يفكر المسؤولون في الحكومة المحلية بالعاصمة الهندية دلهي، في تخفيف القيود المفروضة منذ 6 أسابيع، لمواجهة تفشي جائحة كورونا، مع تعهدهم بالإسراع في حملة تطعيم نحو 20 مليون شخص، وهو ما يصطدم بمشكلة نقص اللقاحات، وبالتالي فإن أي قرار بتخفيف الإجراءات الاحترازية قد يكون خطأ إذا سمحت الحكومة بالتجمعات الكبيرة بدون ارتداء الكمامات، كما حدث في السابق بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
تخفيف القيود
ولفت التقرير إلى أن رئيس وزراء الحكومة المحلية في العاصمة دلهي، أرفيند كيجريوال أعلن أمس الأول الأحد، أن المدينة ستبدأ في فتح المنشآت مجدداً وبالتدريج، اعتباراً من الأسبوع المقبل، إذا استمر تراجع عدد حالات الإصابة بكورونا، رغم اعترافه بوجود مشكلة نقص اللقاحات، وقال «أولويتنا أن يحصل كل مواطن على اللقاحات، وإذا تم ذلك، فربما لن نتعرض لموجة ثالثة من الجائحة».
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الحالي، فإن كل الأعمال التجارية متوقفة، عدا الخدمات الأساسية، مثل الأغذية وخدمات التوصيل، والصيدليات، كما أن هناك قيوداً على التنقلات، وتم إيقاف وسائل النقل العام، ويسري ذاك على منطقة دلهي، والتي تتضمن منطقة نيودلهي المركزية، حيث مقار الحكومة المركزية.
تراجع حالات الإصابة والوفيات
وأوضح التقرير أن عدد الحالات قد انخفض في دلهي، ففي يوم الاثنين سجلت المدينة 1649 حالة إصابة جديدة بكورونا، بخلاف 189 حالة وفاة، بعدما كان عدد حالات الإصابة في منتصف أبريل الماضي 30 ألف حالة.
وأضاف التقرير أن الهند تجاوزت عتبة 300 ألف حالة وفاة بسبب كورونا، كما سجلت 222315 حالة إصابة جديدة، يوم الاثنين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الهندية، ليبلغ عدد حالات الإصابة في الهند 26.8 مليون حالة، وتأتي بعد أمريكا التي سجلت 33 مليون حالة، إلا أن أمريكا قطعت شوطاً كبيراً في حملتها الواسعة لتطعيم مواطنيها، ما أدى لانخفاض أعداد الإصابات الجديدة، بينما لم يحصل إلا 3% فقط من الهنود على جرعتين من اللقاحات.
دقة الأرقام
وحذر الخبراء من أن الأرقام الرسمية الهندية، حول أعداد المصابين والوفيات قد لا تكون دقيقة،، نظراً لعدم توافر إجراء الاختبارات في دولة نامية يبلغ تعداد سكانها 1.4 مليار نسمة.
ولفت التقرير إلى أن المسؤولين في الهند يواجهون ضغوطاً لإعادة فتح الاقتصادات المحلية، نظراً لأن عمال المصانع وأصحاب المحال، والعمال في قطاعات الاقتصاد غير الرسمي، لا يجدون عملاً من المنزل حالياً، بسبب إجراءات الإغلاق.
نقص اللقاحات
وتطرق التقرير إلى مشكلة قلة اللقاحات في الهند، فبعد 3 أسابيع من قرار الحكومة المركزية الهندية بتوسيع نطاق حملة التطعيم، لتشمل كل البالغين، توقفت الحملة في دلهي، حيث اكتظت الملاعب بالحشود المنتظرين لساعات في طوابير طويلة، من أجل الحصول على اللقاح، لكنها توقفت مع نهاية الأسبوع بعد نفاد الكمية المتاحة.
ونقل التقرير عن كيجريوال قوله إن حكومته على استعداد لإنفاق كل الأموال المطلوبة من أجل توفير 8 مليون جرعة من اللقاحات شهرياً، ولمدة 3 شهور، لتطعيم كل السكان البالغين بالمدينة.
وذكر التقرير أن مشكلة دلهي قد تكون نموذجاً لما تواجهه باقي الولايات الهندية، والتي تبحث عن اللقاحات، بينما يعاني العالم بأكمله من عجز في توفيرها، فقد قال مسؤول بارز بحكومة البنجاب يوم الأحد، إن الولاية طلبت شراء كميات من اللقاحات من شركة موديرنا الأمريكية، والتي ردت بأنها تقصر بيعها على الحكومات المركزية.