الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

قمة افتراضية لآسيان تركز على كورونا والنزاعات البحرية

قمة افتراضية لآسيان تركز على كورونا والنزاعات البحرية

يعقد قادة جنوب شرق آسيا (آسيان) الجمعة قمة سنوية عبر الفيديو لإظهار الوحدة ومناقشة صندوق طوارئ إقليمي للتخفيف من الآثار الهائلة لأزمة جائحة كورونا. وستكون أيضاً نزاعات بحر الصين الجنوبي المثيرة للانقسامات منذ أمد بعيد في دائرة الضوء.

وكانت فيتنام، الرئيسية الحالية لآسيان، قد خططت لعقد اجتماعات مباشرة، لكن تقييم معظم الدول الأعضاء أكد أن السفر ما زال محفوفاً بالمخاطر بالنسبة للزعماء. ومع ذلك، نظمت مراسم افتتاح تضمنت عروضاً غنائية ورقصات تقليدية في هانوي وحضرها نحو 200 مسؤول فيتنامي ودبلوماسي أجنبي. وظهر هؤلاء بدون أقنعة وجلسوا بالقرب من بعضهم البعض بينما كان رؤساء الدول يشاهدون على الشاشات عن بُعد.

وقال رئيس الوزراء الفيتنامي نوين شوان فوك إن «جائحة كوفيد-19 هي اختبار لآسيان». وأضاف أن العدوى «تؤجج التحديات الكامنة في نطاق البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، وتساعد على تصعيد الخلافات بين القوى الكبرى.

تأثرت دول جنوب شرق آسيا بهذا الوباء بشكل مختلف، حيث تصارع إندونيسيا الأكثر تضرراً مع أكثر من 50 ألف إصابة وأكثر من 2600 حالة وفاة، وأعلنت دولة لاوس الاشتراكية الصغيرة عن 19 حالة إصابة فقط.. ومع ذلك، فإن المنطقة المتنوعة التي يبلغ عدد سكانها 650 مليون نسمة كانت بؤرة لكوفيد-19 في آسيا، بحصيلة إجمالية للإصابات تزيد على 138 ألف حالة مؤكدة متجاوزة بشكل كبير حالات الصين، حيث بدأ تفشي المرض.

كانت الخسائر الاقتصادية شديدة، حيث واجهت الاقتصادات الرائدة في آسيان، بما في ذلك سنغافورة وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا، واحدة من أشد حالات الركود منذ عقود.

تقول فيتنام نيابة عن دول الآسيان في مسودة البيان الذي سيصدر بعد قمة الجمعة «لقد أدركنا الكلفة الكبيرة والتحديات غير المسبوقة للمنطقة والعالم بسبب جائحة مرض فيروس كورونا».

«لقد لاحظنا بقلق بالغ التكاليف البشرية والاجتماعية الاقتصادية التي سببها كوفيد-19وما زلنا ملتزمين بتنفيذ سياسات هادفة لغرس الثقة بأن الآسيان في طليعة هذه المعركة الحاسمة».

سيكون المشروع ذو الأولوية العالية إنشاء صندوق استجابة لكوفيد-19، والذي يمكن استخدامه لمساعدة الدول الأعضاء على شراء الإمدادات الطبية والبزات الواقية. وتعهدت تايلاند بالمساهمة بـ100 ألف دولار، ومن المتوقع أن يعلن شركاء آسيان، بما في ذلك الصين واليابان وكوريا الجنوبية، عن مساهماتهم بعد وضع اللمسات الأخيرة على شروط الصندوق، حسبما قال دبلوماسي كبير من جنوب شرق آسيا لوكالة أسوشيتد برس.

قال الدبلوماسي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه تم أيضاً اقتراح مخزون إقليمي من المستلزمات الطبية وستقوم المجموعة بإجراء دراسة تمولها اليابان حول إمكانية إنشاء مركز لآسيان يتعلق بالطوارئ الصحية العامة.

في حين حاولت الكتلة المحافظة إظهار الوحدة، إلا أن المنافسات والنزاعات تمزقها منذ أمد بعيد، لا سيَّما الصراع في بحر الصين الجنوبي الذي يضع 4 من أعضائها بشكل رئيسي، فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي، في مواجهة مع مطالبات الصين المتداخلة مع تلك الدول في واحد من أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم. كما أنه ساحة معركة حاسمة على النفوذ بين بيجين وواشنطن.

تعد النزاعات العالقة، إلى جانب محنة مسلمي الروهينغيا من ميانمار والذين يعانون في مخيمات اللاجئين المزدحمة في بنغلاديش المجاورة، من بين أكثر القضايا الشائكة في جدول أعمال آسيان.

قالت مسودة بيان قمة آسيان «لقد أكدنا على أهمية عدم العسكرة وضبط النفس في القيام بجميع الأنشطة من جميع المدعين وجميع الدول الأخرى، بما يزيد من تعقيد الوضع ويصعد التوترات في بحر الصين الجنوبي».

تعرضت الصين لانتقادات بسبب ما يقوله المنافسون إنها أعمال عدوانية في المياه المتنازع عليها بينما تسعى الدول للتعامل مع تفشي الفيروس. واحتجت فيتنام في أبريل بعد أن صدمت سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني زورقاً على متنه 8 صيادين قبالة جزر باراسيل وأغرقته. ودعمت الفلبين فيتنام واحتجت على مناطق سيادية جديدة أعلنت عنها الصين في مساحات كبيرة من البحر.

انتقدت واشنطن أيضاً الصين، التي نفت الاتهامات باستغلال الانشغال الشديد بالوباء لتعزيز مطالبها الإقليمية ووصفتها بأنها «محض هراء».