الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

كوفيد-19.. وباء عالمي تحول إلى نظرية مؤامرة وصراع بين القوى

كوفيد-19.. وباء عالمي تحول إلى نظرية مؤامرة وصراع بين القوى

واحداً من كل 3 أمريكيين يعتقدون أن فيروس كوفيد-19 تم إنشاؤه في المختبر - رويترز.

قال موقع «صوت أمريكا» إنه بعد 3 أشهر من انتشار فيروس كورونا، انتشرت العديد من الشائعات حول أصل الفيروس وإنه قد تم تصنيعه كسلاح بيولوجي من قبل الصين.



وأشار الموقع في تقرير نشره اليوم الأحد إلى أنه بحلول مارس 2020 كان الكثيرون يعتقدون أن الفيروس من صنع الإنسان وتم تطويره ليتم استخدامه كسلاح واسع الانتشار.



ووجد استطلاع أجراه مركز «بيو» للأبحاث أن واحداً من كل 3 أمريكيين يعتقدون أن فيروس كوفيد-19 تم إنشاؤه في المختبر، ويعتقد واحدٌ من كل 4 أمريكيين أن الفيروس صنع عن قصد.



صراعات القوى

وقال الموقع إن العديد من القوى من بينها بكين وواشنطن وموسكو وطهران، خاضت العديد من المعارك للسيطرة على رواية مصدر الفيروس.



وعمل المسؤولون البارزون إلى جانب وسائل الإعلام في جميع البلدان على نشر المعلومات المضللة مستخدمين مكانتهم لزرع الشك وتضخيم المؤامرات السياسية المتداولة بالفعل، وذلك وفقاً لتحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس لمدة 9 أشهر حول المعلومات المضللة حول الفيروس.



واستند التحقيق على مراجعة ملايين المنشورات والمقالات على وسائل التواصل الاجتماعي التي شملت تويتر وفيسبوك ويوتيوب ووي تشات وتيلغرام وغيرها من المنصات.



الصين ترد على أمريكا

وقال الموقع إنه مع انتشار الوباء أخذت الصين زمام المبادرة في نشر المعلومات المضللة حول أصول فيروس كوفيد-19.



وكانت بكين ترد على الخطابات الهجومية التي شنها كبار الجمهوريين الأمريكيين بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصف الفيروس بالفيروس الصيني.



وبعد يوم من تصنيف منظمة الصحة العالمية تفشي كوفيد-19 أنه وباء، نشر تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية سلسلة من التغريدات اتهم فيها الجيش الأمريكي بنشر الفيروس في ووهان.



وفي تغريدته نشر تشاو تسجيل فيديو لرئيس المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها خلال شهادة أمام الكونغرس قال فيها إنه تمّ تشخيص سبب وفاة بعض الأمريكيين الذين كان يعتقد أنهم توفوا بالإنفلونزا، بأنه كوفيد-19.



وكتب تشاو عبر تويتر «مركز الوقاية من الأمراض تحت الضوء. متى ظهر المريض رقم واحد في الولايات المتحدة؟ كم عدد الأشخاص المصابين؟ ما هي أسماء المستشفيات؟». مضيفاً: «ربما الجيش الأمريكي هو من جلب الوباء إلى ووهان. اعتمدوا الشفافية! انشروا بياناتكم! الولايات المتحدة تدين لنا بشرح».



وأكمل تشاو سلسلة تغريداته بمقال قال إنه يظهر «مزيداً من الأدلة على أن الفيروس ظهر أولاً في الولايات المتحدة».



كما تضاعفت حسابات الدبلوماسيين الصينيين على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 3 أضعاف على تويتر، وضاعفوا حساباتهم على فيسبوك منذ أواخر عام 2019، علماً أن كلا المنصتين محظورة في الصين.



تغريدات التضليل

ووفقاً للتقرير، فقد تم تداول تغريدة تشاو 11 مرة بين 12 و13 مارس، وأكثر من 99 ألف مرة خلال الأسابيع الستة التي تلت التغريدة بما لا يقل عن 54 لغة.



وجميع الحسابات التي تداولت التغريدة بلغ عدد متابعيها 275 مليون على تويتر.



كما دعمت العديد من وسائل الإعلام الصينية بما فيهم جلوبال تايمز بالإضافة إلى ما لا يقل عن 30 حساباً لدبلوماسيين صينيين على تويتر تغريدة تشاو.



ولم تلقَ مزاعم تشاو معاملة انتقادية في وسائل الإعلام الحكومية الروسية والإيرانية التي ناقشت تلك الاتهامات.



وفي داخل الصين شاهد عدد كبير من المتابعين انتقادات تشاو ودعمها على الرغم من أن تويتر محظور، إلا أنه تم تداول الهاشتاغ الخاص بتغريدته 314 مليون مرة على منصة التواصل الاجتماعي الصينية ويبو.



وقال التقرير إن الصين اعتمدت على استراتيجية التضليل الروسي وبنيته التحتية، إذ تحولت وسائل الإعلام الحكومية الروسية لشبكة راسخة لبث ونشر المعلومات الصينية.



وفي يناير 2019 كانت وسائل الإعلام الحكومية الروسية أول من قام بإضفاء الشرعية على النظرية التي تقول إن الولايات المتحدة هي من قامت بصنع الفيروس، وسرعان ما دعم السياسيون الروس هذه النظرية.



إيران تشارك

وفي اليوم نفسه التي غرد فيه تشاو على تويتر، أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي أن فيروس كوفيد-19 قد يكون نتيجة لهجوم بيولوجي، واستشهد برفض الولايات المتحدة تسهيل حصول إيران على المساعدات لمواجهة الوباء.



وبعد 10 أيام من تغريدات تشاو بدأ جهاز الإعلام الحكومي العالمي في الصين توسيع نظرية المؤامرة التي أطلقها تشاو.



وتداول راديو الصين الدولي موضوع إغلاق معهد الأبحاث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي في ولاية ماريلاند في يوليو 2019، وعلاقته بانتشار الوباء، وهو أكبر قاعدة للاختبارات الكيميائية الحيوية.



وفي غضون أيام تم تداول الخبر أكثر من 350 مرة في مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، كما تم تداوله في جميع أنحاء العالم باللغة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والعربية.



كما روجت السفارة الصينية في فرنسا للقصة على تويتر وفيسبوك ويوتيوب وويبو ووي تشات.