الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في شوارع كراتشي.. شرطيات باكستان يكافحن الإرهاب على الزلاجات

في شوارع كراتشي.. شرطيات باكستان يكافحن الإرهاب على الزلاجات

شرطيات وحدة مكافحة الإرهاب على الزلاجات في كراتشي.(أرشيفية)

لم يكن مألوفاً في مدينة كراتشي الباكستانية، رؤية نساء يتجولن في الشوارع على زلاجات، لكن هذا المشهد أصبح معتاداً منذ عدة أشهر.

لكن النساء اللائي يقمن بذلك لسن لاعبات هوكي أو من هواة التزلج، لكنهن ضابطات في فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الباكستانية، وهو الأمر الذي استقبله بعض سكان المدينة التي يبلغ تعدادها 15 مليون نسمة، بالتشكيك.

وتقوم الوحدة المكونة من 20 فرداً بمراقبة مكافحة الإرهاب وأعمال الشرطة المجتمعية على الزلاجات. ولدى الفرقة عدد متساوٍ من الضباط والضابطات. وهما حقيقتان غريبتان على المدينة حيث الطرق متداعية، كما يهيمن الذكور على كل مؤسساتها تقريباً.

ويقول مسؤولو الشرطة إن الوحدة التي ظهرت علناً لأول مرة في ديسمبر، حققت نجاحاً، بينما يرى المنتقدون أنها وسيلة للتحايل. لكن معظم سكان كراتشي يتفقون على الأقل على أنه من الغريب رؤية ضباط مسلحين يتزلجون في مراكز التسوق الخاصة بهم، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية اليوم.

وتقول سيدا أيمن (25 عاماً) وهي ضابطة في الفرقة: «إنه مفهوم جديد للجمهور. عندما بدأنا في التزلج كنا متحمسين، ولكننا قلقون أيضاً بشأن السقوط. لكن الخوف يزول عندما نكون في الميدان».

وينظر إلى الوحدة على أنها وسيلة لتحسين صورة الشرطة الباكستانية التي تتعرض لانتقادات واسعة، حيث قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر عام 2016 إن إدارات الشرطة في باكستان من بين «المؤسسات الحكومية الأكثر رعباً والأقل ثقة» في البلاد.

وخلال حملته الانتخابية، وعد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الذي وصل إلى السلطة في 2018 بإصلاح الشرطة. هذا الشهر، تم إيقاف تسعة من ضباط الشرطة عن العمل في مدينة لاهور بشرق البلاد بعد أن سجنوا موظفين في مطعم رفض منحهم البرغر مجاناً. رأى كثير من الناس في هذا الحادث علامة على أن فساد الشرطة لا يزال مستشرياً.

وقال مقصود أحمد، نائب المفتش العام في شرطة السند الإقليمية، إن وحدة التزلج على الجليد الجديدة مصممة في جانب منها لمعالجة الانتقادات بأن ضباط شرطة كراتشي لا يعرفون كيفية التعامل مع المدنيين.

وأضاف أن مشهد الضباط على الزلاجات ساعد في «تخفيف الحالة المزاجية» في مراكز التسوق وغيرها من الأماكن الملائمة للعائلات حيث يقومون بدوريات.

وقال: "يجب أن يشعر الناس أنهم أصدقاء لهم وأنهم موجودون لحمايتهم". مضيفاً «لكن وحدة التزلج ليست فقط لتكوين صداقات».

وقال السيد أحمد إن مسؤوليتها الأساسية هي مراقبة مكافحة الإرهاب في الأماكن العامة، بما في ذلك الحدائق وملاعب الكريكيت.

وأوضح أن الكوماندوز في هذه الوحدة قد نفذوا بالفعل اعتقالات، وحسّنوا معدل استجابة القوة في مسرح الجريمة وقاموا بحماية العديد من المسؤولين البارزين، بما في ذلك السيد خان والرئيس عارف علوي.

وتقول سيدا، التي انضمت إلى شرطة السند منذ عامين، إن لديها التزاماً عميقاً بعملها في مكافحة الإرهاب من خلال وحدة التزلج، وإنها تابعت باهتمام حملة الجيش الباكستاني على المتمردين في المناطق القبلية الجبلية، وكانت تتطوع في معرض الأسلحة في كراتشي.

وتضيف: «أعتقد أن الإرهابيين يستحقون الموت». «عليك أن تقتلهم. إنهم لا يستحقون أن يكونوا على قيد الحياة».

بدأت مدن في بريطانيا وفرنسا وهولندا وأماكن أخرى في تكوين وحدات تزلج شرطية منذ سنوات، وكانت النتائج متباينة.

وقال مدثر علي، أحد ضباط شرطة وحدة الأمن الخاصة في السند الذي درب ضباطاً في وحدة التزلج، إنه شكلها على غرار نماذج من الخارج.

وتابع علي إن أولئك الذين يرتدون الزلاجات عادة ما يعملون جنباً إلى جنب مع الضباط في سيارات الدوريات، وقد تم تدريبهم على القفز وصعود السلالم في «المناطق التي لا تحتوي على أفضل الطرق أو البنية التحتية».

وأضاف أنه على الرغم من أن الكوماندوز يساعدون في الغالب في الحفاظ على النظام العام في أماكن مثل مراكز التسوق ومناطق تناول الطعام في الشوارع الشعبية، إلا أنهم مسلحون ومستعدون لإطلاق النار على المجرمين إذا لزم الأمر.

وتابع: «إنهم قادرون على التمسك بسيارة تسير بسرعة 120 كيلومتراً في الساعة».

من جهته، قال جاسم رضوي، من سكان حي جولشان إقبال في كراتشي، إنه رأى الوحدة بمثابة حيلة دعائية.

وأضاف رضوي، الذي تعرض للسرقة مؤخراً خارج منزله: "ربما لم يكن لدى الشرطة ما تفعله، لذا قرروا القفز على الزلاجات".

وقالت زها وسيم، الباحثة بمعهد شرطة المدينة العالمية في كلية لندن الجامعية، إن استخدام الضباط الزلاجات لتحسين علاقة قوات الشرطة مع المجتمع قد يكون منطقياً في كراتشي، ولكن ليس إذا كانوا مسلحين.

وأضافت أن هناك القليل من الأدلة من مدن أخرى حول العالم على أن وحدات التزلج على الجليد تساعد قوات الشرطة في محاربة الجريمة. كما أن كراتشي مليئة بالحفر.

وتابعت: «هذا هو السبب في أنه من الصعب رؤية هذه المبادرة على أنها أكثر من مجرد دعاية للشرطة»،.

«لا نعرف مدى استدامتها، وأتساءل عمّا إذا كان من الأفضل إنفاق هذه الميزانية في مكان آخر».

الناشطة الباكستانية في الدفاع عن حقوق المرأة، طاهرة جبين، ترى أن الخطوة حتى وإن كانت لتحسين صورة الشرطة فهي خطوة جيدة على صعيد إشراك النساء في قطاعات مختلفة من المجتمع كانت حكراً على النساء، حيث يهيمن الذكور على المجتمع بشكل كبير.

وأضافت جبين زميلة برنامج همفري في جامعة ماريلاند، بالولايات المتحدة، في تصريحات لـ «الرؤية» إن إشراك النساء في هذه الوظيفة أيضا ليس فقط لسد الفجوة بين الجنسين بوكالات إنفاذ القانون، ولكن أيضاً يساعد في القضاء على الحساسية تجاه النوع الاجتماعي داخل الإدارة، بالإضافة إلى توفير الإغاثة والحماية للنساء ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.



وتابعت إنه يتعين على النساء الباكستانيات خوض معارك صعبة للمطالبة بحقوقهن الاجتماعية والسياسية والمشاركة وأن يكون صوتهن مسموعاً وهذه الوظيفة تعتبر جديدة على المجتمع فالطبيعي أن تقابل بالتشكيك والانتقاد لأنه شيء غير مألوف على مجتمع محافظ.

وقالت إنه يجب على الحكومة العمل على زيادة إشراك النساء عبر تقديم سياسات يمكن أن تعزز العمل الشرطي الذي يراعي الفوارق بين الجنسين في إدارات العدل ويعمل على تمكين المرأة، مشيرة إلى أن رؤية النساء في زي الشرطة سيعطي الثقة للنساء ضحايا الجرائم لطلب اللجوء القانوني والحماية.