السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

للحفاظ على عملياتها.. «سي أي أيه» تواجه خيارات صعبة بعد الانسحاب من أفغانستان

للحفاظ على عملياتها.. «سي أي أيه» تواجه خيارات صعبة بعد الانسحاب من أفغانستان

الأمن الأفغاني يفحص سيارة بعد انفجارها في كابول. (أ ف ب)

تسعى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي أي أيه» للبحث عن طرق للحفاظ على عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية في أفغانستان وعمليات محاربة الإرهاب هناك، بينما تتسارع وتيرة انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فإن الاستخبارات المركزية، التي كانت في قلب الوجود الأمريكي لمدة 20 عاماً في أفغانستان، ستفقد قريباً قواعد في البلاد حيث أدارت مهاماً قتالية وضربات بطائرات بدون طيار بينما تراقب عن كثب حركة طالبان وجماعات إرهابية أخرى مثل القاعدة وداعش. بينما يحذر محللو الوكالة من المخاطر المتزايدة لاحتمال عودة سيطرة طالبان على البلاد.

حل مؤقت

ويسارع مسؤولو الولايات المتحدة من أجل تأمين وجود قواعد في دول قريبة من أفغانستان، لاستخدامها في شن تلك العمليات مستقبلاً، في وقت يسارع فيه الجيش لإنهاء عمليات الانسحاب من أفغانستان قبل منتصف شهر يوليو المقبل، أي قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن في 11 سبتمبر المقبل.

وقالت الصحيفة إن البنتاغون يلجأ حالياً إلى استخدام حاملات الطائرات، كي تطير منها المقاتلات لتنفيذ عمليات تأمين انسحاب القوات الأمريكية، وهو حل على المدى القصير، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه على المدى البعيد، حيث قال المسؤولون إنه من المرجح إعادة انتشار حاملات الطائرات بعد وقت قصير من إكمال انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

الخيار الباكستاني

ومن أبرز الخيارات أمام السي أي أيه اللجوء إلى باكستان، حيث استخدمت من قبل قاعدة لها في باكستان وظلت تستخدمها لعدة سنوات، لشن غارات بالطائرات المسيرة ضد الجماعات المسلحة في المنطقة الجبلية غربي أفغانستان، لكنها اضطرت لإخلاء القاعدة في عام 2011 بعدما تدهورت العلاقات الأمريكية- الباكستانية.

وقال مسؤولون مطلعون على المفاوضات الأمريكية مع باكستان، إن إسلام أباد، التي لها علاقات مع طالبان، تريد وضع قيود على استخدام أي قاعدة في الأراضي الباكستانية، تتضمن ضرورة الموافقة الباكستانية المسبقة قبل شن الاستخبارات المركزية أو الجيش الأمريكي لهجمات تستهدف أهدافاً في داخل الأراضي الأفغانية.

وقال مسؤولون إن المفاوضات مع باكستان وصلت إلى طريق مسدود، بينما قال مسؤولون آخرون إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع باكستان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن وكالة «السي أي أيه» تبحث في خيارات أخرى، منها اللجوء إلى قواعد في بعض الدول السوفيتية السابقة، والتي كانت تستخدم أثناء الحرب في أفغانستان، إلا أنهم يعتقدون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعارض ذلك بشدة.

وذكرت تقارير للاستخبارات العسكرية الأمريكية، والسي أي أيه، أن حركة طالبان توسع من مكاسبها في الشرق والجنوب، معبرين عن قلقهم من احتمال سقوط العاصمة كابول في قبضة طالبان في غضون سنوات، ولهذا فإن المسؤولين الأمريكيين يحتاجون إلى إقامة تواجد طويل الأمد، لجمع المعلومات وتنفيذ عمليات الجيش والاستخبارات في أفغانستان، بعد الانسحاب الأمريكي من البلاد.

مساعي بيرنز وأوستن

وقال مسؤولون أمريكيون إن وليام بيرنز، مدير السي أي أيه، قام بزيارة غير معلنة إلى إسلام أباد خلال الأسابيع الأخيرة، التقى خلالها مع قائد الجيش الباكستاني، ومدير الاستخبارات الباكستانية العسكرية.

كما أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عدة مكالمات هاتفية مع قائد الجيش الباكستاني حول الحصول على مساعدة باكستان في العمليات المستقبلية الأمريكية في أفغانستان.

وأضاف المسؤولون أن بيرنز خلال زيارته لباكستان لم يتطرق لأمر القاعدة، ولكن ركز على التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب، بينما كانت إحدى مكالمات أوستن على الأقل، تركز على مسألة القاعدة بشكل مباشر.