إلى جانب الدمار الكبير، الذي سببته جائحة كورونا بحياة وممتلكات وحاضر ومستقبل شعب إيران، كان الفيروس له تأثير غير عادي على مرشد الجمهورية علي خامنئي.
وقال تقرير لموقع «إيران وير» إنه منذ أوائل ربيع هذا العام، أصبح خامنئي منعزلاً بشكل ملحوظ، وفي الواقع، يبدو أنه يمر بأفظع فترة خلال قيادته منذ عام 1989. ولم يظهر علناً منذ مارس 2020 ولا يغامر بالخروج أبعد من حديقته الخاصة، ويستقبل عدداً قليلاً جداً من الضيوف ولا يقيم أي تجمعات اجتماعية.
وأضاف التقرير أن الزعيم، الذي اعتاد في السابق عقد عدة اجتماعات عامة وخاصة في الأسبوع مع مسؤولين محليين وزوار أجانب، اقتصر الآن أنشطتَه على التحدث لجمهوره عبر البث عن بعد.
في 22 مارس، ألقى خطاباً متلفزاً أمام الشعب الإيراني - أشار فيه إلى أن الفيروس التاجي هو سلاح بيولوجي أمريكي الصنع، ومنذ ذلك الحين، أصبح ظهوره قليلاً. واقتصر ظهور المرشد الإيراني في الفترة الأخيرة منذ مايو الماضي على أقل من 15 مرة، وتم نشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، وكشف عن الوحدة والعزلة التي يعاني منها خامنئي.
وأشار التقرير إلى أن كورونا كانت السبب الرئيسي في عزلة خامنئي شبه الكاملة، وهو ما يكشف عن الاعتماد المطلق لنظام الحكم في إيران عليه باعتباره مصدر ولاية الفقيه، أو المرشد للجمهورية.
وقال التقرير إنه في حالة وفاة خامنئي دون وجود خليفة، فمن المرجح أن تنزلق البلاد إلى حالة من الفوضى وهناك احتمال لسقوط النظام. واعتبر التقرير أن ضعف خامنئي في مواجهة فيروس كورونا والخوف عليه أدى بالأجهزة الأمنية إلى الاعتقاد بضرورة إبقائه في الحجر الصحي لفترة طويلة.
وتابع التقرير: يبدو من المرجح أن خامنئي سيتم عزله حتى يتوافر لقاح. ويتوقع الباحثون الطبيون أن يحدث هذا العام المقبل، وخلال هذه الفترة، حتى يتم التوصل إلى لقاح، فإن خامنئي يكون قد فقَد الكثير من علاقته مع أنصاره والنظام الخاضع لسيطرته.
واعتبر «إيران وير» أن فتور العلاقة بين الجمهور وولي الأمر يمكن أن يمهد الطريق لنزع الشرعية الدينية عن هذا الأخير، حيث أضعف الوباء العلاقة بين الزعيم وهؤلاء حيث طغت المخاوف العادية للشعب الإيراني من فيروس كورونا على أي شيء آخر. وفي حال استمر الفيروس في الانتشار في إيران، فقد ينتهي الأمر باستمرار عزلة خامنئي الخاصة إلى أجل غير مسمى.