاريخها الخاص بالتمييز.

تعود هذه المواقف إلى العصر الإقطاعي، مع الطبقة الدنيا (بوراكو)، وتشمل في الآونة الأخيرة ذرية الزواج بين اليابانيين وغير اليابانيين. ويطلق على الأطفال اسم (هافو) المشتق من كلمة «النصف»، الذي يستاء منه النقاد باعتباره وصفياً عنصرياً.

في الأسبوع الماضي، اجتذبت مسيرة ترفع قضايا مماثلة في طوكيو عدة مئات من الأشخاص، بينما اجتذبت مسيرة أخرى في أوساكا، وسط اليابان، نحو 2000 شخص.

من المقرر تنظيم المزيد من مسيرات (حياة السود مهمة) الأسبوع المقبل في مدينة فوكوكا الجنوبية الغربية ومدينة ناغويا المركزية. تعكس المسيرات كيف أصبح المزيد من الناس من خلفيات مختلفة جزءاً من اليابان الذي أصبح يشهد إيقاعاً سريعاً للعولمة.

بالرغم من أن اليابان لا تشتهر بوحشية الشرطة، فقد تقدم الناس مؤخراً، حيث اشتكوا من أن الشرطة عاملت الأجانب، وخاصة السود، بشكل غير عادل، أو أوقفتهم دون سبب أو تعاملت مع الأشخاص بقوة غير ضرورية.

قالت كازونا ياماموتو، وهي امرأة يابانية تعيش في تشيلي شاركت في مسيرة الأحد في طوكيو: «لا توجد دولة خالية من العنصرية، وأعتقد أن البلدان التي لا تصور ذلك هي فقط التي يجهل فيها الناس المشكلة».

وأضافت ياماموتو «هناك عدم مساواة لأن بعض الناس بالتأكيد يستفيدون من ذلك».

كما أبدت نجمة التنس اليابانية نعومي أوساكا، وهي أعلى رياضية أجراً في العالم، صوتاً قوياً في رفع مستوى الوعي بالعنصرية في اليابان.

أعربت أوساكا، وهي ابنة لوالدين من هاييتي واليابان، عن تعاطفها مع حركة حياة السود مهمة، ونشرت صورة لكولين كايبرنيك، لاعب اتحاد كرة القدم الأمريكي الذي ركع خلال النشيد الوطني الأمريكي، احتجاجاً على العنصرية ووحشية الشرطة.

قالت أوساكا في تغريدة حديثة «أكره عندما يقول الناس بشكل عشوائي إنه لا ينبغي للرياضيين المشاركة في السياسة والتسلية فقط. أولاً، هذه قضية تتعلق بحقوق الإنسان. ثانياً، ما الذي يمنحك الحق في التحدث أكثر مني؟».