السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

استعداداً للسيناريو الأسوأ.. وكالات التجسس تبحث عن حلفاء جدد في أفغانستان

استعداداً للسيناريو الأسوأ.. وكالات التجسس تبحث عن حلفاء جدد في أفغانستان

تشديدات أمنية في أفغانستان تزامنا مع بدء الانسحاب الامريكي.( أ ف ب)

بدأت أجهزة المخابرات الغربية، بمغازلة القيادات المحلية في أفغانستان، من خارج الحكومة الأفغانية، وفي مقدمتهم أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود القيادي العسكري الراحل الذي قاد الحرب ضد السوفييت ومن بعدهم طالبان، والذين قد يكون بمقدورهم تقديم معلومات استخبارية حول تهديدات الجماعات الإرهابية بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان 11 سبتمبر المقبل.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فإن تلك الجهود تشير إلى أن أجهزة المخابرات الغربية تستعد للسيناريو الأسوأ، وهو سقوط حكومة كابول وعودة الحرب الأهلية.

أحمد مسعود

وأوضح التقرير أن في مقدمة هؤلاء الزعماء المحللين، أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، القيادي العسكري الأفغاني الراحل، المعروف بـ«أسد بانشير»، الذي كان من أبطال الحرب الأفغانية ضد السوفييت، وكان معادياً لحركة طالبان، وقائداً لقوات التمرد ضدها في شمال أفغانستان، وتم اغتياله قبل يومين من وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001.

وذكر التقرير أن أحمد مسعود (32 عاماً)، تخرج في الكلية الحربية الملكية البريطانية في سانت هيرست، وعاد لبلاده في 2016، وأمضى 3 سنوات في حشد الدعم، قبل الظهور علناً في 2019 من خلال تنظيم المسيرات وحملات التجنيد في الشمال، سائراً على خطا والده، للعمل على تشكيل تحالف من الميليشيات للدفاع عن شمال أفغانستان.

وأضاف التقرير أن مسؤولي المخابرات الأوروبية يقولون إنه لا يوجد تعاون رسمي بين المخابرات الغربية وبين أحمد مسعود، رغم عقد بعض الاجتماعات المبدئية، لكنَّ هناك اتفاقاً واسعاً داخل المخابرات الأمريكية والفرنسية، على أن أحمد مسعود، يمكن أن يقدم معلومات مخابراتية، لكن لم يتم بعد اختبار قدرته على قيادة مقاومة قوية ضد طالبان.

المقاومة الثانية

واعتبر التقرير أن الهدف من بناء علاقة مع أحمد مسعود وغيره من القيادات المحلية يبدو واضحاً، فالحكومات الغربية لا تثق في تعهدات طالبان بإبعاد الجماعات الإرهابية خارج البلاد في السنوات المقبلة، ويخشون من انكسار الحكومة الأفغانية، ولذا تظهر أهمية خيار «المقاومة الثانية»، وهو الوصف الذي يطلقه أحمد مسعود على تمرده المسلح ضد طالبان وتنظيم القاعدة.

ولفت التقرير إلى أن منظمة أحمد مسعود ما زالت في مهدها، وتحتاج بشدة إلى الدعم، وتلقى تأييداً من عشرات قادة الميليشيات الذين حاربوا في السابق ضد السوفييت وطالبان، بالإضافة لبضعة آلاف من المقاتلين في الشمال.

ونقل التقرير عن أحمد مسعود قوله «نحن جاهزون.. حتى لو تطلب الأمر حياتي شخصياً»، إلا أن بعض المحللين الأمنيين شككوا في قدرته على إحياء «تحالف الشمال» الذي كان يقوده والده الراحل ضد طالبان، نظراً لصغر سنه وقلة خبرته الحربية.