الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الصين.. عام جديد من التنمية وسط تحديات عالمية

الصين.. عام جديد من التنمية وسط تحديات عالمية

قادت الصين خلال الأعوام الماضية عدة مبادرات ذات أبعاد عالمية. (رويترز)

تحتفل الصين اليوم بعيدها الوطني، الذي يصادف أول أكتوبر من كل عام، لتعبر بذلك نحو عام جديد في مسيرة النمو التي أوصلتها خلال 71 عاماً، إلى أن تصبح القوة الاقتصادية الثانية عالمياً وتقود مبادرات ذات أبعاد أممية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية.

تأتي احتفالات هذا العام وسط جملة تحديات طارئة أسفر عنها وباء فيروس كورونا المستجد، وأشار قادة صينيون إلى أن على بكين التركيز على مواجهتها لمواصلة تفوقها العالمي، خصوصاً ما يتعلق بالتأثير الحاد للركود الاقتصادي الناجم عن الوضع الجديد.



شراكة نموذجية وتعاون وثيق



ترتبط الإمارات والصين بصداقة تعود جذورها إلى عشرات السنين، منذ زمن الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائمها خلال زيارة تاريخية للصين في 1990، وحافظت هذه العلاقة على نسق متصاعد من التطور الإيجابي.

وأشاد سفير الإمارات لدى الصين الدكتور علي عبيد الظاهري في مقال نشرته وسائل إعلام صينية أمس بمسار صداقة البلدين، موضحاً أن المسار أثمر العديد من الاتفاقيات في قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية وغيرها.

وقال الظاهري إن الصين حققت إنجازات كبيرة سواء على المستوى المحلي أو الدولي، «ولعل آخرها النجاح الباهر الذي أحرزته في حربها ضد جائحة كورونا»، موضحاً أن الإمارات كانت سباقة في الوقوف إلى جانب بكين في هذه المعركة.

ولفت إلى أن الإمارات كانت أول دولة تطلق المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح ضد «كوفيد-19» بالتعاون مع شركة مجموعة الأدوية الوطنية الصينية، وقد حققت التجارب نتائج واعدة جداً، وبدأ فعلاً اعتماد اللقاح في الدولة للحالات الطارئة وجنود الصفوف الأمامية في مكافحة الوباء.

وبين السفير أن الإمارات تعد بوابة العبور لـ60% من الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتتخذ نحو 4200 شركة صينية من الإمارات مقراً لها، كما يقيم 300 ألف صيني في الدولة، وكذلك ارتفع حجم التجارة بين البلدين 6% على أساس سنوي ليصل إلى نحو 50 مليار دولار في 2019، ويسعى البلدان إلى رفعه إلى 200 مليار دولار بحلول 2030.



مبادرات رائدة

وخلال الأعوام الماضية قادت الصين عدة مبادرات ذات أبعاد عالمية كما ساهم جيشها في عمليات حفظ سلام حول العالم تحت راية الأمم المتحدة.

وحسب شبكة الصين الدولية، ساعدت بكين منذ عام 2015 البلدان النامية الأخرى بـ180 مشروعاً للحد من الفقر، و118 مشروعاً تعاونياً زراعياً، و178 مشروع معونة من أجل التجارة، و103 مشاريع للحفاظ على البيئة وتغير المناخ، و134 مستشفى وعيادة، و123 معهداً تعليمياً وتدريبياً مهنياً.

وأطلقت الصين في 2013 «مبادرة الحزام والطريق»، بهدف بناء شبكات للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا عبر طرق برية وبحرية.

كما طرحت رؤية «مجتمع المصير المشترك للبشرية» التي تهدف إلى تأكيد الالتزام العالمي بمفهوم الأمن المشترك والسلام وتكريس التعاون الدولي على أساس نظام بديل لنظام العلاقات الدولية السائد القائم على القطبية.



انتعاش جديد

وعلى مدار العقود الماضية كان الاقتصاد محور نجاح القصة الصينية إلا أن تداعيات الوباء الذي ظهر أول مرة في الصين، أثارت مخاوف عالمية حيال استمرار أسطورة القوة الاقتصادية الصينية، فيما تصاعدت البشائر القادمة من بكين خلال الأشهر الأخيرة حول عودة ثاني اقتصاد عالمي لنشاطه.

وفي هذا الصدد أفادت وكالة «شنخوا» أمس، بارتفاع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية بالصين إلى 51.5 في سبتمبر، بزيادة من 51 في أغسطس الماضي، وتشير القراءة فوق 50 إلى التوسع، فيما تشير القراءة تحت 50 إلى الانكماش.

ونقلت الوكالة عن تشاو تشينغ خه كبير الإحصائيين في المكتب الوطني للإحصاء قوله: إن الاقتصاد الصيني يواصل التعافي بشكل مطرد مع زيادة العوامل الإيجابية.

وبنظرة سريعة على اقتصاد البلاد، لم يكن إجمالي الناتج المحلي للصين يتجاوز 67.9 مليار يوان عام 1952، فيما نما بسرعة منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1978، ليقفز عام 2010، إلى 41 تريليون يوان، ويزيح اليابان عن المرتبة الثانية عالمياً.