الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

علاج عابر للقارات.. أطباء المهجر يدخلون على خط الأزمة في الهند

دمرت الموجة الثانية من فيروس كورونا التي ضربت الهند، نظام الرعاية الصحية في البلاد، حيث مات الآلاف وهم ينتظرون سريراً شاغراً في المستشفيات أو فرصة للحصول على الأكسجين.

وفي ظل الانهيار الحالي يكافح العديد من الهنود المصابين من أجل الحصول على رعاية طبية في الوقت الذي تعمل فيه المستشفيات بأقصى طاقتها في المدن، وتكافح الأنظمة الصحية في المناطق الريفية والقرى بينما يغلق الأطباء هواتفهم وهجروا مكاتبهم.

ومع انهيار البنية التحتية للقطاع الصحي في الهند وصعوبة الوضع على الأطباء المحليين، يحاول الأطباء في المهجر، بمن في ذلك من يعيشون في الولايات المتحدة، ملء هذا الفراغ من بعيد من خلال قنوات منظمة وغير رسمية. ويتشارك البعض مع نظرائهم الهنود الدروس المستفادة من العمل في الخطوط الأمامية لمواجهة طفرات فيروس كورونا في أمريكا. يُجري آخرون مكالمات فيديو مع الأصدقاء والأقارب للتحقق من تلقيهم الإرشاد والرعاية المناسبة، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجهود الجماعية لن تحدث سوى تأثير بسيط في أزمة الهند التي تشهد بشكل يومي أكثر من 300 ألف إصابة، و4000 وفاة، لكنها جلبت بعض الراحة لآلاف العائلات اليائسة في الهند، وأراحت الأطباء الأمريكيين الهنود الذين يكافحون شعوراً بالعجز وهم يشاهدون الرعب ينتشر في بلدهم الأصلي.

العلاج عن بعد

واستشهدت الصحيفة بقصة الطبيب أنوب كاتيال وهو طبيب عناية مركزة في ولاية ميسوري، الذي ما لبث أن حصل على استراحة من علاج مرضى كوفيد-19، حتى بدأت الكارثة في الهند، وبات يصل إليه بشكل يومي العديد من الرسائل من أقربائه وأصدقائه وزملائه في الهند لطلب المشورة الطبية.



وقالت الصحيفة إنه منذ ذلك الحين بات كاتيال يقدم الرعاية الصحية للمرضى في نيودلهي عبر منصة زوم الرقمية.

وقال كاتيال البالغ من العمر 54 عاماً: «في اللحظة التي اعتقدنا فيها أن هناك فترة راحة أصبح من غير المحتمل رؤية ما يحدث في الهند دون فعل شيء».



وكان كاتيال قد شاهد إعلاناً عبر منصة فيسبوك عن منصة رقمية مجانية لتقديم الرعاية الصحية عن بعد بدعم من الرابطة الأمريكية للأطباء من أصل هندي، والهدف منها إيصال الأطباء المتطوعين بالمرضى المصابين بفيروس كورونا، والذين يعانون من حالات خفيفة إلى متوسطة.

وأصبح كاتيال يعمل يومياً بعد انتهائه من مناوباته الليلية في وحدة العناية المركزة، ويتلقى الاستفسارات عبر المنصة.

ويعالج الأطباء الهنود المتطوعون ما يصل إلى 60 مريضاً في وقت واحد، ولديهم وقت محدود لإجراء محادثات مع أقارب المرضى لتقديم نصائح لرعاية المرضى بعد مغادرة المستشفى.

قيود دولية

قال سليم سعيد، الذي يشرف على خدمات الرعاية الصحية عن بعد بصفته مديراً تنفيذياً لمركز جامعة بيتسبرغ الطبي، إن الأطباء الأمريكيين يمكنهم ملء الفراغ من المعلومات الموثوقة.

وأوضح سعيد أنه تم تخفيف قواعد الترخيص حتى يتمكن الأطباء في نظام المستشفى الخاص به من التشاور مع المرضى الأمريكيين تقريباً عبر خطوط الولاية. ولكن عند القيام بذلك عبر الحدود الدولية، هناك خط رفيع بين تقديم المشورة الطبية وتقديم الرعاية الطبية حيث يشكل ذلك انتهاكاً لقواعد الحكومة الهندية، والتي قال سعيد إنه يجب تخفيفها لحشد المزيد من الأطباء في الخارج.

وقالت الصحيفة إن الطبيب كاتيال لا يستطيع إعطاء وصفات طبية للمرضى في الهند، وبدلاً من ذلك يقوم بتقديم الإرشادات حول كيفية استخدام المنشطات والأدوية الأخرى.



ويساهم في الجلسات الافتراضية متطوعون يرسلون الدعوات للمرضى للدخول إلى منصة زوم، ويساعدون على توصيل المرضى بالأطباء الذين يتحدثون اللغة نفسها.