الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ارتفاع معدل انتحار النساء في اليابان بنسبة 15% بسبب وباء كورونا

ارتفاع معدل انتحار النساء في اليابان بنسبة 15% بسبب وباء كورونا

وباء فيروس كورونا تسبب بتفاقم الضغوط على النساء في اليابان - أ ب.

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن وباء فيروس كورونا تسبب بتفاقم الضغوط على النساء في اليابان كما هي الحال بالعديد من البلدان، إذ فقدت العديد من النساء وظائفهن في طوكيو، وتعيش واحدة من كل 5 نساء بمفردها، كما أدت الإجراءات الاحترازية والحظر وتجنب زيارة الأسر إلى تفاقم الشعور بالعزلة.

كما عانت نسبة أخرى من النساء من التفاوتات العميقة في تقسيم الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال خلال فترة العمل من المنزل، أو من ارتفاع معدلات العنف المنزلي والاعتداء الجنسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوباء تسبب بارتفاع مقلق في حالات الانتحار بين النساء في اليابان، وفي العام الماضي شهدت اليابان 6976 حالة انتحار من النساء، في زيادة بنسبة 15% عن عام 2019، وهي أول زيادة سنوية منذ أكثر من عقد.

وأثارت الزيادة في حالات انتحار النساء على مدار 7 أشهر متتالية، العام الماضي، قلق المسؤولين الحكوميين وخبراء الصحة العقلية.

وبالنسبة للرجال كان عدد الذين أقدموا على الانتحار، العام الماضي، أقل من عام 2019، وبلغت نسبة زيادتهم أقل بقليل من 4%.

وعزز الوضع التحديات الطويلة الأمد لليابان، إذ لا يزال الحديث عن مشكلات الصحة العقلية أو طلب المساعدة أمراً صعباً في المجتمعات.

ونقلت الصحيفة تجربة إحدى اليابانيات وتدعى نازونا هاشيموتو والتي كانت تعاني من نوبات هلع بعدما فقدت عملها كمدربة بدنية في إحدى الصالات الرياضية في أوساكا، وبناءً على توصية الحكومة كان أصدقاؤها يقيمون معها في المنزل.

وكانت نازونا تخشى البقاء بمفردها، وأحياناً كانت لا تستطيع التوقف عن البكاء، وتم تشخيصها بالاكتئاب.

وفي شهر يوليو الماضي حاولت الانتحار، إلا أن أحد أصدقائها تمكن من إسعافها وإنقاذ حياتها، ورغبت نازونا بالتحدث عن تجربتها لأنها تريد إزالة وصمة العار المرتبطة بالحديث عن الصحة العقلية في اليابان.

وأدى الوباء إلى تضخيم الضغوط في ثقافة تقوم على التماسك الاجتماعي، وتتعرض النساء للضغط بسبب تطبيق الإجراءات الاحترازية المتمثلة بارتداء الأقنعة وتطبيق النظافة الجيدة.

وتخشى النساء اللاتي يتم تصنيفهن في كثير من الأحيان على أنهن مقدمات رعاية أساسيات، من الإذلال العلني في حال فشلن بطريقة ما في الالتزام بهذه الإجراءات أو أُصبن بفيروس كورونا.

وقال يوكي نيشيمورا مدير الجمعية اليابانية لخدمات الصحة العقلية: «تتحمل النساء عبء الوقاية من الفيروسات ويجب عليهن الاعتناء بصحة أسرهن والاعتناء بالنظافة ويمكن أن يتعرضن للاحتقار في حال لم يقمن بذلك بشكل صحيح».

وقال ميتشيكو أويدا الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة واسيدا بطوكيو، والذي أجرى أبحاثاً حول الانتحار: «لسوء الحظ الاتجاه الحالي هو إلقاء اللوم على الضحية».

ووجد أويدا في استطلاعات للرأي العام الماضي أن 40% من المشاركين قلقون بشأن الضغط الاجتماعي في حال إصابتهم بالفيروس.

كما أعرب الخبراء عن قلقهم من أن سلسلة من نجوم السينما والتلفزيون اليابانيين انتحروا العام الماضي، إذ ربما يكونون قد دفعوا جماهيرهم لتقليدهم.

فبعدما انتحرت يوكوتاكيوتشي وهي ممثلة يابانية مشهورة وحائزة على جوائز في أواخر سبتمبر الماضي، قفز عدد النساء اللواتي انتحرن في الشهر التالي إلى ما يقارب 90% مقارنة بالعام السابق.

وخلال الوباء عانى الكثير من النساء من فقدان الوظائف بشكل غير متناسب، وكان الجزء الأكبر من الموظفين العاملين في الصناعات الأكثر تأثراً بإجراءات مكافحة العدوى بما في ذلك المطاعم والحانات والفنادق.

وما يقارب من نصف النساء العاملات يشغلن وظائف بدوام جزئي، أو وظائف تعاقدية، وعندما تتوقف الأعمال التجارية تقوم الشركات بالاستغناء عن هؤلاء الموظفين، وفي الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، فقد ما يقارب 1.44 مليون عامل وظائفهم، غالبيتهم من النساء.