السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

التفاصيل المتوافرة عن المسؤول النووي الإيراني المغتال محسن فخري زاده

التفاصيل المتوافرة عن المسؤول النووي الإيراني المغتال محسن فخري زاده

(رويترز)

اعتبرت أجهزة مخابرات في الغرب على نطاق واسع أن العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، الذي قُتل في هجوم خارج العاصمة طهران الجمعة، هو العقل المدبر لجهود إيران السرية لتطوير أسلحة نووية.

ونفت إيران مشاركة فخري زاده في أي من تلك الأنشطة، كما نفت أنها سعت في أي وقت من الأوقات لتحويل برامج تخصيب اليورانيوم بغرض توليد الطاقة إلى برنامج أسلحة، ولكن يُعتقد على نطاق واسع أنه ترأس ما تعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وأجهزة المخابرات الأمريكية أنه برنامج منسق للأسلحة النووية جرى وقفه في 2003.

* ما المعروف عنه؟



يعتقد مسؤولون وخبراء غربيون أن فخري زاده لعب دوراً حيوياً في جهود مشتبه بها قامت بها إيران في السابق لتطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم.

عاش فخري زاده في الخفاء محاطاً بإجراءات أمنية مشددة، ولم تسمح السلطات الإيرانية أبداً بمقابلة محققي الأمم المتحدة النوويين له، ونادراً ما ظهر علناً.

وحصل على تمييز نادر عندما كان العالم الإيراني الوحيد الذي ورد اسمه في تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2015 عن «التقييم النهائي» بشأن البرنامج النووي الإيراني، وما إذا كان يهدف إلى تطوير قنبلة.

وقال التقرير إنه أشرف على أنشطة «دعماً لبعد عسكري محتمل للبرنامج النووي» الإيراني في إطار ما يسمى بخطة (أمد).

كما وصفه تقرير مهم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في 2011 بأنه «المدير التنفيذي» لخطة أمد وشخصية محورية في أنشطة إيرانية مشتبه بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا ومهارات مطلوبة لصنع قنابل نووية، كما أشار التقرير إلى احتمال أنه لا يزال له دور في مثل تلك الأنشطة.

* ما الذي تقوله إسرائيل؟



وصفت إسرائيل أيضاً خطة أمد بأنها برنامج إيران السري للأسلحة النووية، قائلة إنها وضعت يدها على جزء كبير من أرشيف إيراني نووي يحوي تفاصيل عمل تلك الخطة.

وفي عرض بثه التلفزيون في أبريل 2018 عن هذا الأرشيف، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فخري زاده بصفته الشخصية التي تقود العمل السري الإيراني لتصنيع أسلحة نووية تحت ستار البرنامج النووي المدني.

مستشهداً بهذا الأرشيف، قال نتنياهو إن عملاء إسرائيليين تمكنوا من الحصول على كميات كبيرة من الوثائق من موقع في طهران، ادعت إيران في ذلك الوقت أن تلك الوثائق زائفة.

وقال نتنياهو وقتها «أتتذكرون هذا الاسم فخري زاده» ووصفه بأنه رئيس خطة أمد، مضيفاً أنه بعد إغلاق أنشطة أمد، واصل فخري زاده عمله في وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية على «مشروعات خاصة».

وفي 2018، أجرت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت ألمح خلالها إلى أن فخري زاده قد يكون هدفاً.

وقال وقتها «أعرف فخري زاده جيداً، لا يعرف كم أعرفه جيداً، إذا التقيته في الشارع فعلى الأغلب سأتعرف عليه، ليس لديه حصانة ولم يكن لديه ولا أعتقد أنه سيكون لديه».

* ما الذي تقوله إيران؟

ذكرت وزارة الدفاع الإيرانية أن فخري زاده هو رئيس منظمة الأبحاث والإبداع بوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة، ويعتقد أنه كان أيضاً ضابطاً كبيراً في الحرس الثوري الإيراني.

أرادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ فترة طويلة لقاء فخري زاده في إطار تحقيق مطول فيما إذا كانت إيران قد أجرت أبحاثاً غير مشروعة عن أسلحة نووية.

وقال مصدر دبلوماسي مطلع إن إيران اعترفت بوجود فخري زاده قبل عدة سنوات لكنها ذكرت أنه ضابط في الجيش غير مشارك في البرنامج النووي.

وبدا أن اغتيال 4 علماء نوويين إيرانيين بين عامي 2010 و2012 قد تسبب في تشديد طهران لموقفها من فكرة منح الوكالة الدولية فرصة مقابلة فخري زاده، إذ خشيت من أن ذلك قد يؤدي لتسرب معلومات عنه وعن موقعه.



ويُعتقد أيضاً أن فخري زاده كان مشاركاً في تطوير صواريخ باليستية إيرانية، حيث قال مصدر إيراني إنه كان يعتبر الأب الروحي لهذا البرنامج.

كما ورد اسمه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2007 بشأن إيران بصفته أحد المشاركين في أنشطة نووية أو باليستية.

* ماذا يُعرف عن خلفيته؟

اقرأ أيضاً: تاريخ اغتيالات المسؤولين النوويين الإيرانيين

أصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو جماعة إيرانية معارضة في المنفى، تقريراً في مايو 2011 يتضمن ما قالت إنه صورة لفخري زاده بشعر داكن ولحية قصيرة، ولم يتسنَ التحقق من صحة الصورة بشكل مستقل.

وقال المجلس المعارض إن فخري زاده ولد عام 1958 في مدينة قم، وشغل مناصب منها نائب وزير الدفاع، ووصل إلى رتبة لواء في الحرس الثوري وحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية وكان يلقي محاضرات ويمارس التدريس في جامعة الإمام الحسين.

ووصف مصدر إيراني بارز فخري زاده في عام 2014 بأنه «قيمة وخبرة» متفانية من أجل التقدم التكنولوجي لإيران ويتمتع بالدعم الكامل من الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.

وأضاف المصدر أن فخري زاده كان لديه 3 جوازات سفر، وسافر كثيراً لدول منها في آسيا من أجل الحصول على «أحدث المعلومات» من الخارج لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل.