الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

شق طريقه في الثلوج لتفادي دوريات الحدود: باحث يروي قصة هروبه من إيران

شق طريقه في الثلوج لتفادي دوريات الحدود: باحث يروي قصة هروبه من إيران

عالم الأنثروبولوجيا كميل أحمدي. (فيسبوك)

روى عالم أنثروبولوجيا بريطاني إيراني، اليوم الأربعاء، لوسائل إعلام بريطانية قصة هروبه من إيران عبر الجبال ليصل إلى بريطانيا، بعد أن حكم عليه بالسجن 9 سنوات بتهمة التعامل مع حكومة معادية.

وعالم الأنثروبولوجيا كميل أحمدي كان يجري أبحاثاً حول ختان الإناث وزواج الأطفال في إيران. وقال لشبكة «بي بي سي» وصحيفة «ذي غارديان» إنه هرب وهو قيد الإفراج المشروط بعد صدور الحكم عليه، لأنه خشي من عدم تمكنه من رؤية ابنه الصغير مجدداً.

وقال لإذاعة بي بي سي «ببساطة غادرت. وضعت في حقيبتي عدة الحلاقة وبعض الكتب وكمبيوتراً محمولاً (لابتوب) وأعتقد لباس النوم... وملابس دافئة».

وبعد توقيفه للاشتباه بعلاقات له مع أجهزة استخبارات أجنبية، أمضى 3 أشهر في سجن إيوين سيئ السمعة في طهران، حيث قال إنه تعرض لما يسمى (تقنية) التعذيب الأبيض، (أي) ضغوط نفسية تمارس على المعتقل. وقد أفرج عنه بكفالة في نوفمبر.

وحكم على أحمدي في ديسمبر الماضي بالسجن 9 سنوات وغرامة قيمتها 600 ألف يورو (722 ألف دولار) بشبهة تلقي «أموال غير شرعية» والعمل على مشاريع مع «مؤسسات تخريبية»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (تسنيم).

وذكرت وسائل إعلام بريطانية أنه هرب بينما كان قيد الإفراج المشروط، ريثما يتم النظر في الاستئناف المقدم منه.

وأكد في مقابلة مع صحيفة «ذي غارديان» أنه قرر الهرب من البلاد ليكون بالقرب من ابنه وهو يكبر. وأضاف «بعد صدور الحكم كان لدي خيار البقاء وعدم رؤية عائلتي وابني الذي يبلغ من العمر 4 أعوام حتى يبلغ سن الـ14 أو المجازفة بالهرب». ووصف في حديثه إلى بي بي سي الرحلة بأنها «باردة وطويلة ومعتمة ومخيفة جداً».

وقال أحمدي لقناة «تشانيل 4» إن عودته إلى بريطانيا مثل «العودة إلى بيتي الآخر» بعد أن «أجبرت على مغادرة مكان اعتقدت أنه يمكنني إحداث فرق فيه».

يقيم أحمدي حالياً مع زوجته وابنه في لندن، حسبما ذكرت وسائل إعلام بريطانية. وتم إسقاط الاستئناف في غيابه الاثنين. وقال لـ«غارديان» إنه لا يعرف ما إذا كانت السلطات الإيرانية على علم بهربه. وأضاف أنه سلك ممرات يعبرها مهربو سلع من العراق وتركيا، وشق طريقه في الثلوج الكثيفة متفادياً الدوريات الحدودية الإيرانية.

وأوضح أحمدي لـ«بي بي سي» أنه بوصفه يحمل جنسيتين «وباحثاً كان يكشف عن مواضيع حساسة»، كان يدرك أنه معرض للاعتقال. وقال «كنت أدرك دائماً أنني هدف ثمين»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «هذا لا يعني أنني ارتكبت مخالفة ما».

وتأتي تصريحاته فيما تخضع البريطانية الإيرانية نازنين زاغري راتكليف للإقامة الجبرية في إيران، بعدما حكم عليها بالسجن بتهمة «محاولة قلب النظام». وتنتهي فترة عقوبتها الرسمية الشهر المقبل. وقالت عائلتها إن الحكومة البريطانية طلبت منهم عدم نشر هذه المعلومة لتجنب تهديد الإفراج عنها.

في السنوات القليلة الماضية، قامت إيران وبشكل متكرر باعتقال أجانب وحاملي جنسيات مزدوجة بتهم يقول نشطاء وحكومات إنها باطلة. ولا يفرج عن المعتقلين إلا بعد أشهر بل أحياناً سنوات من المفاوضات الشاقة.

وجاء اعتقال أحمدي في 2019 بعد احتجاز قوات البحرية البريطانية ناقلة إيرانية يشتبه في قيامها بنقل النفط إلى سوريا. وقال إنه يشتبه في أن توقيفه مرتبط بذلك، بحسب بي بي سي.

والباحث مؤلف كتاب بالإنجليزية عنوانه: «باسم التقاليد: ختان الإناث في إيران». ومعروف بدعوته إلى رفع سن الزواج في إيران إلى 13 عاماً.