السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

مستقبل نتنياهو متوقف على منافسيه اليمينيين وحزب عربي

مستقبل نتنياهو متوقف على منافسيه اليمينيين وحزب عربي

بنيامين نتنياهو. (أ ب)

اكتنف الغموض فرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاحتفاظ بالسلطة، اليوم الأربعاء، إذ لم تُظهر النتائج الجزئية لرابع انتخابات إسرائيلية تُجرى خلال عامين أي مسار واضح لفوزه.

وما زال أمام إعلان النتائج النهائية ساعات أو أيام بعد فرز 88% تقريباً من الأصوات. ويبدو أن نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني سيضطر للعمل على تشكيل ائتلاف غير متوقع قد يضم أحزاباً قومية من اليهود المتطرفين وحزباً عربياً لضمان فترة ولاية أخرى.

وإذا لم تحدث مفاجآت في الأصوات، التي لم يتم فرزها، فربما تسفر النتائج عن إجراء انتخابات من جديد.

وكانت الانتخابات التي جرت هي الرابعة بعد 3 جولات غير حاسمة لم يفز فيها نتنياهو (71 عاماً) أو خصومه من يسار الوسط بأغلبية في البرلمان.

وتشير التوقعات إلى أن حزب ليكود سيتصدر بقية الأحزاب، ويفوز بعدد 30 مقعداً، بدلاً من 36 مقعداً فاز بها في الانتخابات السابقة. ويأتي حزب «هناك مستقبل» الذي ينتمي لتيار الوسط برئاسة يائير لابيد (57 عاماً) خلفه بعدد 18 مقعداً.



وكان لابيد (57 عاماً) يأمل أن تكون هناك أحزاب كافية مناهضة لنتنياهو للإطاحة بالزعيم المخضرم الذي يتولى السلطة منذ 2009.

وأعلن نتنياهو (71 عاماً) عن «فوز كاسح» في الانتخابات وأعرب عن أمله في تشكيل «حكومة يمينية مستقرة».

وعادة ما تقع على عاتق الحزب الأكبر مهمة تشكيل الحكومة، وهو ما قد يتطلب أسابيع من المشاورات غير الرسمية.

وسيتعين على نتنياهو استقطاب الأحزاب الدينية الحليفة، فضلاً عن الأحزاب اليمينية المتطرفة، وربما أيضاً القائمة العربية الموحدة، وهي حزب محافظ من المتوقع أن يحصل على 5 مقاعد بالبرلمان.

ودعا منصور عباس (46 عاماً) زعيم القائمة العربية الموحدة للعمل مع نتنياهو من أجل تلبية احتياجات الأقلية العربية البالغة 21% من سكان إسرائيل، وهو موقف يرفضه أغلب العرب وهو ما دفع فصيل عباس للانشقاق عن تحالف للأحزاب العربية قبل الانتخابات.



وقال عباس لمحطة «103 إف.إم» التابعة لإذاعة تل أبيب: «لسنا في جيب أحد. نحن مستعدون للتعامل مع الطرفين (نتنياهو ولابيد)». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه اتفق على لقاء لابيد هذا الأسبوع.

كذلك فإن ترجيح كفة نتنياهو ربما يكون في يد منافسه القومي المتشدد نفتالي بينيت، الذي عمل ذات يوم وزيراً للدفاع في حكومته. ويؤيد بينيت ضم أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. ومن المتوقع أن يحصل حزبه المتشدد «يامينا» على 7 من مقاعد البرلمان. ولم يحدد بينيت بعد ما إذا كان سيدعم نتنياهو.

وإذا تشكلت حكومة يمينية متشددة فمن المرجح أن تختلف مع حكومة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن بشأن قضايا مثل الدولة الفلسطينية، وتعامل واشنطن مع إيران العدو اللدود لإسرائيل، بسبب برنامجها النووي.

ويبدو إبرام تحالف بين بينيت (48 عاماً) ومعارضي نتنياهو من يسار الوسط مستبعداً سياسياً.



واستندت حملة نتنياهو في الدعاية الانتخابية على قيادته لحملة تطعيم رائدة مكنت نحو 50% من الإسرائيليين من تلقي جرعتين بالفعل من اللقاح.

لكن اتهامات الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، التي نفاها نتنياهو في محاكمة جارية، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي عانى منها الإسرائيليون في 3 مرات أُعلن فيها العزل العام لمكافحة فيروس كورونا المستجد أثرت على شعبيته.

وقال يوهانان بليسنر، رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز دراسات غير منتمٍ لحزب، إن استطلاع آراء الخارجين من مراكز الاقتراع أظهر أن البلد ما زال منقسماً، وإن إجراء انتخابات وطنية خامسة أصبح خياراً حقيقياً.

وأضاف: «وفي الوقت نفسه، يصبح نتنياهو أقرب من أي وقت مضى، إذا انضم بينيت لائتلافه، لتشكيل حكومة ذات قاعدة ضيقة تضم أكثر العناصر تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي».