الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

تشانغ شان.. المحامية التي تحدت رواية الصين الرسمية حول كورونا

تشانغ شان.. المحامية التي تحدت رواية الصين الرسمية حول كورونا

قدمت تقارير تشانغ لمحة نادرة من بؤرة الفيروس خلال الأشهر الأولى من تفشيه. (أرشيفية)

واجهت المحامية السابقة تشانغ شان (37 عاماً) التي بدت ضعيفة وعلى كرسي متحرك جراء إضراب مطول عن الطعام، القضاء الصيني وحيدة، قبل أن يحكم عليها بالسجن لنشرها قصصاً عن وباء «كوفيد-19» تخالف الرواية الصينية الرسمية.

وبدأت تشانغ إرسال تقارير من ووهان في فبراير الماضي عندما طرحت أسئلة عن إغلاق في المدينة والوصول إلى الاختبارات والقدرة على القدرة الاستيعابية للمستشفيات.

وكشفت مقاطع فيديو صوّرتها تشانغ قسوة السلطات المحلية خلال مواجهة شابة كانت تصور بهاتفها.

وقدمت تقارير تشانغ شان لمحات نادرة من بؤرة الفيروس خلال الأشهر الأولى من تفشيه، في بلد يعتبر تبادل المعلومات غير المصرح به من قبل السلطات، مطاردة محفوفة بالخطر.



«إثارة الاضطرابات»

وفي مايو، توقفت تشانغ عن نشر مقاطع الفيديو والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وكثير منها على «تويتر» و«يوتيوب» وهي من المنصات المحظورة في الصين، إثر احتجازها من قبل السلطات.

وبعد 7 أشهر وراء القضبان، حكمت محكمة في شنغهاي على تشانغ شان بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمة «إثارة اضطرابات».

قبل فترة قصيرة من احتجازها، كانت تشانغ تحاول القيام بحملة من أجل أقارب ضحايا الفيروس الذين كانوا يسعون للحصول على تعويض.

وقال محاميها تشانغ كيكي «أرادت تشانغ تشان مساعدة الناس العاديين في ووهان»، وقد تعرض المحامي لمضايقات متكررة من السلطات التي كانت تضغط عليه من أجل التخلي عن قضيتها وعدم الموافقة على إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية.

وتشانغ كانت أول الصحفيين المواطنين الذين يواجهون إجراءات قانونية بسبب نشاطاتهم التي اعتبرها المدعون «اختلاقاً لأكاذيب ونشر معلومات مضللة».

وقال صديقها وزميلها المحامي لي داوي «حذرتها من الذهاب إلى ووهان عندما كان الجميع يحاول المغادرة». وأضاف «إنها مسيحية متدينة وقالت إنها إرادة الله، كان عليها أن تفعل ذلك وأن تخبر الجميع بالحقيقة».



السفر إلى ووهان

وفي فيلم وثائقي قصير تم تصويره قبل توقيفها وبث بعد الحكم عليها، قالت تشانغ إن منشوراً على الإنترنت من أحد سكان ووهان دفعها للسفر إلى هناك بحثاً عن حقيقة تفشي الوباء.

وقالت للمخرج المجهول الذي نشر الفيلم على موقع «تشاينا تشينج» الإلكتروني «قال إنه شعر كأنه ترك هناك ليموت وتأثرت كثيراً بما كتبه».

تحدثت تشانغ قليلاً خلال المحاكمة ضد الإجراءات القانونية والقيود الصينية على حرية التعبير.

وقال المحامي كيكي إن موكلته رفضت حتى الرد على القاضي الذي طلب منها تأكيد هويتها للمحكمة.

وأضاف «عندما سأل عن السبب، أجابت: إذا كنت تعتقد أنني أختلق الأكاذيب، فعندما أجيب على أسئلتك ألن تعتبر إجاباتي كذباً أيضاً؟».

وكانت والدتها تبكي في المحكمة أثناء تلاوة الحكم، لكن تشانغ لم تتأثر، وفق المحامين. ولم يسمح للصحفيين الأجانب والدبلوماسيين بمراقبة الإجراءات التي انتهت في غضون 3 ساعات.

ومن المرجح أن تستأنف تشانغ الحكم إذا أتيحت لها الفرصة، كما أنها أضربت عن الطعام احتجاجاً، ما أدى إلى تدهور صحتها منذ توقيفها.

وقال كيكي إنه يتم تغذيتها بالقوة عبر أنبوب أنفي، وقد بقيت يداها وقدماها مكبلة لفترات طويلة. ونتيجة لذلك، تعاني تشانغ من صداع مزمن وإرهاق وآلام في المعدة، بحسب كيكي. وأضاف «قد يستمر تصميمها على المقاومة حتى النهاية».

ولم يكن لتقارير تشانغ عن الحياة اليومية في ووهان، حول الشركات التي تكافح من أجل التعافي إلى أقارب الضحايا والمواجهات مع الشرطة، تأثير كبير على الإنترنت لكنها جذبت انتباه السلطات الصينية رغم ذلك.