الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

بيع لقاحات كورونا ينكأ جرح التفاوت الطبقي في باكستان

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الاتجار في بيع اللقاحات ضد فيروس كورونا بدأ يزدهر في باكستان من خلال المستشفيات الخاصة، بعد الإقبال الكبير، والانتظار لفترات طويلة للحصول عليها، لكنه في نفس الوقت يشكل مظهراً للهوة بين الأغنياء والفقراء.

وضرب التقرير مثلاً بالشاب محمد ناصر شودري (35 عاماً) الذي يعمل مستشاراً للحكومة، وكان يشعر بالقلق لعدم التمكن من الحصول على اللقاحات المجانية، في ظل قلة المتوفر منها، والإقبال الكبير على تلقيها، حيث تمتد طوابير الراغبين في الحصول على اللقاحات لمسافات طويلة، مما كان سيجعله ينتظر لعدة أشهر، خاصة وأنه وجد أن الصحف تقول إن بعض الأشخاص تمكنوا من الحصول على اللقاحات المجانية بسهولة، وبعدها اكتشف أنه يستطيع الحصول على اللقاح من خلال المستشفيات الخاصة التي تبيع الجرعتين من لقاح (سبونتيك – في) الروسي بحوالي 80 دولاراً، وهو رقم كبير في دولة مثل باكستان، يصل دخل العامل فيها إلى حوالي 110 دولارات في الشهر.

وأوضح التقرير أن تشودري سعى للحصول على اللقاح من إحدى المستشفيات الخاصة، ولكنه اكتشف نفاد اللقاحات منها.انتقادات عديدة

وذكر التقرير أن هناك انتقادات عديدة موجهة لبيع اللقاحات في باكستان، وبعض دول العالم، وليس تقديمها مجاناً، موضحين أن ذلك يجعل اللقاحات متاحة فقط للأثرياء، تماماً مثلما فعلت الدول الغنية مثل أمريكا، بشراء كميات ضخمة من اللقاحات لتطعيم مواطنيها، وقامت بتخزين ملايين الجرعات من اللقاحات، تاركة ملايين البشر عاجزين عن الوصول للقاحات.

وأوضح التقرير أن بعض الدول سمحت ببيع اللقاحات من خلال القطاع الخاص، بهدف التعجيل بحملات التطعيم، لكن ذلك يواجه مشكلة نقص الإمدادات من اللقاحات.

وقال التقرير إن الهند سمحت ببيع اللقاحات إلى المستشفيات الخاصة، رغم أنها تواجه عجزاً في توفير اللقاحات لمواطنيها، في ظل تفشي الفيروس بالبلاد، كما سمحت كينيا أيضاً ببيع اللقاحات، لكنها سرعان ما حظرت ذلك بسبب المخاوف من طرح لقاحات مزيفة، كما استطاعت بعض الشركات الكبيرة في أمريكا، مثل بلومبيرغ، توفير اللقاحات لموظفيها من خلال علاقاتها.

وقال التقرير إن إندونيسيا سمحت يوم الثلاثاء الماضي للشركات بشراء اللقاحات من الحكومة، لتطعيم موظفيها وعائلاتهم، بدون أي تكلفة، باستخدام نوع واحد فقط من اللقاحات هو لقاح سينوفارم.

وتقول باكستان إن برامج التطعيم الخاصة، يمكن أن تساعد على توفير عدد من الجرعات المجانية للفقراء، فالأثرياء سيدفعون مقابل الحصول على اللقاح الروسي، مما يوفر لقاحات سينوفارم الصينية لغير القادرين بالمجان، في حين أن بعض الباكستانيين يفضل الحصول على اللقاح من خلال المستشفيات الخاصة في ظل الاعتقاد بأنها تقدم خدمة طبية أفضل وأكثر تنظيماً من المنشآت الطبية الحكومية المزدحمة.