الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

وثائق تكشف أنشطة سفارة تركيا في التشيك ضمن شبكة أردوغان للتجسس

وثائق تكشف أنشطة سفارة تركيا في التشيك ضمن شبكة أردوغان للتجسس

السفارة التركية في براغ. (أرشيفية)

كشفت وثائق قضائية أن دبلوماسيين أتراكاً في التشيك تجسسوا على معارضين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأن هؤلاء المعارضين وجدوا أنفسهم فيما بعد يواجهون تهماً إرهابية ملفقة.

وقال موقع «نورديك مونيتور» إن الوثائق توضح كيف كانت المعلومات التي تجمعها السفارة بشكل غير قانوني تستغل لاحقا في صياغة لائحة اتهام لمعارضي أردوغان وأفراد أسرهم المقيمين داخل تركيا في قضايا تتعلق بالإرهاب.

ففي غياب أي دليل مادي دامغ، فتح مكتب المدعي العام تحقيقاً مع 10 مواطنين أتراك بتهمة التجسس التي ألصقها بهم دبلوماسيون أتراك في التشيك. ولم تستند التحقيقات سوى إلى ملفات التجسس تلك التي ظلت قيد الأدراج في مبنى السفارة التركية في براغ طوال 2016 و2017. والمرجح أن هذه الملفات تم نقلها إلى مقر وزارة الخارجية عن طريق أحمد نجاتي بيجالي، السفير التركي في التشيك خلال الفترة 2014 – 2019.

وتؤكد الوثائق مجدداً أن الأنشطة الجاسوسية للبعثات التركية الدبلوماسية تؤدي إلى عواقب وخيمة عبر النظام القضائي التركي.

وتقوم البعثات الدبلوماسية التركية في جميع أنحاء العالم بجمع معلومات عن مواطنيها الأتراك في إطار حملة تجسس منظمة تم تدشينها في أعقاب محاولة «الانقلاب» الفاشلة عام 2016. وتقوم البعثات التركية بإدراج أسماء معارضي النظام كما لو كانوا عناصر تنظيم إرهابي دولي، وتقوم بإرسالها إلى مقر وزارة الخارجية في أنقرة.

بدوره، قام المدعي العام آدم أكينجي، الذي تسلم الملفات والأسطوانات المدمجة السرية من الخارجية في 23 فبراير 2018 والتي تضم معلومات حول 4386 شخصاً من معارضي أردوغان، بتسليمها لوحدة الجريمة المنظمة في إدارة شرطة أنقرة لاتخاذ اللازم. وتحيل الشرطة بدورها نتائج تحقيقاتها للنائب العام.

وتستمر البعثات الدبلوماسية التركية في عمليات التجسس المنظمة على أتراك يعيشون في الخارج، بحسب ما أكد بنفسه وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في فبراير 2020 حين قال إن الدبلوماسيين الأتراك في السفارات والقنصليات طُلب منهم رسمياً القيام بهذه المهام عند تكليفهم بالعمل في الخارج.

واسترسل أوغلو في حديثه للصحفيين يوم 16 فبراير 2020 قائلاً: «إذا نظرت لتعريف كلمة دبلوماسي، فهو واضح.. مهمة الدبلوماسي هي جمع المعلومات الاستخباراتية». جاءت تلك التصريحات في أعقاب مؤتمر الأمن في ميونيخ.

وفي حوار صحفي أجراه مؤخراً السفير التركي في كندا كريم أوراس مع صحيفة «ذا غلوب آند ميل»، اعترف الدبلوماسي بالتجسس على 15 تركياً كندياً. وقال: «أي سفارة ستركز على المخاطر التي تستهدف بلدها. هذا هو ما تقوم به كل السفارات».

وختم تقرير «نورديك مونيتور» قائلاً إنه من الواضح أن البعثات الدبلوماسية التركية تنتهك القوانين الخاصة بالدول التي تعمل بها، فضلاً عن انتهاكها لمبادئ القانون الدولي، بسعيها لجمع معلومات بوسائل غير مشروعة.