الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

ناغورنو قره باغ.. عين أردوغان على مكانة تركيا في النظام العالمي

ناغورنو قره باغ.. عين أردوغان على مكانة تركيا في النظام العالمي

الرئيس التركي. (رويترز)

باعد الدعم الكبير الذي قدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأذربيجان في الصراع على إقليم ناغورنو قره باغ بين تركيا والدول الكبرى وأزعج شركاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يطالبون بوقف إطلاق النار.

غير أن الموقف الحازم بالنسبة لأردوغان يمثل أولوية استراتيجية وضرورة باهظة الثمن تعزز استراتيجيته القائمة على استعراض القوة العسكرية في الخارج للحفاظ على التأييد الشعبي في الداخل.

وصف الرئيس دعم أنقرة لأذربيجان بأنه جزء من سعي تركيا لنيل «المكانة التي تستحقها في النظام العالمي».

هو يرى فرصة سانحة لتغيير الوضع القائم في إقليم ناغورنو قره باغ الذي تبذل فيه فرنسا والولايات المتحدة وروسيا منذ عشرات السنين جهوداً دولية للوساطة، بعدما أعلنت الغالبية الأرمينية في الإقليم انفصاله عن باكو عام 1992.

وقال غالب دالاي، الباحث الزميل بأكاديمية روبرت بوش: «منطق تركيا في كل أركان الخريطة تقريباً هو إحداث الاضطراب. وأي شيء يهدم الوضع القائم مفيد في ذلك لأن الوضع القائم السابق كان يبدو لها معاكساً لمصالحها».

وأوضح «في ناغورنو قره باغ ثمة صراع متجمد ظل فيه الإقليم في أيد أرمينية. وتريد تركيا تقويض هذه اللعبة حتى إذا لم تكن تستطيع أن تتحكم فيها بالكامل» وذلك في ضوء نفوذ روسيا التقليدي في المنطقة.

وتتصدر الطائرات المسيرة تركية الصنع الآن الهجمات الأذرية، وقال مسؤول كبير في أنقرة إن الأتراك يوفرون البنية التحتية والدعم لهذه الأسلحة، رغم عدم وجود قوات لهم في ساحة القتال.

وقادت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا الدعوات إلى وقف إطلاق النار في ناغورنو قره باغ، لكن أردوغان يقول إن الدول الثلاث تجاهلت الأزمة على مدى العقود الثلاثة الأخيرة ويجب ألا تقود عملية صنع السلام.

وتقول تركيا إن تحقيق السلام الدائم يتوقف على المقترحات الخاصة بما سيحدث بعد توقف العمليات العسكرية.

وأجج موقف أردوغان حرباً كلامية مع فرنسا التي ينحدر عدد كبير من سكانها من أصل أرمني.

ومما يحفز تركيا على اتباع نهج صارم فيما يتعلق بناغورنو قره باغ اعتمادها على واردات الغاز من أذربيجان التي قفزت بنسبة 23% في النصف الأول من 2020.

وقفز الإنفاق الدفاعي بنسبة 17% هذا العام ليصل إلى 7 مليارات دولار أي 5% من إجمالي الإنفاق في الموازنة. وزادت الميزانية العسكرية بما يقارب 90% على مدى 10 سنوات.

وقال مسؤول تركي إن الحملات العسكرية الخارجية، مثل العمليات التي تنفذها تركيا في شمال سوريا والعراق وفي ليبيا، تمثل أولوية لأردوغان.

وقد أدى تقلص الوجود الأمريكي في المنطقة إلى وجود فجوات سعت تركيا وروسيا لشغلها باستخدام الدبلوماسية للمساعدة في احتواء الصراعات في محافظة إدلب السورية وفي ليبيا وهما حربان طويلتان بالوكالة وقفت فيهما الدولتان، كلٌّ في مواجهة الآخر.