السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أفغانستان.. مخاوف من عودة جماعات الإرهاب بعد الانسحاب الأمريكي

أفغانستان.. مخاوف من عودة جماعات الإرهاب بعد الانسحاب الأمريكي

أفغاني أصيب أثناء مشاركته في عملية لإزالة الألغام بكابول. (إ ب أ)

يثير الانسحاب الأمريكي من أفغانستان مخاوف عديدة تجاه مستقبل البلاد وإمكانية عودة حركة طالبان للسيطرة على سائر أنحاء البلاد، وما سينتج عن ذلك من نشاط الكيانات الإرهابية، مثل تنظيمي «القاعدة»، و«داعش»، بحسب تقرير نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

وذكر التقرير أنه بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، من المُحتمل أن تستولي طالبان على جزء كبير من البلاد، ولا يتمثل خطر حُكم طالبان في أنها ستشارك بنفسها في الإرهاب خارج البلاد، لكن قادتها لن يهتموا بمؤامرات «القاعدة» و«داعش» ضد الأهداف الدولية.

مخاطر القاعدة

وأوضح التقرير أن تنظيم القاعدة ليس كما كان عليه في عهد قيادة أسامة بن لادن، فقد قَتلت أمريكا الكثير من عملائه، ويُشاع أن زعيمه الحالي أيمن الظواهري توفي، ويبقى الكثير من قادته الآخرين هاربين، وبموت بن لادن تراجع تمويل التنظيم، ولذا لم يعد لديه معسكرات تدريب واسعة في أفغانستان.

وقدّر أحد تقارير الأمم المتحدة، أن تنظيم القاعدة يضم ما بين 400 - 600 عضواً بأفغانستان، يقاتلون بجانب طالبان، ورغم أن أمريكا طالبت طالبان بمنع تنظيم القاعدة من استخدام أفغانستان كملاذ للهجمات الدولية، وقبول الحركة لهذا الطلب، إلا أن التشجيع على شن الهجمات الدولية استمر رغم وعود طالبان.

ففي أكتوبر 2020، قتلت قوات العمليات الخاصة الأفغانية أبو محسن المصري، وهو على الأرجح العنصر الثاني الأهم في تنظيم القاعدة بأفغانستان، وتم اكتشاف رسائل أرسلها المصري يبلغ فيها قيادات للقاعدة في سوريا، أن أفغانستان قد تعود قريبًا إلى موقعها السابق كمركز محوري للجماعة الإرهابية.

تهديد داعش

ويعادي تنظيم «داعش»- ولاية خراسان، حركة طالبان، وأحياناً يقع القتال فيما بينهما، ولكنهما متفقان على هدف السعي للإطاحة بحكومة كابول.

ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة فإن داعش، ولاية خراسان، يضم حوالي 2,200 مقاتل مسلح، يتركزون بمحافظة كونار الجبلية قرب حدود باكستان، ومعظمهم من المقاتلين البشتون الباكستانيين الذين هربوا من قوات الأمن الباكستانية لأفغانستان، ومن منشقين عن الجيش الأفغاني، ومن مقاتلين أوزبكيين.

ولفت التقرير إلى أن هؤلاء المسلحين أعلنوا الولاء لتنظيم داعش في العراق والشام ابتداء من عام 2014، وبعدها لجأ بعض المقاتلين العرب التابعين للتنظيم لأفغانستان.

الانسحاب الأمريكي

وقال التقرير إنه مع الانسحاب الغربي الوشيك من أفغانستان، سيصبح الجزءان الجنوبي والشرقي منها (حوالي 40 - 50 % من مساحة البلاد)، خاضعَيْن على الأرجح لحُكم طالبان، والمناطق التي يمثّلون فيها الأغلبية هي التي سيستخدمها على الأرجح تنظيما القاعدة وداعش -ولاية خراسان، لإنشاء قواعد تدريب جديدة.

ولفت التقرير إلى القلق حول مستقبل العاصمة كابول وضواحيها، حيث أن مصيرها سيعتمد على أداء الجيش الأفغاني، والذي يتوقف مصيره ومصير الحكومة الأفغانية على استمرار الدعم المالي الدولي.

ونوه التقرير إلى خيارات أمريكا في الاحتفاظ بموطئ قدم بعد الانسحاب من أفغانستان، للعمل ضد التنظيمات الإرهابية في أفغانستان، سواء في باكستان أو غيرها، خاصة وأن قدرات الاستخبارات الأمريكية ستتضاءل في الحصول على معلومات استخباراتية مما سيجعل أفغانستان مجددًا بلدًا نائيًا وغامضًا.